الابتكار والاستدامة يقودان الموضة المحتشمة في الإمارات
يشهد عالم الموضة تحولاً ملحوظاً مع انتقال الموضة المحتشمة من هامش الأضواء إلى مركز الاهتمام. وفي دولة الإمارات العربية المتحدة، التي تعد مركزاً للتنوع الثقافي والابتكار، يقف المصممون في طليعة هذه الحركة، حيث يمزجون بين الأناقة والهوية الثقافية بطرق تجد صدى واسعاً على الصعيد العالمي. فالأساليب التي توفر تغطية أكبر دون المساس بالجماليات الفنية تكتسب شعبية متزايدة في جميع أنحاء العالم، حيث يتوقع أن يصل حجم سوق الموضة المحتشمة إلى 311 مليار دولار (1.1 تريليون درهم إماراتي) هذا العام، وفقاً لـ"تومسون رويترز". وفي حين بدأت العلامات التجارية العالمية مثل "إتش آند إم" و"دولتشي آند غابانا" في دمج خطوط الموضة المحتشمة، فإن مصممي الإمارات العربية المتحدة هم الذين يعيدون تعريف هذا المجال ويحظون بإشادة عالمية.
وقد أعادت "فايزة بوقصة"، مؤسسة علامة "بوقصة"، تصور العباءة كتعبير عن الموضة العالمية. تشتهر بتصميماتها البسيطة والمتطورة، وتتميز مجموعاتها بخطوط نظيفة وأقمشة فاخرة تلقى صدى لدى جمهور الموضة المحتشمة والعامة. تم الاحتفاء بعمل "بوقصة" في منشورات دولية مثل "فوغ" و"هاربر بازار"، وارتدت قطعها أيقونات مثل الملكة رانيا ملكة الأردن و"بيونسيه".
قالت "أمل"، وهي عميلة مخلصة: "أحب كيف تجعلني تصاميم "بوقصة" أشعر بالثقة والأناقة دون التنازل عن قيمي". كما زينت مجموعاتها منصات عرض أسبوع الموضة في باريس، مما عزز مكانتها كرائدة في الصناعة.
وتضفي "هدى النعيمي" لمسة مختلفة من خلال التطريز المعقد والتصميمات النابضة بالحياة. وتُعد قطعها، التي تشمل العباءات والقفاطين، احتفالاً بالحرفية الإماراتية. وقالت "ليلى"، وهي من عشاق الموضة: "يبدو عمل "هدى" وكأنك ترتدين قطعة فنية. إن اهتمامها بالتفاصيل والتزامها بالاستدامة يجعل مجموعاتها مميزة حقاً". وقد ظهرت إبداعات النعيمي في مجلة "إل" وعرضت في فعاليات عالمية مثل أسبوع الموضة المحتشمة في لندن. ومن خلال دمج المواد الصديقة للبيئة وطرق الإنتاج الأخلاقية، فإنها تتماشى مع علامتها التجارية مع الأهداف الأوسع لدولة الإمارات العربية المتحدة في الابتكار والاستدامة.
أما "سارة آل مدني"، مصممة أزياء ورائدة أعمال، فقد اتبعت نهجاً جريئاً في عالم الأزياء المحتشمة، حيث مزجت بين الملابس التقليدية في الشرق الأوسط والعناصر المعاصرة. وتلبي تصاميمها احتياجات المرأة العصرية، وتوفر التنوع والأناقة. قالت "نور"، وهي محترفة شابة: "مجموعات "سارة" تمكّن المرأة. فهي تسمح لي بالتعبير عن شخصيتي الفردية مع البقاء وفية لجذوري الثقافية". وقد تم ذكر "سارة المدني" في مجلة "فوربس" لروحها الريادية وتأثيرها في عالم الموضة. وبخلاف تصاميمها، فهي مناصرة لتمكين المرأة، وإلهام جيل جديد من المبدعين في الإمارات العربية المتحدة.
وتدعم فعاليات مثل أسبوع الموضة المحتشمة في دبي صعود الموضة المحتشمة في الإمارات العربية المتحدة، والتي توفر منصة للمصممين لعرض أعمالهم أمام جمهور عالمي. وقد لعبت هذه الفعاليات، إلى جانب المبادرات التي تدعمها الحكومة وحاضنات الأزياء، دوراً فعالاً في رعاية الصناعة. وقد ساهم التركيز الذي توليه دولة الإمارات العربية المتحدة على الاستدامة في تشكيل مشهد الموضة المحتشمة، حيث يتبنى المصممون ممارسات صديقة للبيئة تتوافق مع الاتجاهات العالمية.
كما أن المستهلكين متقبلين لهذا التحول. وقالت "ريم"، المقيمة في دبي منذ فترة طويلة: "كنت أعاني من أجل العثور على ملابس أنيقة ومحتشمة في الوقت نفسه. أما الآن، فهناك العديد من الخيارات التي تتوافق مع قيمي وأسلوبي الشخصي. إنه لمن دواعي سروري أن أتسوق لشراء الملابس التي تجعلني أشعر بالثقة والارتباط بثقافتي". يعكس هذا الشعور التأثير الأوسع لصناعة الأزياء المحتشمة في الإمارات العربية المتحدة، والتي لا تعمل على تحويل خزانات الملابس فحسب، بل تعمل أيضاً على تعزيز الارتباط الأعمق بين المستهلكين وهويتهم الثقافية.
ويحظى مصممو الأزياء في الإمارات العربية المتحدة بتقدير كبير على الساحة العالمية، حيث يشاركون في أسابيع الموضة العالمية ويتعاونون مع علامات تجارية شهيرة. ويتحدى عملهم الصور النمطية ويوسع تعريف الموضة ليصبح أكثر شمولاً وتنوعاً. وقالت "ياسمين"، وهي مدونة أزياء: "الألوان النابضة بالحياة والأنماط الجريئة في بعض المجموعات هي لمسة منعشة للأزياء المحتشمة. ومن المثير أن نرى كيف يحدد مصممو الأزياء في الإمارات العربية المتحدة اتجاهات تتردد أصداؤها خارج المنطقة".
إن حركة الموضة المحتشمة في الإمارات العربية المتحدة ليست مجرد اتجاه؛ بل إنها انعكاس لقدرة الدولة على مزج التقاليد بالحداثة. وتقود مصممات مثل "فايزة بوقصة"، و"هدى النعيمي"، و"سارة آل مدني" هذا التحول، مما يثبت أن التواضع والأناقة يمكن أن يسيرا جنباً إلى جنب. ومع استمرار تأثيرهن في النمو، فإنهن لا يعيدن تشكيل صناعة الأزياء فحسب، بل يعيدن أيضاً تعريف التصورات العالمية للموضة المحتشمة.