الإمارات: وسائل التواصل تمهد طريق الجيل زد لريادة الأعمال
من المتوقع أن يصبح الجيل زد، الذي يُطلق عليه غالباً "الجيل الرقمي"، أحد أكثر الأجيال النشطة في مجال ريادة الأعمال على الإطلاق. ووفقاً للدراسات الحديثة التي أجرتها شركة "أدوبي" (Adobe)، يخطط حوالي 64% من أفراد الجيل زد لتأسيس أعمال تجارية خاصة بهم خلال السنوات الثلاث المقبلة.
ونشأت هذه المجموعة من المهتمين بالتكنولوجيا في عالم رقمي يركز على التجارة الإلكترونية، ولديها ميزة واضحة: فهم يعرفون كيفية استخدام التسويق عبر وسائل التواصل الاجتماعي وإدارة العلامات التجارية عبر الإنترنت بشكل فعال.
ويعتقد الخبراء أن وسائل التواصل الاجتماعي لعبت دوراً هاماً في تعزيز روح المبادرة لدى الجيل زد. وأوضحت الدكتورة "سارة جونسون"، أستاذة التسويق، أن "رؤية الأقران وهم يطلقون أعمالهم بنجاح يشكل حافزاً قوياً للجيل زد. فعندما يرون الآخرين يحققون أحلامهم، يشجعهم ذلك على اتخاذ الخطوة الأولى أيضاً". وهذا الشعور بالانتماء لمجتمع ما يجعل من تأسيس الأعمال التجارية أمراً قابلاً للتحقيق أكثر.
لقد أتاحت وسائل التواصل الاجتماعي المجال لريادة الأعمال، مما سمح لأي شخص لديه هاتف ذكي بدخول السوق. ويمكن لرواد الأعمال الشباب عرض منتجاتهم أو خدماتهم لجمهور عالمي دون الحاجة إلى دفع الكثير من المال مقدماً. يقول "راج باتيل"، أحد خبراء استراتيجيات وسائل التواصل الاجتماعي: "يعرف الجيل زد كيفية سرد القصص وكيفية بناء علاماتهم التجارية الشخصية. يمكنهم إنشاء روابط حقيقية مع جمهورهم، وهو أمر ضروري لبناء قاعدة عملاء مخلصين".
وعلاوة على ذلك، فإن الخوف من الفشل - وهو عقبة شائعة يواجهها العديد من أصحاب الأعمال الطموحين - لا يبدو أنه يزعج هذا الجيل كثيراً.
وقالت "إيميلي تشين"، وهي رائدة أعمال من الجيل زد تبلغ من العمر 22 عاماً والتي أسست خط الأزياء المستدامة الخاص بها: "لقد نشأنا في عالم يُنظر فيه إلى الفشل على أنه خطوة نحو النجاح".
"لقد أوضحت وسائل التواصل الاجتماعي أن كل مشروع لن ينجح، وهذا أمر طبيعي. فالأمر يتعلق بالتعلم والنمو". وتشجع هذه العقلية التجريب والابتكار، مما يسمح لرواد الأعمال الشباب بصقل أفكارهم دون أن يصابوا بالشلل الناجم عن الخوف من الوقوع في الأخطاء.
إن جرأة الجيل زد هي عامل آخر يساهم في نجاحهم في مجال ريادة الأعمال. يعتقد الكثيرون أنه من الممكن أن يصبح أي شخص مؤثراً، وهو ما يمكّنه من العمل على اهتماماته.
وتقول "إيميلي تشين": "لقد غيرت وسائل التواصل الاجتماعي الطريقة التي ننظر بها إلى النجاح. ينظر الجيل زد للمؤثرين كمشاهير وكأشخاص يمكن التواصل معهم، بنوا علاماتهم التجارية من الصفر. وهذا ما يجعلهم يعتقدون أنهم قادرون أيضاً على تحقيق النجاح وذلك هو ما يحركهم باتجاه ريادة الأعمال".
علاوة على ذلك، أصبحت منصات التواصل الاجتماعي المختلفة أدوات تسويقية لا تقدر بثمن. ويمكن للاتجاهات الفيروسية أن تدفع الشركات الصغيرة إلى دائرة الضوء بين عشية وضحاها. وأشارت تشين إلى أن "من المدهش كيف يمكن لفيديو واحد أن يصل إلى ملايين الأشخاص. إن الجيل زد يفهم كيفية الاستفادة من هذه الاتجاهات وإنشاء محتوى يتردد صداه لدى الجمهور، مما يمنحه ميزة في سوق تنافسية".