

قال البراء الخاني، الرئيس التنفيذي للعمليات في "الحلول الصحية المتكاملة" التابعة لـ M42، إن أنظمة الرعاية الصحية لا يمكنها أن تتجاوز وتيرة تطور الكوادر البشرية العاملة فيها، مشدداً على أن رأس المال البشري يجب أن يتطور بالتوازي مع التكنولوجيا، لأن النظام الذي ينمو أسرع من قدرات أفراده سينهار في نهاية المطاف تحت وطأة تعقيداته.
وأشار الخاني إلى أهمية مواءمة الابتكار مع رأس المال البشري والكفاءة التشغيلية والأثر المجتمعي من أجل إحداث تحوّل حقيقي في الرعاية الصحية.
وقال خلال مؤتمر عُقد يوم الأربعاء: «أشجع زملائي من كبار التنفيذيين على النظر إلى برامجنا التجريبية التي تمضي في مسار واضح نحو السياسات المعتمدة، وإلا فإنها ستظل مجرد نماذج أولية وليست ابتكاراً».
وشهد القمة الخامسة لمستقبل الرعاية الصحية 2025، التي نظمتها صحيفة «خليج تايمز» تحت شعار «أصداء الغد | بناء مستقبل الرعاية»، مشاركة كبار قادة الرعاية الصحية من القطاعين العام والخاص في المنطقة، حيث سلطت المناقشات الضوء على كيفية تحول الرعاية الصحية من خلال الابتكار والتكنولوجيا والتعاون الاستراتيجي.
وأكد الخاني أن الاستدامة لها أربعة أبعاد: مالي، وتشغيلي، وبيئي، ومجتمعي.
وقال: «مالياً، علينا أن نتجه نحو نموذج الرعاية القائم على القيمة الذي يكافئ النتائج وليس الأنشطة، وهذا يتماشى بشكل كامل مع إصلاحاتنا الصحية الوطنية التي تعيد تعريف معايير الأداء في المستشفيات وشركات التأمين. أما تشغيلياً، فإن الاستدامة تعني استخدام الأدوات الرقمية لتقليل هدر الوقت والموارد والطاقة البشرية».
وأضاف أن مبادرة المستشفى الأخضر التي أطلقتها وزارة الصحة ووقاية المجتمع تنسجم مع النتائج الصحية والمسؤولية المناخية، وأن الاستدامة المجتمعية تعني إبقاء المرضى والمجتمعات في قلب الاهتمام.
وأشار الرئيس التنفيذي للعمليات في M42 إلى أن الأنظمة التي تصمد ليست بالضرورة الأكبر أو الأقوى، بل تلك التي تستطيع التكيّف، والتوسّع، والاستمرار.
وقال: «أنظمتنا الآن تواجه اختبارات من قوى تتطور أسرع من ردود أفعالنا، سواء كانت أوبئة أو تغيرات مناخية أو تهديدات إلكترونية أو عدم استقرار في القوى العاملة أو تحديات مدمّرة، إضافة إلى التكنولوجيا التي تعيد صياغة القواعد بين ليلة وضحاها. والسؤال الحقيقي هو: كيف نصمم أنظمة تساعدنا على التغيير وليس مجرد البقاء؟ الإجابة تكمن في ثلاثة مبادئ أساسية – القدرة على التكيف، وقابلية التوسع، والاستدامة. وفي أنحاء دولة الإمارات، نرى بالفعل أن هذه المبادئ أصبحت جزءاً من أسس الرعاية الصحية».
وأوضح أن القدرة على التكيف تبدأ من البنية التحتية، وقال: «عندما ضربت جائحة كوفيد-19، لم يكن التحدي جماعياً ذا طبيعة طبية فحسب، بل كان أيضاً تحدياً هيكلياً. لقد خضعَت القدرة على الصمود للاختبار، وتعلمنا أنها لا يمكن أن تكون رد فعل فقط، بل أن التصميم الجيد يمكن أن يُنقذ الأنظمة من التعثر».