يكفي فحص دم بسيط للرجال للكشف عن سرطان البروستاتا. ويدعو الخبراء في الإمارات العربية المتحدة المقيمين إلى إجراء الفحوصات بانتظام للكشف عن "السرطان الصامت" قبل فوات الأوان.
وقال الدكتور "ديباك جاناردانان"، استشاري المسالك البولية في مستشفى "فقيه" الجامعي: "تُجري العديد من مستشفيات دولة الإمارات العربية المتحدة فحص دم مجاني لمستضد البروستاتا النوعي (PSA)، خاصةً خلال شهر نوفمبر، حيث تُركز الاهتمام على صحة الرجال. وتصل النتيجة خلال ساعات قليلة، وتُعطينا دليلاً غير مباشر على ما إذا كان الشخص عُرضةً للإصابة بسرطان البروستاتا أم لا".
جاءت تصريحاته بعد يوم من تشخيص إصابة الرئيس الأمريكي السابق "جو بايدن" بنوع عدواني من سرطان البروستاتا، والذي انتشر إلى عظامه. وأضاف أنه من الصعب تشخيص المرض في مراحله الأولى. وقال: "في معظم الأحيان، يظل سرطان البروستاتا صامتاً حتى يبدأ بالانتشار إلى العظام".
يُعد سرطان البروستاتا ثاني أكثر أنواع السرطان شيوعاً عالمياً، ولكنه أقل شيوعاً في الإمارات العربية المتحدة نظراً لانخفاض نسبة كبار السن. وأضاف الدكتور "ديباك": "يُعتبر سرطان البروستاتا شائعاً لدى الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 60 عاماً".
وأوضح الدكتور "محمد عزام زيادة"، استشاري الأورام الطبية في مستشفى "ميدكير" (Medcare) بالشارقة، أهمية الكشف المبكر. وقال: "يُتيح الكشف المبكر علاجات أقل شدة أو مراقبة فعّالة في الحالات منخفضة الخطورة، مما يُجنّب الرجال الآثار الجانبية المؤلمة. وتتراوح نسبة البقاء على قيد الحياة لمدة خمس سنوات في سرطان البروستاتا في مراحله المبكرة بين 98% و99% عند العلاج الفوري".
أكد الدكتور "ديباك" أنه ينصح الرجال فوق سن 45 بإجراء فحص دم سنوياً. وقال: "إنه سرطان بطيء النمو. يستغرق سرطان البروستاتا بضع سنوات حتى ينتشر إلى العظام، مما يتيح الوقت الكافي لتشخيصه مبكراً. لذلك، نؤكد أن الفحص مرة واحدة سنوياً كافٍ".
لقد تم تسليط الضوء في الأدبيات الطبية بشكل متكرر على كيفية تأخير الرجال لإجراء الفحوصات الصحية بسبب نقص الوعي والوصمة الاجتماعية.
أشار بعض الأطباء إلى أن هذا قد يكون ضاراً. يقول الدكتور "ميشيل جبور"، استشاري المسالك البولية في مستشفى مركز "كليمنصو" (Clemenceau) الطبي: "المشكلة أكثر خطورة، خاصةً مع سرطان البروستاتا، لأنه لا تظهر عليه أي أعراض في مراحله المبكرة. يقول الرجال عادةً: "لا أشعر بأي شيء، فلماذا أذهب لزيارة الطبيب، لكنه أمرٌ خطيرٌ على أقل تقدير".
رغم أنه قد لا تظهر عليه أي أعراض، إلا أن الدكتور "محمد" أشار إلى وجود بعض العلامات التحذيرية. وأضاف: "مع تطور المرض، قد يعاني الرجال من صعوبة في بدء التبول أو إيقافه، وضعف تدفق البول أو انقطاعه، وتكرار التبول، وخاصةً ليلاً، وألم أو حرقة أثناء التبول، وعدم القدرة على إفراغ المثانة تماماً".
وقال الدكتور "ديباك" إنه نظراً لانتشار السرطان أولاً إلى العظام، يعاني العديد من المرضى من آلام في الظهر وكسور متكررة في العظام. وأضاف أنه في حال كشف فحص الدم عن وجود مشكلة، يُجرى المزيد من الفحوصات. وقال: "الخطوة التالية هي أخذ خزعة من البروستاتا. نجري فحصاً بالرنين المغناطيسي، ثم نصل إلى التشخيص".
وأضاف أن التحدي الأكبر الذي واجهه الأطباء هو نشر الوعي بأهمية الفحوصات الدورية. وقال: "لا يدرك الناس أهمية فحص الدم للبروستاتا، ولذلك نواصل توعية الناس به. كما ننظم حملات مثل حملة "موفمبر" (Movember) حيث تكتسي المستشفيات باللون الأزرق لتسليط الضوء على سرطان البروستاتا".