
يوضح الأطباء من هم المعرضون لخطر الانسداد الرئوي، وما هي الأعراض المحتملة وكيفية الوقاية منها.
صورة: ملف "كي تي"
مع وصول السفر الصيفي إلى ذروته، حث الأطباء المقيمين الذين يعانون من مشاكل صحية سابقة على الحصول على موافقة طبية قبل السفر بالطائرة، وأيضاً الانتباه إلى الأعراض التي تظهر بعد الرحلة مثل آلام الصدر أو تورم الساقين.
أحد المقيمين في الإمارات، الذي عاد من رحلة استغرقت ثماني ساعات من المملكة المتحدة، انتهى به المطاف في وحدة العناية المركزة بعد إصابته بـ جلطة دموية خطيرة في رئتيه، وهي حالة تعرف باسم الانسداد الرئوي (PE).
وصل الرجل إلى قسم الطوارئ في مستشفى رأس الخيمة وهو يعاني من ألم مستمر في الصدر استمر ثلاثة أيام، وتم تشخيصه وعلاجه بسرعة. يقول الأطباء إن هذه الحالة تذكير صارخ بالمخاطر الصحية المحتملة المرتبطة بالجمود لفترة طويلة أثناء السفر الجوي.
تم تشخيص المريض بالانسداد الرئوي الحاد (acute PE) من خلال تصوير الأوعية الدموية الرئوية المقطعي المحوسب (CT pulmonary angiography) وتم إدخاله إلى وحدة العناية المركزة. تلقى علاجًا مضادًا للتخثر وخرج في حالة مستقرة. لكن الخبراء الطبيين يقولون إن الحادث كان يمكن أن يكون مميتًا إذا لم يُعالج.
قالت الدكتورة سهى الشيخ سليمان، أخصائية أمراض الرئة في مستشفى رأس الخيمة: "يبدأ الانسداد الرئوي غالباً بجلطة دموية في الساق، وهي تجلط الأوردة العميقة (DVT)، والتي يمكن أن تنتقل إلى الرئتين وتعيق تدفق الدم". وأضافت: "الرحلات الطويلة تزيد هذا الخطر بشكل كبير، خاصة لدى الأشخاص الذين يعانون من السمنة، أو الحوامل، أو الذين لديهم مشاكل تنفسية أو قلبية، أو تاريخ من الجلطات".
يحث الأطباء في جميع أنحاء الإمارات المسافرين الآن على اتخاذ احتياطات بسيطة ولكنها حاسمة أثناء الرحلات الجوية، وأخذ أي أعراض غير عادية تظهر بعد الرحلة على محمل الجد.
وفقًا لـ الدكتورة ماريان ملاك إسحاق مرقص، أخصائية طب الأسرة في مركز برجيل للجراحة اليومية في الشهامة، يجب على المسافرين الذين يعانون من الحالات التالية استشارة طبيبهم قبل السفر لمسافات طويلة:
أمراض القلب أو الجراحة الحديثة.
أمراض الجهاز التنفسي المزمنة مثل مرض الانسداد الرئوي المزمن أو الربو.
داء السكري غير المنضبط.
الأمراض الحديثة مثل الالتهاب الرئوي أو كوفيد-19.
الحمل عالي الخطورة (خاصة الثلث الأخير).
تاريخ من جلطات الدم.
قالت الدكتورة ماريان: "الاستشارة المناسبة قبل السفر تساعد في تحديد ما إذا كانت هناك حاجة لدعم الأكسجين أو الأدوية الوقائية".
يمكن أن يؤدي جفاف هواء المقصورة، والمقاعد الضيقة، وقلة الحركة أثناء الرحلات الجوية الطويلة إلى زيادة خطر التخثر، خاصة عندما يهمل المسافرون شرب السوائل أو يظلون بلا حراك لساعات طويلة.
أضافت الدكتورة ماريان: "هواء المقصورة جاف للغاية، والناس ينسون ترطيب أجسامهم". "عندما تجمع ذلك مع الجلوس لمدة ست ساعات أو أكثر، وربما شرب الكحول أو الكافيين، فإنها عاصفة مثالية لتكون الجلطات."
يوصي الأطباء بما يلي:
النهوض والمشي كل 1-2 ساعة أثناء الرحلة.
شرب الكثير من الماء. تجنب الكحول والكافيين والتدخين.
ارتداء جوارب الضغط إذا نصح الطبيب بذلك.
تجنب المهدئات التي قد تقلل من الحركة.
بالنسبة للمرضى المعرضين للخطر، مثل المصابين بالسرطان أو اضطرابات التخثر المعروفة، قد يُوصف جرعة من مميع الدم مثل الهيبارين منخفض الوزن الجزيئي قبل السفر، بناءً على المخاطر الفردية.
يمكن أن تظهر أعراض جلطة الدم أثناء الرحلة أو بعد أيام من الهبوط. وقد أكد الأطباء على أهمية التعرف على علامات التحذير مبكراً:
ألم مفاجئ في الصدر أو ضيق.
ضيق في التنفس.
ألم أو تورم في ساق واحدة.
تسارع ضربات القلب أو الخفقان.
دوخة أو إغماء.
سعال مصحوب بالدم.
قالت الدكتورة سهى: "هذه ليست مجرد علامات على اضطراب الرحلات الجوية الطويلة أو التعب، بل قد تكون مهددة للحياة". "إذا تم تجاهلها، يمكن أن يؤدي الانسداد الرئوي إلى تلف الرئة، أو إجهاد القلب، أو حتى الوفاة المفاجئة".
إذا ظهرت الأعراض أثناء الرحلة، يُنصح المسافرون بإبلاغ طاقم الطائرة فوراً.
قالت الدكتورة ماريان: "معظم شركات الطيران مجهزة للتعامل مع الحالات الطبية أثناء الرحلة". "إذا كان الأكسجين متاحاً، فقد يساعد ذلك أولئك الذين يعانون من صعوبات في التنفس. وإذا أصبح تورم الساق ملحوظاً، حاول رفعها وتقليل الضغط، ولكن تابع مع الطبيب بمجرد هبوطك."
ذكر الأطباء أن الانسداد الرئوي يمكن الوقاية منه، وأن الوعي البسيط والتحضير يمكن أن ينقذا الأرواح.
قالت الدكتورة ماريان: "الناس لا يعتبرون السفر الجوي خطراً على الصحة". "لكن بالنسبة للبعض، يمكن أن يؤدي إلى مضاعفات خطيرة. فحص طبي قصير يمكن أن يحدث فرقاً كبيراً."