الإمارات تودع العود والزهور.. و"غزل البنات" و"المانجو" يسيطران على رفوف العطور

تشهد صناعة العطور في البلاد ظاهرة غير متوقعة حيث أصبحت العطور المستوحاة من الحلويات تنتشر بشكل كبير
روائح الحلويات تهيمن على رفوف العطور في الإمارات

روائح الحلويات تهيمن على رفوف العطور في الإمارات

تاريخ النشر

تخيّل نفسك تتجول في يومك مُفعمًا برائحة غزل البنات، أو غاناش الشوكولاتة، أو تشيز كيك الفراولة. العطور المستوحاة من الحلويات هي أحدث صيحة بين مُحبي العطور في الإمارات العربية المتحدة.

تشهد صناعة العطور في البلاد ظاهرة غير متوقعة حيث أصبحت العطور المستوحاة من الحلويات تنتشر بشكل كبير، ويتزايد عدد الشركات التي تنضم إلى موجة العطور المستوحاة من الطعام.

ما بدأ كتوجهٍ خاصٍّ تحوّل إلى حركةٍ شاملة، حيث امتلأت طاولات العطور بروائحٍ تُشبه رائحة المخابز أكثر من العطور التقليدية. وقد تجلى هذا التوجه بوضوح في معرض بيوتي وورلد الشرق الأوسط 2025، حيث عرض العديد من العارضين مجموعاتٍ تُركّز على النكهات الحلوة والصالحة للأكل.

من علكة الفقاعات إلى غاناش الشوكولاتة، يُشير التحول عن عطور الأزهار والعود التقليدية إلى تغير جذري في تفضيلات المستهلكين، لا سيما بين المشترين الشباب الذين يُحركون الطلب من خلال منشوراتهم المنتشرة على مواقع التواصل الاجتماعي والتقييمات الإلكترونية. ويشير مراقبو الصناعة إلى أن الانتشار الواسع لهذه العطور قد خلق منافسة حامية بين المصنّعين.

كشفت شركة عطور ماي، ومقرها الإمارات، عن خط عطورها "عربيات سكر" الذي يضم 15 رائحة عطرية مختلفة تحمل أسماء مثل "مانجو أفوجاتو" و"دولسي دي ليتشي".

وقد أوضح مصطفى فيروز، المدير العام لمجموعة My Perfumes، الاستراتيجية وراء هذه المجموعة: "لقد ازداد حب العطور الذواقة على مر السنين، وقد رأينا فجوة هائلة بين العطور عالية الجودة والانتقائية في الكيمياء والأسلوب الجريء".

وتشير الشركة إلى أن المجموعة أثارت بالفعل اهتمامًا عالميًا، مع تلقي الطلبات المسبقة قبل الإطلاق الرسمي وتوقعات ببيع خمسة ملايين زجاجة في عام 2026.

استفادت توبيز، وهي شركة جديدة في السوق، من هذا التوجه بتعبئة عطورها المستوحاة من الحلويات في عبوات مصممة على شكل علب الآيس كريم. ويبدو أن تصميم هذه العلامة التجارية مصمم لزيادة جاذبيتها على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث تحمل عطورها أسماء مثل "كوكيز آند كريم" و"شوكولاتة فادج".

حتى المصنّعون التقليديون يتكيفون مع هذا التوجه الرائج. شركة جلف أوركيد، التي تُركّز عادةً على العطور الشرقية والفرنسية، أضافت منتجات مثل "مانجو آيس" و"قطن كاندي مسك" إلى مجموعتها. كما أطلقت الشركة مؤخرًا "مجموعة عطور ميكتيل" تهدف إلى تجسيد جماليات حمامات السباحة الرائجة على منصات التواصل الاجتماعي.

ويشير محللو السوق إلى أن النجاح الهائل الذي حققته العطور الذواقة يعكس تحولاً أوسع في كيفية اكتشاف المستهلكين الأصغر سناً للعطور وشرائها.

على عكس الأجيال السابقة التي اعتمدت على عينات من العطور في المتاجر، يتأثر مشتري اليوم بمنشئي المحتوى عبر الإنترنت والوسوم الرائجة، مما يجعل الحداثة والقدرة على المشاركة عوامل رئيسية في نجاح العطر.

السؤال الآن هو: هل سيستمر هذا التوجه نحو العطور الحلوة أم أنه مجرد هوس عابر تقوده خوارزميات مواقع التواصل الاجتماعي؟ مع ذلك، يبدو أن سوق العطور في الإمارات العربية المتحدة قد اكتسب شعبية واسعة في الوقت الحالي.

١٠٠ ألف درهم للكيلوغرام الواحد من الخشب في الشارقة: ما الذي يميز العود؟ كيف تتجه صناعة العطور في الإمارات نحو مستقبل بمليارات الدولارات؟ صناعة العطور في الإمارات: من جذور العود إلى آفاق الفخامة العالمية.

موصى به

No stories found.
Khaleej Times - Arabic Edition
www.khaleejtimes.com