الإمارات: الاستثمار في مهارات الموظفين مفتاح نجاح المؤسسات

مع تقدم التكنولوجيا بمعدل غير مسبوق، أصبح من الضروري للعمال أن يقوموا بتطوير مهاراتهم بشكل مستمر. وبحسب أحد الخبراء، فإن نصف عمر المهارات المهنية أصبح الآن ما بين ثلاث إلى أربع سنوات.

وقال بيتر تشيز الرئيس التنفيذي لمعهد تشارترد للأفراد والتنمية: "هذا يعني أنه يتعين علينا إعادة تدريب نصف المهارات التي لدينا كل ثلاث أو أربع سنوات. ونحن نشهد تأثير التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي على العمل، ونرى كيف يتعين على المنظمات تغيير ما تفعله للاستجابة لهذا العالم المتغير".

يسلط تقرير اتجاهات المواهب العالمية لعام 2024 الصادر عن شركة الاستشارات ميرسر الضوء على الأهمية المتزايدة للارتقاء بالمهارات. ووفقًا للتقرير، يعتقد أكثر من 50% من قادة الشركات أن الاستثمار في الارتقاء بمهارات الموظفين هو الطريقة الأكثر فعالية لتعزيز الإنتاجية في مؤسساتهم. ولمعالجة فجوات المهارات، يستخدم العديد من أصحاب العمل الآن المكافآت والحوافز، على الرغم من استمرار التحديات.

قالت راديكا بونشي، المديرة الإدارية لشركة ميرسر تالنت إنتربرايز: "يرى حوالي 46% من القادة أن نقص المهارات يشكل تهديدًا كبيرًا لأعمالهم. بعبارة أخرى، لن يتحقق الارتفاع في الإنتاجية المتوقع من الابتكارات مثل الذكاء الاصطناعي إلا إذا تم إعادة تأهيل الأشخاص واستعدادهم لدمج هذه الحلول في ممارسات العمل الجديدة".

وأشار العديد من الخبراء إلى أن الارتقاء بالمهارات لم يعد خيارًا متاحًا للكثيرين. وقال أنيل سينغ، نائب الرئيس الأول والمدير الإقليمي لشركة تاسك في المملكة العربية السعودية: "بالنسبة للموظفين، فإن الارتقاء بالمهارات يعزز نموهم الوظيفي، ويزيد من الأمن الوظيفي، ويسمح لهم بالبقاء قادرين على المنافسة. ومن وجهة نظر صاحب العمل، فإن القوى العاملة التي تعمل باستمرار على تحديث مهاراتها تدفع الابتكار وتضمن النجاح التنظيمي على المدى الطويل".

مهارات مهمة للمستقبل

لقد أصبحت الكفاءة التكنولوجية، إلى جانب المهارات الشخصية، أمراً بالغ الأهمية بالنسبة للعمال. ويوضح فاسودا خانديباركر، مدير الذكاء الاصطناعي في جرانت تومسون: "فكر في الأمر بهذه الطريقة: هل تعرف كيفية إنجاز مهمة ما، وهل يمكنك شرحها لطفل يبلغ من العمر خمس سنوات؟ تحتاج كلتا المجموعتين من المهارات إلى التطور معاً، وخاصة مع وتيرة التغيير السريعة التي نشهدها".

وأوصى أنيل سينغ بإجراء "تحليل للفجوة في المهارات" لكل من الموظفين والمؤسسات لتحديد مجالات التحسين. وقال: "يتعين على الموظفين مواءمة جهودهم في تطوير المهارات مع أهدافهم المهنية الشخصية واتجاهات السوق. ويتعين على المؤسسات، بدورها، أن ترعى ثقافة التعلم المستمر، وتشجع الموظفين على تولي أدوار متنوعة، وتجعل تحسين المهارات جزءًا أساسيًا من أخلاقيات مكان العمل".

وأكد أيضًا على أهمية المهارات الشخصية الحاسمة مثل القدرة على التكيف، والتفكير النقدي، والتعاطف، والتعاون - وهي الصفات التي تعتبر قيمة في جميع الصناعات.

وأضافت راديكا بونشي أن الشركات يجب أن تعطي الأولوية لتطوير القوى العاملة لديها. وقالت: "مع تقدم الشركات في مجال الذكاء الاصطناعي، هناك حاجة إلى بذل جهود للتحول التنظيمي حيث تلعب فرق الموارد البشرية دورًا رئيسيًا من خلال تمكين الأشخاص من الانتقال إلى طرق مختلفة للعمل، والتنقل بين تأثير الذكاء الاصطناعي على الأدوار الفردية، واستخدام الذكاء الاصطناعي لدعم مراحل مختلفة من دورة حياة الموظف".

استراتيجيات فعالة لتطوير المهارات

ويرى فاسودا أن وتيرة رفع المهارات تعتمد إلى حد كبير على الصناعة. ويقول: "في مجال الذكاء الاصطناعي، على سبيل المثال، هناك شيء جديد يمكن تعلمه كل أسبوع تقريبًا. وفي الصناعات الأخرى، قد تختلف الوتيرة، لكن المفتاح هو البقاء استباقيًا. راقب الاتجاهات في قطاعك، وفهم ما يتغير، والتكيف في وقت مبكر".

واقترح أنيل عدة طرق لتحسين المهارات، بما في ذلك اكتساب الخبرة العملية من خلال التناوب على الوظائف أو المشاريع بين الإدارات. وأضاف أن الموظفين يمكنهم أيضًا تطوير مهارات ناعمة مثل القدرة على التكيف والذكاء العاطفي والتواصل والقيادة من خلال ورش العمل أو الإرشاد.

وأكد أنه "يجب الاستفادة من الأدوات والتقنيات مثل الذكاء الاصطناعي لتعزيز الإنتاجية والكفاءة حيثما كان ذلك مناسبًا".