الإقامة الزرقاء فرصة استثنائية لمن يكرسون أنفسهم للاستدامة وحماية البيئة
الإقامة الزرقاء فرصة استثنائية لمن يكرسون أنفسهم للاستدامة وحماية البيئة

"الإقامة الزرقاء" مكافأة الإمارات للناشطين في حماية البيئة

تأشيرة لمدة 10 سنوات لمن يكرسون أنفسهم لتحقيق الاستدامة
تاريخ النشر

تفاعلاً مع إعلان دولة الإمارات العربية المتحدة عن برنامج "الإقامة الزرقاء"، يشعر الشغوفون بالحفاظ على البيئة بإحساس عميق بالانتماء والحماس لما ينتظرهم في المستقبل، حيث توفر تأشيرة الـ 10 سنوات فرصة استثنائية للأفراد الذين يكرسون أنفسهم للاستدامة ورعاية البيئة.

وتحدثت صحيفة الخليج تايمز إلى مقيمين في دولة الإمارات من النشطاء البيئيين الذين ساهموا في دعم وتعزيز الإستدامة بطرق عديدة ، والذين اعتبروا دولة الإمارات العربية المتحدة موطنهم.

حيث أعرب حازم القواسمة المغترب الأردني وكبير مستشاري مكتب الأمين العام لوكالة البيئة عن حماسه لتأشيرة الإقامة الزرقاء وقال: "الحصول على تأشيرة "الإقامة الزرقاء" سيكون بمثابة إنجاز شخصي كبير، فهو لن يعترف بجهودي في حماية البيئة فحسب بل سيعزز أيضاً التزامي بالاستدامة."

ويعتقد القواسمة أن التأشيرة ستمكنه من مواصلة المساهمة في تحقيق الأهداف البيئية لإمارة أبوظبي. وسيكون أيضاً جزءاً من رحلة الإمارة نحو صافي الانبعاثات الصفري بحلول عام 2050.

ويرى أن تأشيرة "الإقامة الزرقاء" رمز قوي لتفاني دولة الإمارات في الاستدامة، والتي تعترف أيضاً بالأفراد الذين يقودون التطور البيئي.

وقال للخليج تايمز: "هذا التكريم سيعني الكثير بالنسبة لي لأنه يعكس قيمة عملي والأثر الذي أحدثه على المجتمع والبيئة".

ويعد نظام الإقامة الزرقاء الذي تم إطلاقه حديثاً جزءاً من المبادرات الرامية إلى جعل عام 2024 عاماً للاستدامة، وتم تمديد حملة الاستدامة حتى عام 2024 بعد أن هيمن الطابع الأخضر في العام الماضي، حيث دعت الدولة السكان للانضمام إلى الجهود الجماعية لتبني ممارسات مستدامة.

"زولتان رينديس" عالم بيئي هنغاري يعتبر نفسه مواطناُ على هذا الكوكب، وقد عاش في بلدان مختلفة، بما في ذلك دولة الإمارات ، حيث شارك في العمل البيئي لمدة 12 عاماً، واتخذت مسيرته المهنية منعطفًا عندما عمل كمراسل أزمات وشهد الحروب والكوارث في جميع أنحاء العالم. وقادته هذه التجربة إلى العمل مع منظمات الإغاثة وتطوير اهتمامه العميق بالعالم.

وقال للخليخ تايمز: "أنا سعيد للغاية بمبادرة الإقامة الزرقاء، ويشرفني أن أكون أول من يتقدم بطلبها، فهي تمثل فرصة ممتازة لتعزيز دعوتي البيئية وإحداث تأثير إيجابي على نطاق عالمي".

زولتان رينديز
زولتان رينديز

وشدد زولتان على أهمية المجتمعات والأفراد في التعامل مع تغير المناخ، قائلاً: "لدينا جميعاً دور نلعبه في شفاء الكوكب، الخطوات الصغيرة والتغييرات التدريجية يمكن أن تحدث فرقاً كبيراً".

ويشارك زولتان المقيم في دبي بنشاط في العمل الدعائي ويتعاون مع منظمات مثل "الاتفاقية العالمية للأمم المتحدة". ويشغل منصب سفير للمناخ في الاتحاد الأوروبي ويستخدم منصته لتثقيف وإلهام الناس بشأن تغير المناخ.

وهومتحمس لبرنامج الإقامة الزرقاء لأنه يتماشى مع شغفه بحماية البيئة، ويعتقد زولتان أن البشرية ستكون أكثر صحة وسعادة إذا اعتنينا بالأرض. ويقول: "أرى أن تغير المناخ فرصة لخلق عالم أفضل، عالم نقيم فيه علاقة تكافلية أكثر مع الكوكب الذي نسميه وطننا."

"يوشي زكي الدين" مقيم في دبي ويعيش في الإمارات منذ 13 عاماً. إلى جانب عمله في مجال الاستدامة، أصدر مؤخراً كتاباً للأطفال بعنوان "مفاجأة العطلة الصيفية". يغرس الكتاب موضوع تغير المناخ في أذهان الأطفال بطريقة ممتعة ويعلمهم درس المساعدة من خلال قصة عن عائلة تواجه مغامرة غير متوقعة عندما يصبح الطقس سيئاً.

يوشي زكي الدين
يوشي زكي الدين

وقال: "عندما سمعت الخبر، أدركت أن دولة الإمارات تعطي الأولوية لاستدامة البيئة، ليس فقط بالحديث عنها، بل بتنفيذها فعلياً، فاستقطاب المواهب ومكافأة الأفراد على القيام بأشياء إيجابية سيعود بالنفع على الدولة في نهاية المطاف".

وفضلاً عن السكان الراشدين، أعرب دعاة حماية البيئة الأصغر سناً مثل "جوزيف مانوج تشيتيلابيلي"، وهو عضو في مجموعة الإمارات للبيئة ويبلغ من العمر 15 عاماً، عن سعادته عند سماع الإعلان.

وقال جوزيف: "لطالما كان هذا البلد موطني؛ لقد رحب بي. وأعتقد أن هذه التأشيرة تعترف بجهودي، وهذا يعني لي العالم كله". منذ سن الحادية عشرة، شارك جوزيف بنشاط في حملات إعادة التدوير وشارك في برامج حوارية لتشجيع إعادة التدوير بين أقرانه.

جوزيف مانوج
جوزيف مانوج

وشدد جوزيف على أهمية التنسيق العالمي في مواجهة التحديات البيئية. وهو يعتقد أن السنوات العشر المقبلة ستكون بمثابة فترة من التفاني المستمر لجعل العالم أكثر نظافة وأماناً وتعاوناً.

كما نالت الأخبار المتعلقة بالتأشيرة الجديدة إعجاب العائلات التي تتبنى ممارسات صديقة للبيئة وتغرسها في أطفالها، وتشارك هذه العائلات بنشاط في مبادرات بيئية مختلفة، مثل حملات إعادة التدوير و التوعية ومبادرات التنظيف، وغالباً ما تتعاون مع الأفراد والمنظمات ذات التفكير المماثل.

وقالت "إرام ريزفي"، مقيمة هندية في دبي: "لطالما كنا ملتزمين بشدة بحماية البيئة، ونشعر بالامتنان الشديد والنعمة لكوننا مقيمين في دولة الإمارات ، التي تضمن الاستدامة بشكل متأصل في ثقافتها وتوفر العديد من السبل لرد الجميل لكوكب الأرض".

ولم تتوقف إرام عند هذا الحد، بل قامت أيضاً بدمج هذه الأساليب في حياة أطفالها البالغين من العمر 17 و13 عاماً. حيث حصل كل من ميشال ومير فاراز على تقدير لمبادراتهما البيئية، بما في ذلك جائزة ديانا لعام 2020 في المملكة المتحدة وجائزة أفضل بطل شاب في العالم للعام 2021 من Canon.

ميشال  ومير
ميشال ومير

ميشال طالبة تبلغ من العمر 17 عامًا، شاركت في التزام عائلتها. وقالت: "الاستدامة هي أسلوب حياة بالنسبة لنا، كما أنها جزء من هوياتنا وستظل كذلك لبقية حياتنا." وتدخل شقيقها مير البالغ من العمر 13 عاما قائلا: "نحن ممتنون لأن جهودنا لرعاية وحماية كوكبنا الجميل قد تم الاعتراف بها من قبل المكان الذي نسميه وطننا".

 ميشال ومير: جهودنا لحماية كوكبنا تم الاعتراف بها في الامارات
ميشال ومير: جهودنا لحماية كوكبنا تم الاعتراف بها في الامارات
Khaleej Times - Arabic Edition
www.khaleejtimes.com