انخفاض في توظيف الإداريين بنسبة 21% خلال العام الماضي
انخفاض في توظيف الإداريين بنسبة 21% خلال العام الماضي

69% نمو الوظائف اليدوية في الإمارات

عام 2025، سيشهد قطاعا الخدمات اللوجستية والرعاية الصحية استقراراً في فرص العمل، مدعوماً بمبادرات التنويع الاقتصادي
تاريخ النشر

على الرغم من انخفاض التوظيف في الوظائف المكتبية العام الماضي، إلا أن سوق العمل في الإمارات العربية المتحدة يُبشّر بمستقبل واعد في عام 2025. حيث شهدت فرص العمل اليدوية ارتفاعاً ملحوظاً بنسبة 69% خلال عام 2024، مُؤكدةً بذلك تنامي الطلب على هذه الفئة من الوظائف، وفقاً لتقرير حديث.

وقد كشفت الدراسة التي أجرتها مجموعة "إنوفيشنز"، إحدى أكبر شركات الموارد البشرية والتوظيف في الإمارات العربية المتحدة، عن انخفاض في توظيف الإداريين بنسبة 21% خلال العام الماضي، في حين تشهد فرص العمل اليدوية ازدهاراً ملحوظاً. ويُعزى هذا الانخفاض إلى تراجع نشاط التوظيف أو صعوبات في استقطاب الكفاءات، رغم تنوع الأدوار والتخصصات الوظيفية المُتاحة.

وفي مقابلة مع صحيفة "خليج تايمز "، قال "نيخيل ناندا"، مدير مجموعة "إنوفيشنز": "عندما نتطلع إلى المستقبل، يبدو سوق العمل في دولة الإمارات العربية المتحدة واعداً، مدفوعاً ببعض الاتجاهات البارزة لعام 2025. وقد ساهم الازدهار في تأسيس شركاتٍ جديدة في زيادة الطلب على الوظائف الأساسية، مثل موظفي الاستقبال وموظفي المستودعات".

وأضاف: "إذا نظرنا إلى مسؤولي المبيعات، فسوف نجد أنهم ما زالوا يهيمنون على المناصب المبتدئة نظراً لدورهم الحاسم في دفع عجلة نمو الأعمال الجديدة. ويعكس الطلب المتزايد على المناصب المبتدئة الزخم الاقتصادي في دولة الإمارات العربية المتحدة، مع ارتفاع الطلب على الكفاءات الداعمة الأساسية من الشركات".

نيخيل ناندا
نيخيل ناندا

ارتفاع معدلات الوظائف اليدوية

وأوضح "ناندا" أن ارتفاع الوظائف اليدوية يمكن أن يعزى إلى مشاريع البنية التحتية السكنية والتجارية الضخمة الجارية.

واستطرد قائلاً: "شهد قطاع البناء ازدهاراً كبيراً نتيجة للطلب المتزايد على عمال البناء، الذي يُعزى بدوره إلى ارتفاع مبيعات الوحدات السكنية قيد الإنشاء لمستويات قياسية. كما أدّت زيادة أعمال التشغيل والصيانة، في ظلّ التوترات الجيوسياسية التي يشهدها الشرق الأوسط، إلى تحويل مسار الشحن عبر موانئ الإمارات العربية المتحدة، مما ساهم في خلق فرص عمل جديدة في قطاعي الخدمات اللوجستية وإدارة الموانئ."

وأشار إلى أن الانخفاض في الوظائف المكتبية يرجع بشكل رئيسي إلى "مركزية" وظائف الدعم في مراكز عالمية بعيدة عن الإمارات العربية المتحدة. وأضاف: "لا تزال وظائف المبيعات وتطوير الأعمال مطلوبة؛ ومع ذلك، فإن استقطاب الكفاءات المناسبة لهذه الأدوار يُمثل تحدياً مستمراً."

وأكّد الخبراء الميدانيون أن تطوّر الصناعات سيُساهم في زيادة الطلب على الوظائف التي تتطلّب جهداً بدنياً.

وقال "كيني وانج"، كبير مسؤولي التوظيف في شركة "جيني" للتوظيف: "تنشط الإمارات العربية المتحدة في تنويع اقتصادها، وهذا في إطار سعيها للتحرر من قيود الاعتماد على النفط والغاز، ، مركزة بشكل خاص على مشاريع البنية التحتية العملاقة. وقد أدّت هذه المشاريع إلى زيادة الطلب على العمالة في الوظائف التي تتطلّب جهداً بدنياً. كما أن النجاح الذي حقّقته العديد من مشاريع البناء في الدولة، والمعروفة بالتزامها بمعايير الجودة وإنجازها في المواعيد المحددة، قد عزّز ثقة المستثمرين، وجذب المزيد من الاستثمارات الأجنبية والمحلية إلى هذا القطاع الحيوي.

كيني وانج
كيني وانج

ركود مؤقت في الوظائف المكتبية

ومع ذلك، أكد مسؤولو التوظيف أن تراجع فرص العمل في الوظائف المكتبية "ضئيل ومؤقت" وينبع بشكل خاص من قيام الشركات بأتمتة العمليات وتبني الذكاء الاصطناعي وتبسيط العمليات لخفض التكاليف وزيادة الكفاءة.

وقال أوس إسماعيل، المدير العام لشركة "مارك إليس" في دبي: "يُبشّر هذا التوجه بمستقبل زاهر يحمل في طياته فرصاً جديدة. وبالنظر إلى عام 2025، نتوقع أن يزداد طلب عملائنا على الكوادر التقنية المتخصصة في مجالات الذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني والروبوتات، والتي تشكل جميعها محوراً رئيسياً للشركات التي تتطلع إلى أتمتة عملياتها وخدماتها."

أوس إسماعيل
أوس إسماعيل

وأضاف أنه "إلى جانب ذلك، سيشهد قطاعا الخدمات اللوجستية والرعاية الصحية استقراراً في فرص العمل، مدعوماً بمبادرات التنويع الاقتصادي التي تتبنّاها الحكومة والمبادرات الخضراء".

وشدّد أصحاب العمل على أهمية إعادة تأهيل المهارات لمواكبة متطلبات العمل المستقبلية.

واستطرد إسماعيل قائلاً: "إن تطوير المهارات في مجال الأدوات الرقمية والوظائف التقنية من شأنه أن يساعد المحترفين على مواكبة التطوّر التكنولوجي. وبدلاً من أن تصبح التكنولوجيا بديلاً لهم، سيصبحون هم القوة الدافعة وراء التحوّل التكنولوجي."

Khaleej Times - Arabic Edition
www.khaleejtimes.com