لقاح الأنفلونزا..ضرورة صحية للطلاب قبل بدء المدارس
شدد الأطباء في الإمارات على أهمية تطعيم الطلاب ضد الأنفلونزا قبل العودة إلى المدرسة بعد العطلة الصيفية. يعد تلقي لقاح الأنفلونزا أمراً ضرورياً، لأنه لا يحمي الطلاب من المرض فحسب، بل يلعب أيضاً دوراً حيوياً في منع انتشار الفيروس للآخرين.
وينتشر فيروس الأنفلونزا عادة من سبتمبر إلى أبريل، مما يزيد من خطر الإصابة بأمراض تنفسية تختلف حدتها من خفيفة إلى مزمنة تسببها سلالات مختلفة.
الأنفلونزا الشائعة والمعدية
أكدت الدكتورة حنان المرشدي، أخصائية طب الأطفال بمركز "برجيل لجراحة اليوم الواحد" بالظفرة، على أهمية هذه اللقاحات.
وقالت: "الأنفلونزا هي المرض الأكثر شيوعاً وسهولة في العدوى، حيث تنتشر بسهولة بين الطلاب، من خلال تلقي اللقاح، سيتم حماية الطلاب من فيروس الأنفلونزا، مما يقلل من خطر الإصابة بالأمراض ويساعد على منع انتشار الفيروس بين أقرانهم، وعادة ما يعاني الطلاب من مشاكل تنفسية بعد العودة إلى المدرسة، بما في ذلك نزلات البرد والتهاب البلعوم والتهاب اللوزتين".
وأضافت المرشدي: "تنتشر الأنفلونزا أيضاً خلال هذه الفترة ويمكن أن تسبب أعراضاً أكثر حدة، تشمل المخاوف الشائعة الأخرى التهاب الشعب الهوائية والسعال المستمر وتفاقم الربو، ويمكن أن تؤدي الإصابة بنزلة البرد أو الإصابة بالتهابات الجهاز التنفسي إلى نوبات الربو، خاصة عند الأطفال الذين يعانون من حالات مرضية مسبقة".
ومن المعروف أن لقاح الأنفلونزا يقلل من خطر الإصابة بالأنفلونزا بنسبة تزيد على 50%، مما يمكن أن يساعد في منع حدوث مضاعفات خطيرة.
وتُلاحظ المضاعفات بشكل خاص عند الأطفال أقل من خمس سنوات، وكبار السن الذين تبلغ أعمارهم 60 عاماً فما فوق، والأشخاص الذين يعانون من حالات طبية شديدة الخطورة مثل الربو وأمراض الرئة المزمنة وأمراض القلب والسكري وأمراض الكبد والكلى المزمنة واضطرابات الدم والحالات العصبية وضعف الجهاز المناعي والسمنة المفرطة.
التغيب عن المدرسة
وقالت الدكتورة نهى محمد علي خيري، استشارية طب الأطفال في مستشفى زليخة الشارقة: "إن أحد المخاوف الرئيسية للآباء أثناء استعدادهم لإرسال أطفالهم إلى المدرسة هو خطر الإصابة بالأمراض الشائعة التي يمكن أن يصاب بها الأطفال بسهولة، ليس فقط لأنهم يكرهون رؤيتهم مرضى، بل غالباً ما يضطرون إلى التغيب عن المدرسة، مما يعني أنك قد تضطر للغياب عن العمل لرعايتهم. بالإضافة إلى ذلك، هناك خطر انتشار المرض إلى بقية أفراد الأسرة، بما فيهم أنت، ويمكن الوقاية من بعض هذه الأمراض عن طريق اللقاحات".
وأوضح المتخصصون في مجال الرعاية الصحية أن بدء فصل الشتاء يجلب معه أيضاً العديد من الأمراض الفيروسية المعدية.
التقاط الفيروس بعد السفر
وقال الدكتور "آرون شيكاريبور"، أخصائي طب الأطفال في المستشفى الدولي الحديث بدبي: "على الرغم من أن العودة إلى المدرسة تعتبر وقتاً ممتعاً لمعظم الأطفال، إلا أن لها عيوبها الخاصة، فبعض الأطفال الذين سيعودون من زيارة بلدانهم الأصلية قد يأتون بأمراض يمكن أن تنتقل بسهولة إلى الأطفال الأصحاء".
ويوفر اللقاح عادة مناعة ضد الأنفلونزا في غضون أسبوعين من تلقي الجرعة، ويحمي من أنفلونزا A H1N1، وأنفلونزا B، وH3N2، كما أن الحصول على التطعيم في الوقت المحدد واتباع الاحتياطات المناسبة يساعد في منع انتشار الأنفلونزا داخل المجتمع.
وأضاف: "يجب أخذ اللقاح قبل ثلاثة أسابيع على الأقل من بداية موسم الأنفلونزا، حيث يتيح ذلك الوقت وصول الأجسام المضادة إلى مستويات الحماية في الجسم".
وبصرف النظر عن لقاحات الأنفلونزا، يؤكد الأطباء أنه يجب على الآباء الحرص على حصول أطفالهم البالغين من العمر 5 سنوات على لقاحات DHA الإلزامية، بما في ذلك لقاح DPT ولقاح جدري الماء، قبل العودة إلى المدرسة بعد العطلة.
وقال شيكاريبور: "هناك العديد من اللقاحات الاختيارية التي يجب على الآباء الانتباه إليها، مثل لقاح التهاب الكبد الوبائي (أ) والتيفوئيد والمكورات السحائية، حيث أنها لقاحات آمنة ومفيدة للغاية للوقاية من العدوى الخطيرة".