فنانة لبنانية تحول بصمات الأصابع إلى لوحات فنية رائعة

عرضت أعمالها الفنية في العديد من الفنادق الفاخرة مثل أتلانتس النخلة وفندق أنانتارا مينا العرب برأس الخيمة
سارة إبراهيم تجربة بصرية فريدة
سارة إبراهيم تجربة بصرية فريدة
تاريخ النشر
محمد بن راشد بصمة في القلب ومن القلب
محمد بن راشد بصمة في القلب ومن القلب
الخيال تجسده البصمات
الخيال تجسده البصمات

من كان ليتصور أن بصمات الأصابع يمكن أن تتحول إلى صور ولوحات فنية رائعة؟ لقد ابتكرت اللبنانية المغتربة سارة إبراهيم تجربة بصرية فريدة من نوعها باستخدام بصمات أصابعها، حيث أضافت "قطعة من نفسها وروحها في كل عمل فني".

بالنسبة للفنانة البالغة من العمر 33 عاماً، فإن الفكرة هي "خلق مساحة للتواصل الشخصي والقلبي".

"إن بصمات الأصابع شخصية بطبيعتها وفريدة من نوعها لكل فرد - فهي ترمز إلى الهوية والتاريخ الفردي"، هكذا صرحت سارة لصحيفة خليج تايمز. "من خلال استخدام بصمات أصابعي الخاصة، أدمج في كل قطعة جزءاً من هويتي، وأخلق رابطاً ملموساً بين الفن ونفسي".

تطور اهتمامها الإبداعي منذ سن مبكرة، حيث كانت سارة تجرب أشكالاً مختلفة من الحرف اليدوية، وتشق طريقها من خلال تصميمات وأساليب مختلفة.

قالت"منذ سن مبكرة، كانت لدي موهبة تحويل الأشياء اليومية إلى شيء فريد من نوعه".

"كنت أشتري في كثير من الأحيان قمصاناً بسيطة وأقوم بتخصيصها بالتطريز أو التصميمات المرسومة يدوياً. وبالمثل، كنت أستمتع بصناعة الأكواب الزجاجية، وإضافة أسماء ثلاثية الأبعاد لجعل كل قطعة مميزة."

الطبيعة كعامل تأثير

أمضت سارة طفولتها وسط سحر بلدة زغدرايا الصغيرة الواقعة في جنوب لبنان، ووجدت شرارات الإلهام مباشرة من الطبيعة الأم.

عندما كبرت، وجدت نفسها مفتونة بالأنماط المعقدة لأوراق الأشجار. وأصبحت مهتمة بالملمس المتنوع للصخور المختلفة، وكذلك الطريقة التي تتحرك بها شفرات العشب تحت تأثير الرياح.

إلى جانب المساحات الخضراء، كانت مهتمة بمهارة والدها في الصناعة اليدوية.

قالت."لم تكن طفولتي مليئة بالضرورة بأشكال الفن التقليدية، لكنها كانت غنية بجمال الطبيعة - الحقول والجبال والرياح الحاضرة دائماً. بالإضافة إلى ذلك، كان والدي موهوباً جداً في الحرف اليدوية، غالباً ما كنت أشاهده يصنع قطعاً فريدة لحديقتنا باستخدام يديه لتحويل المواد الخام إلى فن وظيفي"

كيف تخلق الفن

وبعد تجربة مجموعة من الأساليب، تمكنت سارة من تحديد الصلة التي كانت تبحث عنها باستخدام بصمات الأصابع.

"قبل أن أستقر على بصمات الأصابع، جربت أساليب وتصميمات مختلفة. واستكشفت تقنيات مختلفة، لكن لم يكن أي منها مؤثراً عليّ بقدر ما كان مؤثراً كأطراف الأصابع. إن بساطة وخصوصية بصمات الأصابع تجسد جوهر عملي، والذي يدور حول الاتصال والجذور"، كما تقول.

وقالت إن هذه الطريقة تسمح لها بالتعبير عن رحلتها وتراثها وتجاربها "بطريقة حميمة للغاية".

وأضافت: "إن الأساليب الفريدة والمواد الخاصة التي أستخدمها تشكل جزءاً لا يتجزأ من عمليتي الإبداعية وتساعد في ضمان بقاء فني فريداً من نوعه. ومن خلال الحفاظ على خصوصية بعض جوانب عمليتي، يمكنني الاستمرار في إنتاج قطع مميزة تتردد صداها بعمق مع عملائي والحفاظ على الاتصال الشخصي الذي يشكل جوهر عملي".

ولإنشاء تحفة فنية، كانت سارة تصنع دوائر بأصابعها ثم تجمعها معاً لتشكل أنماطاً معقدة، انظر عن كثب إلى كل دائرة وسوف تجد بصمة إصبع في كل واحدة منها.

التحرر العاطفي

ووصفت سارة شغفها بإبداع الفن بأنه أكبر حافز لها، وقالت إن عملها ليس مجرد مهنة، بل هو بمثابة تحرير عاطفي.

كما قالت سارة"عندما أغوص في عملي، أشعر وكأنني أتخلص من التوتر - وهي طريقة للتعبير عن ذاتي الداخلية. غالباً ما أستمع إلى موسيقى هادئة وأفقد نفسي في هذه العملية، وأغوص في عالمي الخاص حيث يبدو أن الوقت قد توقف. هذا الارتباط العميق بحرفتي لا يغذي إبداعي فحسب، بل يبقيني أيضاً بكامل تركيزي وتواصلي مع الطبيعة" .

كما أن الدعم المستمر من الأسرة مكنها أيضاً من البقاء منضبطة ومركزة على أهدافها.

كما قالت: "لقد كان إيمان والدتي الراسخ بقدراتي مصدراً دائماً للتشجيع. لقد علمتني رؤيتها وهي تتغلب على تحديات الحياة بسلاسة ومرونة أهمية التصميم والمثابرة"

"كان زوجي أيضاً بمثابة دعامة للقوة. وكان دعمه الثابت وتفهمه وتشجيعه لا يقدر بثمن. فهو يشاركني انتصاراتي ويساعدني في التغلب على أي تحديات."

تطلعات للمستقبل

وأضافت أنها ستواصل العمل من أجل تحقيق تطلعاتها الشاملة للمستقبل، وذلك في مسار مخصص لمواصلة خلق "فن هادف ومؤثر يتردد صداه لدى الناس".

وأضافت: "أتمنى أن أتمكن من توسيع نطاق وصولي إلى العالمية وإلهام الآخرين من خلال أعمالي. ومن بين الطموحات المحددة التي أطمح إليها أن أرى أحد أعمالي الفنية معروضاً في متحف اللوفر أبوظبي".

وشهادة على شغفها وعملها، عُرضت قطع سارة في العديد من الفنادق الفاخرة في الإمارات العربية المتحدة، مثل أتلانتس النخلة، وأنانتارا مينا العرب، رأس الخيمة.

لوحة فنية ببصمات الأصابع
لوحة فنية ببصمات الأصابع

موصى به

No stories found.
Khaleej Times - Arabic Edition
www.khaleejtimes.com