

بالنسبة لماركو فراشتي، وهو مهاجر إيطالي يعيش في الإمارات العربية المتحدة منذ 23 عامًا، فإن الخطوة الأخيرة التي اتخذتها الدولة لتقديم خدمات قنصلية خاصة لحاملي التأشيرة الذهبية تبدو شخصية للغاية.
وقال ماركو، الحاصل على تأشيرة ذهبية في فئة الفنون والثقافة ويعمل مع جهات حكومية: "لطالما رحبت بنا دولة الإمارات العربية المتحدة. لكن هذه المرة، نشعر بأننا أكثر من مجرد امتياز، بل نشعر بالانتماء. نحظى برعاية كريمة كمواطنين".
أطلقت وزارة الخارجية مؤخرًا مجموعة من الخدمات المخصصة لحاملي التأشيرة الذهبية المسافرين إلى الخارج، بما في ذلك خط ساخن للطوارئ متاح على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع، ووثيقة عودة لمن فقدوا أو تلفت جوازات سفرهم، ودعم أثناء الأزمات وعمليات الإجلاء. كما تشمل هذه المبادرة عائلات حاملي التأشيرة الذهبية.
قال ماركو إن المبادرة تعكس سعي قيادة دولة الإمارات العربية المتحدة المتواصل لإيجاد سبل جديدة لتعزيز شعور المقيمين بالتقدير. وأضاف: "حتى بعد عقدين من الزمن هنا، ما زلت مندهشًا من رعاية هذا البلد لشعبه. الأمر لا يقتصر على السياسات فحسب، بل يشمل أيضًا الرعاية والثقة".
قالت الدكتورة نهيدة أمين علي، وهي مواطنة بريطانية واستشارية في طب الأسرة في مدينة برجيل الطبية، إن الإجراءات الجديدة تشكل تغييراً جذرياً بالنسبة للمقيمين الذين يسافرون بشكل متكرر.
قالت: "حالات الطوارئ قد تحدث في أي مكان، ووجود رقم هاتف مباشر للاتصال به يُخفف الكثير من التوتر. من المطمئن جدًا معرفة أن هناك مساعدة متاحة على مدار الساعة لحاملي التأشيرة الذهبية فقط".
استذكرت الدكتورة ناهدة تجربة شخصية أبرزت أهمية هذه الخدمات. "قبل بضع سنوات، أثناء وجودي في إيطاليا، سُرقت ممتلكاتي. أتذكر شعوري بالضياع التام. كان من الممكن أن يُحدث توفر خط ساخن للطوارئ وإرشادات من بلدي المضيف فرقًا كبيرًا."
تعتقد أن هذه الخطوة تعكس حرص القيادة الرشيدة لدولة الإمارات العربية المتحدة. وقالت: "هذا البلد لا يوفر الفرص فحسب، بل يوفر الحماية والكرامة لسكانه. هذا أمر نادر، ويعكس قيم الأمة بعمق".
بالنسبة لرافي مينون، رجل الأعمال الهندي الحاصل على التأشيرة الذهبية، فإن المبادرة تشكل سبباً آخر يجعله يشعر بأنه متجذر في الإمارات العربية المتحدة على الرغم من سفره عبر القارات لأغراض العمل.
قال: "لقد منحتنا التأشيرة الذهبية بالفعل أمانًا طويل الأمد، لكن هذه التأشيرة ترفعها إلى مستوى آخر. عندما تكون بعيدًا عن وطنك وتواجه مشكلة، مثل فقدان جواز سفرك أو حالة طبية طارئة، فإن وجود خط ساخن ونظام لإرجاع الوثائق يجعلك تشعر بأن وطنك لا يزال بجانبك".
وأشاد أيضًا بإدراج أفراد العائلة ضمن الخدمات الجديدة. وقال مينون: "إن إدراج أفراد العائلة هو ما يزيد من تميزها. فالإمارات العربية المتحدة تنظر إليك كفرد من العائلة، وليس كمقيم أو مستثمر فقط".