تحف نادرة في "الصيد والفروسية": عرش تمساح ودببة رمادية وماعز برأسين
عرش تمساح النيل الذي يبلغ طوله تسعة أقدام، ودب أشيب روسي يبلغ طوله عشرة أقدام، ودب قطبي كندي يبلغ طوله سبعة أقدام، وذئاب رمادية وبيضاء، وزوج من الوشق، وماعز صغير برأسين - كل هذه الأشياء قد تزين منزلك. هذه الحيوانات البرية المحنطة جيداً معروضة للبيع في معرض أبو ظبي الدولي للصيد والفروسية الحادي والعشرين .
وبحسب المنظمين، فإن معرض الصيد والفروسية الدولي، الذي يستمر حتى الثامن من سبتمبر/أيلول في مركز أبوظبي الوطني للمعارض، ليس مجرد معرض سنوي مرتبط بالصيد ورياضات الفروسية وأسلوب الحياة في الهواء الطلق، بل إنه أيضاً منصة عالمية لتعزيز التبادل الثقافي بين الأمم. ويهدف إلى ضمان بقاء الأجيال القادمة على اتصال بتاريخها وتقاليدها الثقافية.
وتشارك صالة "ارتيفاكتوم غاليري" ومقرها دبي لأول مرة في المعرض: "لعرض حيوانات الحياة البرية المحمية وتوفير تجربة غامرة تحتفي بالشجاعة والإبداع البشري، فضلاً عن جمال العالم الطبيعي".
وفي حديثها لصحيفة خليج تايمز يوم الأربعاء، قالت "فاليريا خاتشاتوروفا"، أمينة معرض "أرتيفاكتوم"، إن أغلى قطعة معروضة في المعرض هي عرش تمساح النيل الذي يبلغ طوله تسعة أقدام. وقد صُنع العرش، الذي يتمتع بجلد محنط جيداً ومخالب هائلة، من تمساح يبلغ طوله 15 قدماً اصطاده مالك المعرض الروسي "أندريه زايكين" في عام 2015.
وقالت خاتشاتوروفا، وهي أيضاً من روسيا، إن العرش يمكن أن يباع مقابل 100 ألف دولار أو 367 ألف درهم.
وتشمل الحيوانات المحنطة الأخرى دباً قطبياً من كندا يمكن أن يباع بمبلغ 250 ألف درهم، ودباً بنياً كاملاً من نوع أوسوري (دب أشيب روسي) بسعر 80 ألف درهم، وسجادة من جلد الدب الأشيب متوفرة بسعر 40 ألف درهم.
كما يوجد لديهم رأس محنط جيداً ل "تيبتان ياك" ، وماعز صغير برأسين، وفراشات ثابتة، وحتى قطع صغيرة من النيازك تم تحويلها إلى هدايا تذكارية.
وفي معرضها الفني في دبي، قالت خاتشاتوروفا إن لديها جمجمة تنين بحري من عصور ما قبل التاريخ (موساصور بروغناثودون إس بي)، والتي تعرضت للبيع مقابل 500 ألف دولار أو 1.835 مليون درهم. وأضافت أن لديها أيضاً أسنان ديناصورات، وأشياءً فريدة أخرى مصنوعة من عاج الماموث، ومجموعة زخرفية من العينات الحشرية.
ضوابط صارمة
وفي الوقت نفسه، أوضحت خاتشاتوروفا أن ما يفعلونه في معرض أرتيفاكتوم - استيراد وتجارة الحياة البرية المحنطة، "يخضع لاتفاقية سايتس (اتفاقية التجارة الدولية في الأنواع المهددة بالانقراض من الحيوانات والنباتات البرية) ويخضع لأنظمة ثقافية مختلفة".
وأشارت خاتشاتوروفا إلى أن "هذا يسمى التحنيط أو فن الحفاظ على الحيوانات الميتة عن طريق تركيبها أو حشوها لجعلها تبدو وكأنها حقيقية"، مضيفة: "المحنطون ليسوا سحرة بل محترفين مدربين يفهمون العمل المعقد المتمثل في الحفاظ على حيوان ميت".
وأضافت "نتعامل أيضاً مع محترفين يمارسون الصيد بشكل احترافي، هؤلاء الصيادون يعرفون كيفية قتل الحيوانات بشكل صحيح. على سبيل المثال، عندما تقتل تمساحاً، يجب أن تضربه في الرأس برصاصة قاتلة وليس في الجسم، حيث يمكن أن يظل على قيد الحياة وربما يموت لاحقاً ويسقط في النهر".
خزانة العجائب
وأضافت خاتشاتوروفا أن الحفاظ على الحياة البرية يمثل تكريماً لمفهوم "خزانة التحف" الذي كان شائعاً في القرن السابع عشر. حيث جمع القائمون على المعرض العديد من العناصر التي تعكس الفن والعلم والثقافة في ذلك الوقت.
وأكدت "نحن نقدم تجربة فريدة وغامرة تبرز الإبداع البشري واتصاله بالعالم الطبيعي".