إيف لورين هاينز
إيف لورين هاينز

من ألمانيا إلى الإمارات: "إيف هاينز" قصة نجاح

كانت المغتربة الألمانية إيف لورين هاينز دائماً رائدة أعمال - لكن الإمارات هي التي حققت أحلامها
تاريخ النشر

في بعض الأحيان، يولد البعض ليشقوا طريقهم الخاص بهم. "إيف لورين هاينز"، المقيمة في دبي تشكل مثالاً واضحاً على ذلك.

عندما كانت فتاة صغيرة في مدينة لايبزيج الألمانية، وبينما كان أشقاؤها وأصدقاؤها مشغولون بمنحدرات التزلج ذات الثلوج البيضاء في فصل الشتاء، كانت هي مشغولة بكيفية العمل وتحقيق الربح. لذا قامت (وأشقاؤها) بإنشاء أكشاك الشاي. تتذكر قائلة: "جاء ذلك بدلاً من كشك عصير الليمون المعتاد، لأن الطقس في ألمانيا كان بارداً جداً. خلال فصل الشتاء، كنا نعد كشكاً لبيع الشاي للمارة، وقد أحببت ذلك. [تعلمت] أنني أحب التحدث مع الناس. أستمتع بإيجاد طرق لبيع منتج ما".

إيف لورين هاينز وعائلتها
إيف لورين هاينز وعائلتها

انطلقت روح المبادرة لدى لورين هاينز مرة أخرى بعد انتقالها إلى دبي في عام 2020، مما أدى إلى افتتاح شركتها الخاصة "لنفسي" "Linafsi" لبيع ألواح البروتين بلمسة شرق أوسطية، في سن الثامنة عشرة. تقول لصحيفة سيتي تايمز: "أحد الأشياء التي لاحظتها كمستهلكة لهذا النوع من المنتجات هو أنه في حين أن السوق المحلي تخدمه العلامات التجارية العالمية بشكل جيد، إلا أنني لم أر الكثير من العلامات التجارية المخصصة لهذه المنطقة على وجه التحديد. بدا الأمر وكأن معظم الألواح الموجودة كانت من أكثر المنتجات مبيعاً في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وتم جلبها إلى هنا".

كما لاحظت أن ألواح البروتين يتم تسويقها لعشاق اللياقة البدنية. وقالت: "أدركت أن هناك إمكانية لجذب قاعدة عملاء أوسع، بدلاً من عشاق اللياقة البدنية فقط، بل يمكن جذب الموظفين المشغولين والآباء والطلاب أيضاً، لأنه مع انشغالنا جميعاً وتحركاتنا المستمرة، فإن الحصول على وجبة مرضية أكثر من أحد منتجات الوجبات الخفيفة المعتادة قد يكون أمراً مفيداً، لأنك ستشعر بالشبع، ومن ثم يصبح لديك المزيد من الطاقة للقيام بمهامك اليومية."

اكتساب الخبرة

منذ أن ولدت الفكرة وحتى تحقيق الحلم، استغرق الأمر بعض الوقت. وتوضح: "بدأت عمل المخبوزات الصحية وأشياء من هذا القبيل، خاصة أثناء فترة جائحة كوفيد. لقد صنعت الكثير من الألواح بنفسي في المطبخ، وقدمتها لأسرتي فقط. كانت الخطوة التالية بالنسبة لي هي أنني قمت بالتدريب في شركة خاصة لتصنيع ألواح البروتين حيث اكتسبت المعرفة النظرية والعملية [للصناعة]، لأنني عملت في قسم البحث والتطوير".

وتقول إنها تعلمت كيفية صنع الألواح، وكل ما يتعلق بالسوق، وكيفية إنتاج ما يتم صنعه في المختبر ليصبح منتجاً تجارياً يتم طرحه في السوق. وتقول: "بعد ذلك، عملت على وضع خطة العمل الخاصة بي وتعلمت كل ما يختص بالأعمال التجارية من خلال أخذ دورة في الأعمال الدولية ودورة في ريادة الأعمال. كما أكملت دورة في التسويق في وقت فراغي". وبعد ذلك بدأت في البحث عن من يمكنها العمل معهم لترتيب الأمور اللوجستية.

وما ساعدها أن والدتها تعمل كمعلمة فنون وتربية بدنية. وتوضح: "لذا فهي مبدعة ونشطة للغاية. ووالدي مهتم بالنكهات والعطور. لقد تعلمت الكثير منه، خاصة عندما يتعلق الأمر بأهمية الذوق في المنتج".

كما أدى هذا الدعم الأسري إلى التحول السلس في خططها المستقبلية عندما أخبرت والديها أنها لا تريد الالتحاق بالجامعة. تقول: "دعوني أستعيد اللحظة، بالتأكيد كان هناك تمهيد لذلك، لأن والدي رأى خلال دراستي الثانوية أنني كنت أدرس دورات في إدارة الأعمال، وكنت أخضع لبعض التدريبات. كنت أعمل بعد المدرسة على خطة عملي. كان بإمكانهم رؤية الاتجاه الذي كنت أسير فيه. ودارت بيننا عدة محادثات حول موضوع الجامعة على طاولة العشاء. كان هناك الكثير من المحادثات التي أدت إلى طرح الفكرة على والدي، وأخبرني وأفادني بآرائه حولها. كانت ملاحظاته صادقة جداً حول ما تنقصه خطة عملي. وبناءً على ذلك، قمت بمراجعة خطتي كثيراً حتى أتمكن من تقديم شيء ليناسب والدي".

ورغم أن البعض صعقوا باختيارها حول مسار حياتها المهنية، إلا أنها تقول إنها لم تواجه أي انتقاد. وتضيف: "أعتقد أنك بحاجة إلى قدر معين من الحذر عند دخول عالم الأعمال، لأنك لا تريد أن تؤثر عليك مثل هذه الأشياء. أنا شخص منطقي للغاية وأحب أن أستمع إلى النصائح العقلانية لأنها تفيد، ولكن عليك أيضاً أن تؤمن بما تحاول القيام به، وإذا سمحت بأن تتلقى قدراً كبيراً من السلبية، فسوف يثير ذلك فيك الشك الذي سيعيقك".

العملية

ظهر منتج "لنفسي" الرائد، وهو لوح البروتين المقرمش "أنجو لاسي"، لأول مرة في مايو 2023، تلاه نكهات جديدة مثل شوكولاتة حليب جوز الهند والكراميل في ديسمبر 2023. وقد استلزم ذلك الكثير من التجارب. وتقول لصحيفة سيتي تايمز: "مع أي منتج، وخاصة مع ألواح البروتين مثل هذه، يتعين عليك تذوق وتجربة الكثير- تبدأ بتركيبة أساسية، ثم يُرسل المنتج إليك، وتشاركه مع عائلتك وأصدقائك ومجموعة للاختبار الجماعي، وتراجعه، وتستمر في المراجعة والحصول على نسخ من المنتج. يحدث ذلك ذهاباً وإياباً حتى أصبح مؤمنة بالمنتج".

ثم تبدأ الرحلة الفعلية إلى المتجر. تقول لورين هاينز إن هناك العديد من العقبات التي يجب التغلب عليها. "هناك تقلبات في أسعار المواد الخام. هذا شيء واجهناه، وخاصة قبل بضعة أشهر. كان هناك ارتفاع في أسعار الكاكاو، وذلك يمثل مشكلة دائماً. يوجد مشاكل في الشحن والكثير من التأخير. أعتقد أنه عندما تبدأ، يكون لديك جدول زمني معين، ولكن يتعين عليك ضرب تلك المدة في ستة. لقد علمني هذا بالتأكيد الكثير من الصبر. هناك الكثير من الرفض؛ أشعر أنه من بين كل 10 فرص، تكون محظوظاً إذا نجحت واحدة فقط، ولكن تلك الواحدة هي ما يتطلبه الأمر".

أدت قدرتها على المثابرة إلى نجاحها. حالياً، تتوفر منتجات لنفسي في متاجر شويترام، وعلى الإنترنت على موقعي أمازون و "Linafsi.com"، وفي مواقع مختارة مثل فنادق فايڤ (لكس و بالم)، ومطار زايد الدولي في أبوظبي، ومجمع "يوبرو" "UPro" الرياضي.

وتقول أنه من المهم بالنسبة للذين لديهم أحلام كبيرة أن يحيطوا أنفسهم بالإيجابية. وتضيف: "عليك إحاطة نفسك بمن يدعمونك بشدة، أي من الأشخاص الذين يمكنهم أن يكونوا موجودين لدعمك بالفعل". ليس عليهم العمل معك بأنفسهم، فقط أن يكونوا موجودين من أجلك - لدعمك نفسياً أكثر من أي شيء آخر. وتختتم الشابة البالغة من العمر 20 عاماً حديثها قائلة: "سيكون من الصعب جداً أن تكون مثابراً وأن تستمر في العمل. تحتاج أحياناً إلى تجاهل ما يحدث وأن تثق في أن الأمر سينجح في كل الأحوال. ستكون هناك فرصة أخرى، إذا لم تتمكن من النجاح من خلال أحد الأبواب، يمكنك أن تنجح من خلال النافذة".

Khaleej Times - Arabic Edition
www.khaleejtimes.com