مراجعة فيلم "تشافا": بين الملحمية والتسطيح

الحوارات مبالغ فيها (تجعلك تتساءل عما إذا كان أسلافنا قد أجروا محادثات يومية عادية )، والموسيقى التصويرية مزعجة
مراجعة فيلم "تشافا": بين الملحمية والتسطيح
تاريخ النشر

المخرج: لاكشمان أوتيكار
فريق التمثيل: فيكي كوشال، راشميكا ماندانا، أشوتوش رانا، أكشاي خانا
التقييم: 2 نجوم من 5

يبدو أن صناع أفلام بوليوود الذين يقدمون أعمالاً تاريخية قد تجاهلوا بعض الدروس الأساسية: فالأفلام التاريخية يمكن أن تكون دقيقة في التفاصيل، وأن الشخصيات، سواء كانت بطلة أم شريرة، يمكن أن تكون إنسانية، معقدة، وحقيقية. كما أن التاريخ ليس أبيض أو أسود فقط، والموسيقى الصاخبة لا تغني عن سرد قوي.

بعد مشاهدة فيلم "تشافا"، وهو فيلم بوليوودي عُرض بمناسبة عيد الحب، نتمنى لو أن القائمين على هذا المشروع الضخم قد التزموا بتلك الدروس البسيطة. ربما كنّا سنحصل على ملحمة تاريخية دقيقة، بدلاً من فيلم مليء بالصراخ والعنف. يبدو الفيلم وكأنه جمعته مجموعة من مخرجي أفلام الحركة ومصممي الرقصات، أكثر من أي كاتب أو مخرج حقيقي، حيث تملأ الشاشة مشاهد قتالية مكثفة بين جنود مدرّعين، على وقع موسيقى خلفية مسببة للصداع من AR Rahman، لكنها لا ترفع المعنويات. بين الحين والآخر، تتصاعد دعوات "سواراجيا"، مع قليل من الإستراتيجية، وخيانة من الداخل، وأشرار مستبدون مثل الإمبراطور المغولي أورنجزيب. الحوارات مبالغ فيها، والموسيقى صاخبة، والعنف شديد، والنتيجة ميلودراما مملة لا تثير أي عاطفة.

يتناول الفيلم سيرة تشاتراباتي سامباجي مهراج، ملك المراثا الملهم الذي قاتل بشراسة ضد إمبراطورية المغول بقيادة أورنجزيب. سامباجي، ابن المحارب الأسطوري شيفاجي مهراج، هو شخصية أرستقراطية قاتلت المغول بشجاعة حتى وفاته المؤلمة. هذه المعركة، الشبيهة بمعركة داود وجالوت، تستحق سرداً تاريخياً مقنعاً، وليس مجرد رثاء مختصر.

عند النظر إلى ويكيبيديا، نجد أن حقبة سامباجي مليئة بالتعقيدات والمؤامرات والعلاقات الأسرية والطموحات التي غيّرت مصير أمة. لكن توقع أن تروي بوليوود هذه القصة بعمق وتوازن أشبه بتوقع المستحيل. المخرج لاكشمان أوتيكار وشركاؤه في الكتابة ملأوا السيناريو بالمبالغة والبلاغة التي أضعفت التأثير المقصود.

كل مشهد معركة ولحظة مصمم لإظهار عظمة سامباجي، الذي يُجسده فيكي كوشال بقوة بدنية واضحة، لكن الشخصية تقتصر على الصراخ والعنف. المغول يُصوّرون على أنهم أشرار بلا أي تعقيد، بينما يُظهر الفيلم المراثيين كأبطال وطنيين مثاليين.

من الناحية البصرية، يتمتع الفيلم بإطارات جميلة وألوان ترابية، وبعض مشاهد المعارك آسرة، خاصة عندما يستخدم جنود المراثا حرب العصابات لمباغتة العدو. لكن السرد يظل ضعيفاً، والأداء مع بعض الاستثناءات لا يترك أثراً عميقاً. فيكي كوشال جيد جسدياً، لكن شخصيته تفتقر إلى العمق. راشميكا ماندانا جميلة لكنها متكلفة، وأكشاي خانا، الذي يجسد أورنجزيب، هو الأفضل أداءً بفضل مكياجه وأسلوبه الهادئ والخطير.

في النهاية، الفيلم يفتقد إلى العمق والتركيز على الشخصيات وتفاصيل العصر، ويترك المشاهد يتمنى لو أن بوليوود تعلمت كيف تقدم فيلماً تاريخياً جيداً.

<div class=

موصى به

No stories found.
Khaleej Times - Arabic Edition
www.khaleejtimes.com