"دي جي بليس": من الراديو المدرسي إلى نجم دبي العالمي

يشرح الفنان ورائد الأعمال الإماراتي لماذا يُعد التجديد أمراً بالغ الأهمية وأنَّ الأفضل لم يأتِ بعد
"دي جي بليس": من الراديو المدرسي إلى نجم دبي العالمي
تاريخ النشر

في مدينةٍ تُعرف بالثراء والفرص، شقّ "دي جي بليس" طريقه، طريقاً يمزج بين الهوية الإماراتية والإيقاع العالمي. بالنسبة للكثيرين، هو الوجه المألوف في برنامج "دبي بلينغ"، أو الفنان الذي يُقدّم العروض الترفيهية خلف أسطح فندق "فايف"، أو الرجل الذي يُضيء مسارح المهرجانات. أما بالنسبة لـ"مروان برهام" العوضي، المعروف باسم "دي جي بليس"، فقد بدأ كل شيء في كشك راديو في المدرسة الثانوية، متشوقاً للمشاركة في الحفلة التي كان يشاهدها سابقاً من على مقاعد البدلاء.

يتذكر "دي جي بليس" ضاحكاً: "لم أكن من الشباب المميزين الذين يُدعون إلى الحفلات، لذلك فكرتُ، ربما لو أصبحتُ منسق أغاني، لأصبحتُ جزءاً منها. والآن، أنا الحفلة في حد ذاتها."

وتتحدى مسيرة "دي جي بليس" الصور النمطية التي كانت تُقيّد الشباب الإماراتي في الماضي، تلك القواعد غير المكتوبة حول المهن المقبولة، لا سيما في حقبة ما قبل وسائل التواصل الاجتماعي، عندما كان المشهد الثقافي في دبي لا يزال طورَ التبلور. يقول: "بالتأكيد، ربما كان والداي يأملان أن أصبح طبيباً أو مهندساً. لكنني كنت دائماً أضعهما في اعتباري. أردت أن يفخرا بي، وأعتقد أن مزيج الموسيقى والإعلام والأعمال قد ساعد في ذلك".

ما يميز "دي جي بليس" ليس مرونته فحسب، بل المنظور الثقافي الذي يتعامل من خلاله مع حرفته. في عصرٍ غالباً ما تُختزل فيه الهوية الإماراتية إلى رموزٍ للتقاليد أو الفخر الوطني، يُعيد "دي جي بليس" تعريفها من خلال صوتٍ عالمي. يقول: "في البداية، أردتُ فقط مزج بعض الأغاني العربية. لكنني أدركتُ لاحقاً أن دبي ليست للإماراتيين فحسب، بل هي للعالم أجمع. لذلك أتعامل مع موسيقاي كوجبة عالمية، بعض الموسيقى اللاتينية هنا، وبعض الإيقاعات الهندية هناك، وربما حتى الأجواء البرازيلية. هذه هي دبي."

إذا كنتم قد شاهدتموه فقط كساحر أنيق في برنامج "دبي بلينغ"، فأنتم لم تكتشفوا إلا القليل. "دي جي بليس" هو أيضاً رائد أعمال، ومقدم برامج إذاعية وتلفزيونية، ومدوّن فيديو، ومنتج. لكن جوهر كل ذلك يكمن في الموسيقى. ويقول: "لقد شغلتُ مناصب كثيرة على مر السنين، في التلفزيون والراديو وبرامج الواقع والأعمال. كنت أعتقد أن هذه المناصب ربما كانت نسخاً مختلفة مني. لكن في النهاية، أعود دائماً إلى مهنة "الدي جي". إنها شغفي الأول".

ويشير إلى المثل الشائع "ماهر في كل شيء، لكنه لا يتقن أياً منها"، لكن يقول: "لم يعجبني هذا. أردتُ أن أكون متقناً لمنهة واحدة. لذلك اتخذتُ قراراً واعياً بإعادة كل شيء إلى الموسيقى، وإلى "دي جي بليس"، الفنان."

في هذه الأيام، ستجد "دي جي بليس" يُبدع في أحد أروع استوديوهات دبي، الكائنة على قمة فندق "فايف" بنخلة جميرا. يمزح قائلاً: "المنظر وحده كفيلٌ بإلهام أغنية ناجحة". لكن الأمر يتجاوز الجماليات، فهو ملتقى الإبداع المحلي مع البنية التحتية العالمية. إنه استوديو على أحدث طراز. الاستوديو متعاون مع "وارنر ميوزيك" ألمانيا، ويمكنك الحصول على تعليقات فورية من فنانين عالميين يمرون به. الأمر لا يقتصر على تأليف الموسيقى فحسب، بل يهدف إلى الارتقاء بمستوى صوت المدينة."

وهذا التطور نحو موسيقى الهاوس والرقص يُمثّل فصلاً جديداً لـ"دي جي بليس"، فصلٌ لا يقتصر فيه على إنتاج الأغاني الناجحة، بل يُبدعها أيضاً. يقول: "كنتُ أعزف موسيقى الآخرين. الآن أريد أن أعزف موسيقاي. أريد أن يسمع الناس مقطوعة موسيقية ويقولوا: هذا "دي جي بليس".

سواءً أكان يعزف في إقاماته الشهرية في "فايف" أو يختتم مهرجان "أنتولد" في رومانيا، بعد "مارتن غاريكس" مباشرةً. يسعى "بليس" وراء شعور: ليس لنفسه فحسب، بل لجمهوره أيضاً. "أريد أن أشعر بالسعادة. وأريد أن يشعر الناس بها أيضاً."

وكعادته كأحد مواليد برج الجوزاء، بدأ يتخيل خطوته التالية. "أحب أن أُجدد نفسي. هذا هو سر بقائي على الساحة. هناك دائماً نسخة جديدة من "دي جي بليس" في الأفق."

موصى به

No stories found.
Khaleej Times - Arabic Edition
www.khaleejtimes.com