تصاميم عمر القرق تعزز التراث العربي خلال أسبوع دبي
يعود المصمم عمر القرق، مؤسس استوديو تصميم الأثاث (مودو ميثود) MODU Method، للمشاركة في معرض مصممي الإمارات العربية المتحدة ضمن أسبوع دبي للتصميم، الذي ينطلق في 5 نوفمبر. يشعر القرق بالإنجاز، إذ تمثل هذه المشاركة لحظة اكتمال لمسيرته المهنية. فبعد أن أطلق علامته الخاصة للمرة الأولى في هذا المعرض خلال السنوات السابقة، يعود الآن بدور القيّم على النسخة الخامسة من هذا الحدث المرموق.
يشتهر القرق بدمجه المتميز بين الإبداع والمجتمع والفعالية الوظيفية في تصميماته، وقد حصد شهرة عالمية لنهجه المتأني والمدروس، حيث تتبع الأشكال الوظيفية الأهداف والغرض المطلوب.
يواصل عمر القرق، الذي صقل مهاراته المعمارية من خلال تجاربه الشخصية وتوجيهات عائلته، بالإضافة إلى خبراته المكتسبة من الخارج، إدارة (مودو ميثود) MODU Method إلى جانب أعمال عائلته. تستمد تصاميمه إلهامها من التراث العربي العريق وفن رواية القصص، وتتميز بأسلوب عملي يحل المشاكل مع الحفاظ على جاذبيتها الجمالية.
بصفته أميناً لنسخة معرض الإمارات للمصممين 5.0، سيقود القرق 30 مصمماً ناشئاً تحت شعار "لحظات ملهمة من الهدوء"، حيث يهدف إلى تشجيع الجمهور على الهدوء والتفاعل مع الأشياء الوظيفية التي تحمل صدى عاطفياً وتجسد التصميم المدروس والمفيد.
ويقام المعرض في الفترة من 6 إلى 9 نوفمبر/تشرين الثاني كجزء من أسبوع دبي للتصميم، وسيكون أحد أبرز الأحداث في داون تاون ديزاين، حيث يوفر للمصممين المتحمسين فرصة للهدوء وإبطاء السرعة في عالم اليوم سريع الوتيرة.
نتحدث مع القرق، وهو أيضاً مصور شغوف بالتصوير الفوتوغرافي، لنتعرف على أساليبه كمصمم وأفكاره حول مشهد التصميم في دبي. وفيما يلي مقتطفات من المقابلة:
كيف كانت تجربتك في تنظيم النسخة الخامسة من معرض المصممين الإماراتيين؟ ما هي بعض المواضيع الرئيسية أو الاتجاهات الناشئة التي تراها لدى المصممين المقيمين في الإمارات العربية المتحدة هذا العام؟
لقد كان الأمر رائعاً، وكأنه لحظة الوصول للهدف. تم إطلاق (مودو) MODU في معرض المصممين في الإمارات العربية المتحدة قبل بضع سنوات. كما أتيحت لي الفرصة لمقابلة العديد من المصممين الجدد الموهوبين بشكل لا يصدق، وتعلمت منهم أيضاً. لقد لاحظت أن المصممين الصاعدين أكثر جرأة ومغامرة في أشكالهم وألوانهم، وهو أمر لطيف للغاية.
غالباً ما يمزج عملك بين الإبداع والمجتمع والفعالية. كيف تحقق التوازن بين الجاذبية الجمالية وحل المشكلات العملية في تصميماتك؟
أعتقد أنه طالما نضع الناس في عين الاعتبار عند التصميم، فسوف نتمكن من إيجاد التوازن بين كل هذه الأشياء. نحتاج إلى أن نسأل أنفسنا ما الذي يريده الأشخاص/المجتمع الذي نصمم له حقاً مما نصنعه، ثم نأمل أن نتمكن من التوصل إلى اتفاق بشأن المشكلات التي يمكننا حلها من خلال التصميم.
تحدثت عن استلهامك من جذورك العربية، كيف تدمج عناصر من تراثك الثقافي في تصميماتك بطريقة تلقى صدى لدى الجمهور المحلي والعالمي؟
يأتي دمج عناصر من تراثي الثقافي بشكل طبيعي ولا شعوري. لا أحاول فرض ذلك؛ بل أحاول أن أروي قصة من خلال تصميماتي، وأجعلها تفاعلية قدر الإمكان." يضيف القرق أن هذا النهج يجعل الناس يتفاعلون مع تصميماته على مستوى عالمي، نظراً لقدرتها على الجمع بين الأبعاد الثقافية والوظيفية بشكل عفوي وسلس، ما يمنحها جاذبية عالمية دون أن تفقد جذورها المحلية.
أحد مهامك هو تعزيز التصميم المتناول في يد الجميع. ماذا يعني هذا التصميم بالنسبة لك، وكيف تتعامل مع جعل إبداعاتك أكثر توفراً ووظيفية لجمهور أوسع؟
يعني التصميم المتناول في يد الجميع تلبية احتياجات أكبر عدد ممكن من الأشخاص، مع حل المشكلات من خلال الشكل والوظيفة. أحاول دائماً أن أجعل تصميماتي تحتوي على أكثر من وظيفة واحدة حتى يكون لها نطاق أوسع من الاستخدامات. ومن الأمثلة على ذلك NU، وهي كتلة معيارية يمكن أن يكون لها وظائف مختلفة اعتماداً على عدد الوحدات لديك، حيث يمكنك إنشاء أرفف كتب وطاولات قهوة وجدران فاصلة وحتى أحواض نباتات.
كيف أثرت إدارة (مودو ميثود) MODU Method إلى جانب عملك العائلي على نهجك في التصميم وريادة الأعمال؟ ما الدور الذي لعبته عائلتك في رحلتك كمصمم؟
"أعتقد بالتأكيد أن كلا الدورين يعملان جنباً إلى جنب مع بعضهما البعض. لقد تعلمت الكثير من المجتمع الإبداعي بفضل طريقة (مودو) MODU، وكل هذه المعرفة يمكنني تطبيقها في شركة العائلة." يضيف القرق أن استراتيجيات الأعمال والتفاصيل الدقيقة التي اكتسبها من شركة العائلة ساعدته في إدارة (مودو ميثود) MODU Method بكفاءة أكبر. ويعبر عن امتنانه لعائلته لدعمها الدائم خلال رحلته كمصمم، قائلاً: "أشعر أن عائلتي دعمتني دائماً، وهو ما كان مفيداً للغاية، وبالطبع، أنا ممتن جداً لدعمهم."
لقد حظيت تصميماتك بإشادة عالمية. ما هي طموحاتك المستقبلية لتوسيع نطاق وصولك إلى الساحة التصميمية الدولية، وما هي بعض التحديات التي تتوقع مواجهتها في نقل عملك إلى العالمية؟
"يسعدني وصول أعمالي للسوق الدولية، وآمل بالتأكيد أن أتوسع وأنمو داخل تلك السوق في المستقبل القريب." ويضيف أن العديد من التحديات يمكن اعتبارها فرصاً، ولكنه يرى أن أحد أكبر التحديات هو الجانب اللوجستي المتعلق بالشحن والتسليم. يوضح: "أشعر أن القدرة على الوصول إلى مرحلة التصميم الدولية وتلبية توقعات السوق قد تكون مهمة صعبة." ومع ذلك، يعبر القرق عن حماسه قائلاً: "تعريض (مودو ميثود) MODU Method لهذا التحدي يعني أننا سنتمكن من وضع نظام لتلبية احتياجات هذا القطاع. أنا متحمس لذلك ومستعد لاغتنام الفرصة للنمو."
تشكل رواية القصص عنصراً أساسياً في عملك. هل يمكنك أن تعطينا مثالاً على قطعة صممتها تحكي قصة ذات مغزى خاص، وكيف تنعكس هذه القصة في المنتج النهائي؟
بالتأكيد، أعتقد أن القطعة الأكثر أهمية هي (سبايك) Spike. إنها أول قطعة صممتها على الإطلاق لـ(مودو) MODU، وجاء الإلهام من عدم الراحة الناتج عن الفوضى. عندما كنت في الخدمة الوطنية، بدأت في الرسم لتدريب عقلي. اعتقدت أن هذا التدريب سيكون حلاً للمشكلات المنزلية الشائعة من خلال قطع الأثاث، لذلك فكرت في ما كنت أمر به في تلك اللحظة بالذات، عندما كانت كل ملابسي في حقيبة بدلاً من تعليقها بشكل جيد.
يشرح عمر القرق فكرته وراء تصميم (سبايك) Spike قائلاً: "أعتقد أنني، دون وعي، صممت شمّاعة معطف أكثر جاذبية بالنسبة لي من شمّاعات المعاطف الأخرى." وأضاف أنه جعل الشماعة مرنة بحيث يمكن إزالة الأوتاد ووضعها في مواقع مختلفة وفقاً لحجم وعدد الملابس أو العناصر التي يرغب الشخص في تعليقها. ويضيف: "حل هذا التصميم مشكلة الفوضى، ليس فقط في خزانة الملابس، ولكن أيضاً على شمّاعة المعطف نفسها."
ويشير إلى أن الأطفال وبعض الحيوانات الأليفة يحبون هذه القطعة أيضاً، مما يجعلها إضافة ممتعة وعملية لأي عائلة.
باعتبارك أحد المشاركين بشكل عميق في مجتمع التصميم في دولة الإمارات العربية المتحدة، كيف ترى تطور مشهد التصميم في دبي، وما هو الدور الذي تعتقد أن المبادرات مثل أسبوع دبي للتصميم تلعبه في رعاية المواهب الناشئة؟
يقول عمر القرق: "أرى أن هذا الأمر يتطور بشكل إيجابي. فنحن ننمو كمجتمع إبداعي، ونستمر في دعم بعضنا البعض عندما يتعلق الأمر بالتصميم والمشورة التجارية." ويضيف أن مشهد التصميم في دبي ينمو بطريقة جميلة، بفضل المبادرات مثل أسبوع التصميم في دبي، التي يسهم في تسهيل اللقاءات بين المبدعين. ويشرح: "خلال هذه الفعاليات، يمكن للمصممين أن يلتقوا ببعضهم البعض وبالعملاء المحتملين المهتمين بمجالهم، مما يوفر تبادلاً مثمراً للملاحظات والتجارب." ويؤكد أن هذه التفاعلات تمنح الجميع الفرصة للنمو والتعلم من خلال النقاشات والخبرة.