تجربة دبي ساعدت أسامة خان في تحقيق أحلامه التلفزيونية

كما هو الحال مع معظم الوافدين في أي صناعة تنافسية، استغرق أسامة خان وقتاً طويلاً ليحقق النجاح في صناعة الترفيه. وُلد خان في مدينة گوجرانوالا، وهي مدينة صغيرة نسبياً في منطقة البنجاب، حيث جمع حقائبه وانتقل إلى کراچی (حيث مقر معظم صناعة الإعلام الباكستاني) آملاً في تحويل أحلامه في عالم التلفزيون. ولكن قبل أن يتمكن من أن يصبح نجم الشاشة الباكستانية، كان عليه أن يتعلم الكثير. قضى خان بعض الوقت في دبي بحثاَ عن فرص عمل، وهي تجربة يصفها بأنها كانت محورية في بناء شخصيته.

"لقد علمتني دبي الكثير"، هذا ما يقوله وهو يتذكر الوقت الذي أمضاه في دبي في البحث عن عمل. "كنت قد أكملت للتو دراسة المحاسبة في باكستان، وكنت آمل أن أصبح شخصاً عظيماً، واعتقدت أن كل شيء سهل للغاية". يتذكر أن صديقه هو الذي دفعه لتجربة طرق مختلفة خارج باكستان، وهذا هو ما جاء به إلى دبي ليجرب حظه. قال لصحيفة سيتي تايمز: "انتقلت إلى دبي وبدأت في البحث عن وظائف، وأتذكر الجلوس في مواقف السيارات مع أصدقائي، وكنا نتحدث عن لا شيء وكل شيء. يبتسم ابتسامته اللطيفة عندما يتذكر الوقت الذي أمضاه في دبي. يقول: "عندما تعيش في مدينة مثل دبي، تتعلم الكثير. يعمل الناس بجد حقاً، وتحصل على قدر كبير من الخبرة حول كيفية عيش الناس من جميع أنحاء العالم".

زار خان الإمارات العربية المتحدة مؤخراً وكتب عنها على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث قال: "عندما تحلم بأحلام كبيرة، وعندما تتحقق تلك الأحلام، يكون الأمر مجزياً للغاية عندما تتاح لك الفرصة لتجربة فرحة تحقيق تلك الأحلام مع الأشخاص الذين شاركتهم تلك الأحلام. والديّ هم من بين الأشخاص الذين أشعر بالامتنان الكبير لوجودهم في حياتي، لأنهم يشهدون نجاحي اليوم، بالإضافة إلى أصدقائي في دبي الذين ما زلت أتواصل معهم وأعتبرهم قريبين مني، وما زلت أحتفظ بعلاقة رائعة معهم، ومن المجزي جداً بالنسبة لي أن أشاركهم هذه الرحلة الجديدة."

مسلسلات خان الثلاثة، "Ghair" (حيث يؤدي دور ساليس المتردد)، و "Sunn Mere Dil" (حيث يؤدي دور عمار العاشق)، و "Qarz e Jaan" (حيث يؤدي دور محامٍ شاب عنيد يُدعى برهان)، تُعَد من العروض ذات التصنيف الأعلى والأكثر مشاهدة في باكستان وعلى المنصات الرقمية. يقدر خان نجاحه؛ فهو يعلم أنه قد يكون مؤقتاً. يقول: "أنا حريص جداً الآن، لأنني أعلم أنه يمكنك أن تكون قمة النجاح في دقيقة ثم تتراجع في الدقيقة التالية. أشعر أيضاً أنني أتحمل مسؤولية أكبر الآن في اختيار الشخصيات. آمل أنه بينما يمكنني القيام بالمشروع التجاري الذي يأتي بين الحين والآخر، أن أصنع شخصيات يمكن للناس أن يتعاطفوا معها، بدلاً من بطل كبير لا يمكنهم الإعجاب به إلا من بعيد".

بدأ رحلته في عام 2018، وقد قطع شوطًا طويلاً منذ ذلك الحين، حيث بدأ بأداء أدوار صغيرة في فيلم تلفزيوني ومسلسل تلفزيوني، وهو الآن يعمل في مشروعين رئيسيين ( Ghair و Qarz e Jaan ) كما أن مساره في "Sunn Mere Dil" يجذب الأنظار أيضاً حيث يلعب دور البطولة مع "وهج علي" (الذي ظهر معه في الكوميديا الرومانسية Ishq Jalebi ومايا علي). تؤكد محادثة خان على مدى عمق تفكيره في أدواره وكيفية اهتمامه بالفروق الدقيقة في كل منها. وأخرج لنا خان مذكرات سجل بها ملاحظات مختلفة حول أدواره، وقال: "هذه مذكراتي! أنا أدون بها ملاحظات حول الأدوار التي أؤديها". وأوضح: "يرتدي ساليس الكثير من الألوان، ويرتبط ذلك بتردده وموقفه الأناني إلى حد ما. عمار متملك للغاية بشأن صدف وبرهان هو عكس ساليس؛ برهان حاسم ويعرف تماماً ما يفعله". هل يحصل على فرصة للنقاش مع المخرج؟ هل هناك متطلبات في السيناريو يرفض أدائها؟ يجيب: "هناك دائماً مجال للمناقشة. أنا أرى أن البشر بطبيعتهم رماديون وأن الشخصيات تكون أفضل عندما يتم تصويرها كذلك. آمل أن أظهر ذلك.، لكنني أرفض أداء دور شخصية سامة جداً".

سرعان ما أصبح خان اسماً مشهوراً، ولن تختفي بصمته من قلوب الجمهور في أي وقت قريب. يعترف خان بتردد، غير قادر على تقبل حقيقة أنه لا يزال غير "مشهور" بالكامل، ويقول: "الجمهور مهتم جداً. لدي العديد من الرسائل على إنستغرام حيث يخبرني الناس أنهم لا يريدونني أن أترك وفا ويسألونني لماذا تزوجت صدف (بطلة Ghair و Sunn Mere Dil). كما أقابل أشخاصاً يخبرونني كيف يريدون أن تكون شخصياتي. من الرائع أن أرى أنهم يأخذونها على محمل الجد حقاً".