50 محاولة انتحار أحبطتها الإمارات بـ"خريطة الجريمة"
نجحت السلطات الإماراتية في منع العديد من الجرائم وتحسين مستوى الأمن في الدولة من خلال استخدام الذكاء الاصطناعي لإنشاء خريطة للجرائم تتنبأ بالمشاكل قبل وقوعها. وأوضح مسؤول حكومي كبير كيف تم استخدام هذا النظام.
وقال الدكتور محمد الكويتي رئيس إدارة الأمن السيبراني: «في العام الماضي، نجحنا في منع أكثر من 50 حالة انتحار، كما نجحنا في منع العديد من جرائم القتل والاتجار بالمخدرات والاحتيال».
جاء ذلك خلال حديثه في مؤتمر"كل شيئ" AI Everything الذي بدأ في أبوظبي يوم الثلاثاء. وتعد مبادرة خريطة الجريمة نتاج تعاون بين النيابة العامة في دولة الإمارات وإدارة الأمن السيبراني.
وقال سالم علي جمعة الزعابي، رئيس نيابة الطوارئ والأزمات والكوارث في النيابة العامة بدولة الإمارات العربية المتحدة: "باستخدام خوارزميات تعتمد على تاريخ الجرائم والاتجاهات العالمية، تتنبأ [الخريطة] بالجرائم وتقدم لنا الإخطارات والتقارير". وأضاف: "نحن نعمل بشكل مباشر مع مجلس الأمن السيبراني ونحاول بذل أقصى جهد ممكن من أجل الاستعداد وإطلاق العنان لتفكيرنا وخيالنا حول أعمال جرائم جديدة".
مواكبة الجريمة
وأضاف الزعابي أن إحدى أكبر العوائق التي تواجه الجهات الحكومية هي مواكبة براعة المجرمين، وأن خريطة الجريمة تساعد في هذا الجانب.
وقال "يتعين علينا التعاون داخليا أو دوليا، مع العديد من الكيانات، للتنبؤ بالجرائم حتى نتمكن من الاستعداد وفهم الأفعال الإجرامية الجديدة عندما تحدث". وأضاف "يتعين علينا أن نبقي المدعين العامين على استعداد، وأن يفكروا بشكل استباقي، من أجل التحقيق في مثل هذه الجرائم. كيف يمكنك التحقيق في شيء لا تعرفه أو لست مستعدا له؟"
وقال الكويتي أن خصوصية وأمن المعلومات يشكلان أهمية قصوى بالنسبة للبلاد.
وأضاف "إنها أولويتنا الأولى. لقد ارتكب العديد من الأشخاص الذين تتم مراقبتهم جريمة أو بادروا بها في السابق. ونحن نجري تحليلاً يعتمد على البيانات والتاريخ، ويعطينا معدلًا جيدًا للغاية للوقاية من هذا المنظور. نحن نستخدم بياناتنا في إطار واضح ومحدد ومحكوم".
وأشار إلى أنه في كثير من الحالات، تكون الكاميرات في جميع أنحاء البلاد مفيدة. وقال: "بعد وقوع الجريمة، نذهب للتحقيق. لكننا نريد منع ذلك. لهذا السبب نستخدم نماذج الذكاء الاصطناعي والآلات لمحاولة إعطائنا مؤشرات تحذير مبكرة. ثم نذهب للحصول على أوامر المحكمة أو الاستدعاءات، من أجل التركيز على مؤشر محدد رأيناه".
كما ألقى الكويتي بعض الضوء على الأمن السيبراني في البلاد، حيث قال: "نتعرض في المتوسط لأكثر من 200 ألف هجوم على الأقل يومياً، وهذا يشمل الهندسة الاجتماعية والتصيد الاحتيالي".
وقال "نحن نستخدم مركز عمليات الأمن من الجيل التالي، وهو مركز مدعم بالذكاء الاصطناعي يسمح لك بإيقاف أكثر من 90 بالمائة من هذه الهجمات تلقائيًا". "هناك أنماط ومؤشرات للاختراق. حتى أن هذه الهجمات لها "سلوك" يمكنك اكتشافه مبكرًا، والذي نطلق عليه نظام الإنذار المبكر".