دراسة: ارتفاع الإيجارات يعزز دخل مالكي العقارات في دبي
أظهر تقرير جديد أن مالكي العقارات في دبي يحققون دخلاً يزيد في المتوسط بأكثر من 13 ألف درهم، أو 41%، عن المستأجرين، مما يعكس فارقاً كبيراً في الدخل بين الطرفين.
ووفقاً لدراسة "المعيشة المستقبلية: إصدار دبي 2024" التي أعدتها شركة الاستشارات العقارية "بيترهومز"، فإن متوسط دخل المستأجرين يبلغ 32,303 دراهم شهرياً، بينما يصل دخل مالكي العقارات إلى 45,616 درهماً شهرياً.
وقد ساهم الارتفاع المستمر في الإيجارات على مدى السنوات الثلاث الماضية في تعزيز دخل أصحاب العقارات.
وبحسب التقرير، بلغ متوسط إيجار الشقق والفلل في دبي حتى يونيو 2024 نحو 127,969 درهماً و354,512 درهماً سنوياً، على التوالي. وسجلت جزيرة النخلة جميرا أعلى إيجارات سنوية للشقق بمتوسط 279,826 درهماً، بينما بلغت الإيجارات في منطقة البراري للفلل ما يقرب من 1,344,844 درهماً، وفقاً لتقرير الربع الثاني من شركة الاستشارات العقارية "سي بي آر إي".
"استمر معدل نمو الإيجارات في الارتفاع دون توقف، حيث زادت الإيجارات السكنية بنسبة 21.1% حتى يونيو 2024. وجاء هذا النمو نتيجة لزيادة بنسبة 22.2% في متوسط إيجارات الشقق و12.7% في متوسط إيجارات الفلل"، وفقاً لما ذكره التقرير.
وتتوقع شركة الاستشارات العالمية "ميرسر" أن ترتفع الرواتب في الإمارات بوتيرة أسرع من معدل التضخم في عام 2024، مدفوعة بزيادة الطلب على الكفاءات ونمو الاقتصاد بشكل عام. ومن المتوقع أن ترتفع الرواتب في الإمارات بمتوسط 4% هذا العام مقارنةً بارتفاع معدل التضخم بنسبة 2.3%.
وأظهرت تحليلات الدخل من "بيترهومز" أن 63% من المشاركين في الاستطلاع يحصلون على دخل شهري قدره 50,000 درهم أو أقل. واستندت الدراسة إلى استطلاع شمل أكثر من 1,600 مقيم، بمن فيهم المستأجرون ومالكو المنازل والمستثمرون، وكشفت أن جيل الألفية (من 28 إلى 43 عاماً) يمثلون 56% من المشاركين.
جيل الألفية يقود سوق العقارات
أوضح التقرير أن جيل الألفية، خاصة من تتراوح أعمارهم بين 28 و43 عاماً، يشكل القوة الدافعة وراء ملكية العقارات وسوق الإيجارات في دبي، حيث يسعى العديد منهم للاستفادة من ارتفاع أسعار العقارات والعوائد الإيجارية المرتفعة في المدينة.
ورغم أن المستأجرين يشكلون جزءاً كبيراً من سكان دبي، إلا أن الاستطلاع أظهر زيادة الاهتمام بامتلاك المنازل، مما يشير إلى وجود طلب متزايد على خيارات الشراء في المدينة.
وكشف تقرير صادر عن إحدى شركات الوساطة العقارية( أن 77% من المشاركين يستأجرون مساكنهم حالياً، وأن نسبة كبيرة منهم (79% من المستأجرين) يفضلون عقود الإيجار طويلة الأجل، مما يعكس التحول في توجهات سكان دبي نحو مرونة أكبر والتزامات مالية أقل.
الاستقرار طويل الأمد في دبي
أظهرت دراسة "بيترهومز" أن غالبية سكان دبي، بنسبة 72%، أقاموا في المدينة لأكثر من خمس سنوات، بينما يخطط حوالي 89% للبقاء في الإمارة لمدة خمس سنوات أخرى على الأقل.
ويمثل هذا التوجه تغييراً في نظرة المقيمين لدبي، حيث كان يُنظر إليها سابقاً كمحطة مؤقتة قبل الانتقال إلى دول غربية للحصول على جنسية ثانية. ولكن مع تقديم الإمارات لبرامج الإقامة طويلة الأمد مثل التأشيرات الذهبية والفضية وتأشيرات التقاعد، بات الناس يميلون للبقاء لفترات أطول، خاصة بعد جائحة كوفيد-19.
وتجلى هذا الاتجاه في زيادة عدد سكان الإمارة الذي بلغ 3.779 مليون نسمة في سبتمبر، وهو أعلى رقم يُسجل على الإطلاق.
وفي هذا السياق، قال "ريتشارد وايند"، الرئيس التنفيذي لشركة "بيترهومز": "عندما وصلت لأول مرة إلى دبي، كنت أنظر إليها كما ينظر إليها الكثيرون على أنها تجربة قصيرة الأمد. مكان للعمل والعيش لمدة عامين أو ثلاثة، وسنرحل منها عاجلاً أم آجلاً. يبدو من خلال هذا الاستطلاع أن الغالبية العظمى من السكان، بما فيهم عائلتي، لم يعودوا يتبنوا هذا الرأي".
وأضاف: "أصبحت دبي بمثابة موطن لنا، حيث استقرينا فيها، وأسسنا عائلاتنا، وافتتحنا شركاتنا، واشترينا منازل. وهذا التغيير الجذري يعيد تشكيل المشهد العقاري في دبي ويمنحني ثقة هائلة في استدامة السوق في المستقبل".