دبي: إقبال على الرهن العقاري لانخفاض أسعار الفائدة
يشهد سوق العقارات في دبي تحولاً جذرياً مع تزايد إقبال المُشترين على الرهن العقاري كوسيلة لتمويل صفقاتهم العقارية، مُبتعدين عن الدفع النقدي الذي كان مهيمناً في الماضي. ويُعزى هذا التحول إلى انخفاض أسعار الفائدة في الإمارات والعالم، مما يجعل الاقتراض أكثر جاذبيةً ويُسراً من أي وقت مضى. ووفقاً لشركة "بيترهومز" للوساطة العقارية، فإن هذا التغيير يُمثل انقلاباً في سلوك المُشترين مقارنةً بالعام الماضي، حيث كان المُشترون الذين يدفعون نقداً يُسيطرون على سوق العقارات.
خلال الربع الثالث من عام 2024، اعتمد أكثر من 60% من مشتري العقارات عبر الوساطة على الرهن العقاري كخيارهم المفضل لتمويل منازلهم، مما أدى إلى زيادة حصة الرهن العقاري بنسبة 8% على أساس سنوي.
وأوضحت "بيترهومز" في تقريرها ربع السنوي الصادر يوم الخميس أن "انخفاض أسعار الفائدة في دبي مقارنةً بالمدن العالمية الأخرى يُعد من أهم أسباب إقبال المشترين على الرهن العقاري. فعلى الرغم من أن العديد من البنوك المركزية في مختلف أنحاء العالم قد شرعت في خفض أسعار الفائدة مع تراجع معدلات التضخم، إلا أن الأسعار في دبي ظلت تنافسية".
وقال "ريتشارد وايند"، الرئيس التنفيذي لشركة "بيترهومز": "شهد شهر سبتمبر الماضي انخفاضاً في أسعار الفائدة بنسبة 0.5%، وهو أول خفضٍ في الأسعار منذ أكثر من 4 سنوات، مما أعطى دفعةً قويةً لسوق الرهن العقاري. ومع ارتفاع الإيجارات بشكلٍ ملحوظ، أصبح الرهن العقاري أكثر جاذبيةً للمُستأجرين الذين يتطلعون إلى امتلاك منازلهم الخاصة، مما أدى إلى زيادة كبيرة في استفسارات المُشترين الجُدد."
وكشفت دراسة استقصائية حول مستقبل المعيشة أجرتها شركة "بيترهومز" أن ما يقرب من 7 من أصل 10 مستأجرين في دبي (67%) يعتزمون شراء منزل خلال السنوات الثلاث المقبلة. وفي هذا السياق، قال "وايند": "إن انخفاض أسعار الفائدة سيُساعد في تحقيق هذا الهدف."
وقال لويس أولسوب، رئيس مجلس إدارة شركة "أولسوب آند أولسوب": "نشهد توجهاً متزايداً نحو زيادة الوعي بأهمية الاستشارة في مجال الرهن العقاري، مما يُؤدي إلى زيادة النشاط في هذا القطاع. ويلجأ المزيد من الناس إلى مستشاري الرهن العقاري المُستقلين قبل التوجه إلى البنوك لفهم الخيارات المُتاحة لهم بشكل كامل."
تماشياً مع قرار مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي الشهر الماضي، خفض البنك المركزي الإماراتي سعر الفائدة الأساسي على تسهيلات الودائع لليلة واحدة بمقدار 50 نقطة أساس، ليصل إلى 4.90% بدلاً من 5.40%. ويُسهم هذا الخفض في تخفيض أسعار الفائدة على القروض الشخصية، والرهون العقارية، وقروض السيارات، مما يُشجع الأفراد والشركات على الاقتراض ويُعزز النشاط الاقتصادي في الدولة. ومن المُتوقع أن يُساهم هذا القرار في دفع عجلة النمو الاقتصادي من خلال تشجيع الاستثمار وتوسيع الأعمال وإطلاق مشاريع جديدة.
ويتوقع المحللون أن يواصل بنك الاحتياطي الفيدرالي تخفيف السياسة النقدية، وخفض أسعار الفائدة مجدداً في وقت لاحق من هذا العام وفي عام 2025.
أشارت شركة "بروبرتي فايندر"، التابعة لشركة "كافنديش ماكسويل"، إلى أنه مع انخفاض أسعار الرهن العقاري وتمتع المُشترين بقدرة شرائية أكبر، فإن سوق العقارات الجاهزة قد يشهد نشاطاً متزايداً. ولكن أكدت الشركة على أهمية قيام البائعين بتسعير عقاراتهم بشكلٍ مناسب، دون المُبالغة في الأسعار.
وخلال شهر أغسطس، قالت الشركة إن القروض المأخوذة لسداد قروض شراء جديدة شكلت 51.3% (بانخفاض 1.7% عن الشهر السابق) من إجمالي نشاط الاقتراض، وبلغ متوسط المبلغ المقترض 1.77 مليون درهم.