أبوظبي: إعلانات عقارية مضللة لخداع المستأجرين
عندما كان المقيم في أبوظبي، "حنيل سجاد"، يبحث عن شقة في منطقة مدينة زايد، صادف إعلاناً عن مبنى يضم مواقف سيارات مظللة. وأوضح قائلاً: "لقد أثار اهتمامي لأن العثور على مواقف سيارات في تلك المنطقة أمر بالغ الصعوبة، وكان هذا المبنى يوفر مواقف سيارات خاصة ومظللة". لكنه أضاف: "عندما وصلت إلى هناك، اكتشفت أن المواقف ليست سوى مواقف عامة (مدفوعة)، وكانوا يسمونها مظللة لأن ظل المبنى كان يسقط عليها".
أبلغ العديد من المقيمين في أبوظبي عن استخدام وكلاء العقارات لإعلانات مضللة وصور مُعدلة بعناية لجذب العملاء، بينما الواقع يختلف تماماً. بعض الإعلانات تُظهر منازل بأسعار ومساحات مختلفة، ولكن ما يكتشفه المستأجرون عند زيارتهم للعقار غالباً ما يكون مختلفاً.
وأوضح "حنيل"، الذي يبحث عن منزل منذ عام 2022، أنه صادف حالات عدة مشابهة. وقال: "رأيت إعلاناً لشقة مساحتها 1500 قدم مربع، ولكن عندما زرت المكان، كانت بحجم صندوق الأحذية. وعندما استفسرت من الوكيل، أخبرني أن المساحة تشمل الشرفة والممر الخارجي، حيث يمكن للسكان وضع دراجاتهم أو أواني النباتات".
وفي فبراير من هذا العام، أصدرت دبي لوائح جديدة تحظر على وكلاء العقارات نشر إعلانات وهمية، وأعطتهم مهلة ثلاثة أيام لإزالة جميع العقارات غير المتاحة.
وقال ممثل إحدى بوابات العقارات الرائدة إنهم يعملون مع السلطات في أبوظبي لإحداث تغيير في قطاع الإيجار في الإمارة أيضاً.
وأكد ممثل من بوابة عقارية معروفة أنهم يعملون مع سلطات أبوظبي لإحداث تغييرات في قطاع الإيجارات. وأضاف "آري كيسيسوغلو"، رئيس "بروبرتي فايندر": "نحن ندرك تماماً إحباطات المستأجرين والمشترين عندما لا تتطابق الإعلانات مع الأسعار أو الصور الحقيقية. إذا لم نعالج هذه المشكلة، فستستمر في تقويض الثقة بالسوق. وبالتعاون مع الحكومة، حققنا تقدماً كبيراً في دبي، ونتطلع لرؤية نفس التقدم في أبوظبي لضمان الشفافية والدقة في الإعلانات العقارية".
التعامل مع خداع الوكلاء
واجه "محمد أظهر" تجارب مماثلة أثناء بحثه عن منزل في منطقة الراحة العام الماضي. وقال: "عند مشاهدة إعلان عبر الإنترنت، تتصل بالوكيل الذي يدعوك لمعاينة الشقة. تكون الشقة رائعة، ولكن في اليوم التالي يُخبرك الوكيل أنها قد تم تأجيرها بالفعل، ثم يعرض عليك شققاً أخرى، لكنها غالباً ما تكون مؤجرة أو محجوزة. يماطلون حتى تفقد الصبر وتوافق على استئجار عقار أقل جودة".
وأشار "جيف راجو كوروفيلا"، الرئيس التنفيذي لشركة "مانيفست العقارية"، إلى أن العديد من العملاء يصابون بالإحباط خلال عملية البحث. وقال: "زار أحد العملاء عقاراً بناءً على إعلان عبر الإنترنت، ولكن عندما وصل، أُخبر بأن العقار قد تم بيعه. عُرضت عليه خيارات أخرى، ولكن بأسعار أعلى. نتيجة لذلك، تواصل معي بعد أن اشترى عقارات في دبي، لمساعدته في استكشاف خيارات أخرى في أبوظبي".
كيفية اكتشاف الإعلانات الوهمية
أكد "آري كيسيسوغلو" على ضرورة توخي الحذر عند مراجعة الإعلانات العقارية. وقال: "قدمنا أدوات مثل "خبير البيانات" (Data Guru)، التي توفر معلومات دقيقة حول العقارات، مما يساعد الباحثين على اتخاذ قرارات مدروسة. كما أضفنا خاصية "الوكيل الممتاز" (Super Agent) لضمان وصولهم إلى أحدث القوائم الموثوقة في السوق".
ونصح جيف المستأجرين بالانتباه إلى الصور منخفضة الجودة والوصف غير الواضح، وقال: "المحتالون غالباً ما يستخدمون صوراً مخزنة أو مأخوذة من قوائم أخرى. القوائم الحقيقية تشمل أوصافاً دقيقة وشاملة، بينما الإعلانات المضللة تميل إلى استخدام لغة غامضة لإخفاء حقيقة العقار. إذا كان السعر المعروض أقل بكثير من السوق، فقد يكون الأمر خدعة تهدف إلى جذب المشترين غير الحذرين".
كما نصح المستأجرين والمشترين بالتعامل مع وكلاء عقاريين مرخصين يحملون هوية وسيط معتمدة من الشركات المسجلة، والإبلاغ عن الإعلانات المشبوهة للمنصات أو الجهات المختصة.