ارتفاع تكاليف البناء يُعد عاملاً مهماً في تحديد أسعار العقارات، مما يجعل من الصعب بشكل متزايد على المطورين توفير منازل بأسعار معقولة مع الحفاظ على الربحية.
ويمكن للمطورين الذين يتولون إدارة عملية البناء، بدلاً من الاعتماد على مقاولين خارجيين، خفض أسعار العقارات بنسبة تصل إلى 25%. هذا التخفيض ليس مجرد اختصار للتكاليف، بل يعكس نهجاً أكثر استراتيجيةً وضبطاً للتطوير، يعود بالنفع على كلٍّ من المطورين والمستخدمين النهائيين.
إلغاء هوامش المقاولين يؤدي إلى تقليل تكاليف البناء
عندما يعتمد المطورون على مقاولين خارجيين، فإنهم يتحملون تكاليف إضافية يضيفها المقاولون مقابل خدماتهم، والتي تشمل أجور العمالة، وشراء المواد، ورسوم إدارة المشاريع. غالباً ما تتصاعد هذه التكاليف، مما يرفع السعر النهائي للعقار. يمكن للمطورين تجنب هذه الزيادات السعرية عند إدارة أعمال البناء داخلياً، مما يتيح لهم توفيراً كبيراً يعود بالنفع على المشترين.
الجداول الزمنية الأسرع تؤدي إلى تقليل تكاليف الاحتفاظ والتعرض لتقلبات السوق
ويتيح البناء الداخلي للمطورين أيضاً اختصار الجداول الزمنية للمشاريع. فمع تحكم أكبر في عملية البناء، يمكن للمطورين تبسيط الجداول الزمنية وتجنب التأخيرات التي تحدث غالباً عند التنسيق مع المقاولين الخارجيين. قد يتولى المقاولون الخارجيون إدارة عدة مشاريع في آن واحد، مما يؤدي إلى قيود على الموارد وتأخيرات. في المقابل، يضمن فريق داخلي يركز فقط على مشروع واحد إنجاز العمل بكفاءة أكبر وفي الموعد المحدد.
لسرعة البناء تأثيرٌ مباشر على أرباح المطور. فبتقليل الجداول الزمنية للبناء، يمكن للمطورين خفض تكاليف الاحتفاظ، وهي النفقات المتكبدة أثناء انتظار اكتمال العقار وتجهيزه للبيع. علاوة على ذلك، يُخفف التسليم السريع من التعرض لتقلبات السوق، حيث لا يُترك المطورون يحتفظون بالعقارات لفترات طويلة، قد ترتفع خلالها الأسعار أو تنخفض. والنتيجة هي قدرة أكبر على التنبؤ المالي واستقرار في سوق متقلب.
سيطرة أكبر على الجودة والمواد
ومن أهم مزايا البناء الداخلي زيادة التحكم في جودة المواد المستخدمة ومستوى جودة العمل. عند الاعتماد على مقاولين خارجيين، قد يكون إشراف المطورين على اختيار المواد محدوداً، مما يؤدي إلى انخفاض الجودة أو تكاليف غير متوقعة نتيجة استخدام مواد رديئة الجودة. توفر الفرق الداخلية للمطورين مرونة أكبر لاختيار أفضل المواد ضمن الميزانية، مما يضمن أن المنتج النهائي يلبي معايير الجودة والمتانة المطلوبة.
استقرار الأسعار على الرغم من تقلبات السوق
يُعرف سوق العقارات بتقلباته. فتكاليف البناء عرضة للتقلبات، متأثرةً بعوامل مثل أسعار المواد الخام والأحداث الاقتصادية الخارجية. وغالباً ما يقع المطورون الذين يعتمدون على مقاولين خارجيين تحت رحمة هذه التغيرات السوقية، حيث يُعدّل المقاولون رسومهم لمواكبة ارتفاع التكاليف. ويُصعّب عدم القدرة على التنبؤ على المطورين الحفاظ على ثبات الأسعار، مما قد يؤثر على سعر بيع العقارات وصافي أرباح المطور.
ويتضمن البناء الداخلي الحصول على المواد مباشرةً، والتفاوض على الأسعار مع الموردين، وتنسيق عمل الفرق الداخلية، وتثبيت التكاليف والحفاظ على استقرار الأسعار طوال مدة المشروع. تضمن القدرة على إدارة التكاليف استقرار الأسعار، حتى في ظل تقلبات السوق غير المتوقعة.
بناء الثقة مع المشترين والمستثمرين
الشفافية والرقابة عاملان أساسيان في تعزيز الثقة مع مشتري المنازل والمستثمرين. يتيح البناء الداخلي للمطورين إثبات التزامهم بالجودة والالتزام بالجداول الزمنية للمشروع. بالإضافة إلى ذلك، يتمكن المطورون الذين يتولّون البناء داخلياً من بناء علاقات أقوى مع المشترين، مما يزيد من ثقتهم بالعملية. يدرك المشترون أن المطور يتحكم بشكل مباشر في جودة المشروع وتسليمه، مما يُمثل ميزة كبيرة في سوق تنافسية.
والبناء الداخلي ليس مجرد إجراء لتوفير التكاليف، بل هو نهج مبتكر يُعيد تشكيل مشهد التطوير العقاري، ويضمن استفادة كلٍّ من المطورين والمشترين من نتائج مالية أقوى ونموٍّ أكثر استدامة.
الكاتب هو المدير التنفيذي لشركة "تاون إكس"، وهي شركة تطوير عقاري في دبي تبلغ محفظة مشاريعها 4 مليارات درهم.