

أثبتت دبي نفسها كعاصمة عالمية للمساكن ذات العلامات التجارية، حيث قادت نمواً ملحوظاً بنسبة 160% في هذا القطاع على مدى العقد الماضي، وفقاً للبيانات.
وبحسب بيانات شركة بيتر هومز، وهي شركة استشارات عقارية مقرها دبي، سجلت دبي في عام 2024 بيع أكثر من 13 ألف وحدة سكنية تحمل علامة تجارية، بزيادة قدرها 43% عن العام السابق، مما أدى إلى تحقيق قيمة معاملات بلغت 60 مليار درهم.
يمثل هذا الرقم 8.5% من إجمالي قيمة الصفقات العقارية، مما يُبرز الأهمية المتنامية للقطاع. ومع وجود 140 مشروعًا عقاريًا يحمل علامة تجارية، من المقرر إنجازها بحلول عام 2031، تواصل دبي ريادتها في منطقة أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا كسوق رائدة للوحدات السكنية ذات العلامات التجارية، سواءً من حيث المشاريع المكتملة أو تلك قيد التنفيذ. ويبدي المستثمرون والمشترون استعدادًا لدفع علاوة تتراوح بين 40% و60% للقدم المربع للعقارات ذات العلامات التجارية مقارنةً بنظيراتها غير ذات العلامات التجارية في المنطقة نفسها، مما يُؤكد قيمتها المُدركة وجاذبيتها الدائمة.
تمثل المساكن ذات العلامات التجارية مزيجًا من العقارات الفاخرة والعلامات التجارية المرموقة عالميًا، مما يوفر للسكان وصولًا حصريًا إلى خدمات استثنائية وأسلوب حياة مُصمم بعناية. في حين أن القطاع كان في البداية يهيمن عليه أسماء مرموقة في قطاع الضيافة مثل فور سيزونز وريتز كارلتون، إلا أنه تطور منذ ذلك الحين ليشمل مجموعة أوسع من العلامات التجارية، بما في ذلك علامات السيارات مثل مرسيدس بنز وبنتلي وبوغاتي؛ ودور الأزياء مثل أرماني وميسوني؛ وعمالقة الترفيه مثل سيبرياني. يشير هذا التنوع إلى تحول أوسع نحو العقارات الفاخرة التي تُركز على نمط الحياة، والتي تُعيد تعريف المفاهيم التقليدية لامتلاك المنازل.
يُعزى بروز دبي كمركزٍ رئيسيٍّ للعقارات السكنية ذات العلامات التجارية الفاخرة إلى مزيجٍ استراتيجيٍّ من السياسات الحكومية التقدمية، والمطورين ذوي الرؤية الثاقبة، والمواقع الاستثنائية. وتوفر المدينة بيئةً تنظيميةً جاذبةً للغاية، تشمل التملك الأجنبي الكامل، والإعفاء من ضريبة الدخل، وتأشيرات ذهبية طويلة الأجل للمستثمرين، مما يعزز جاذبيتها بشكلٍ كبيرٍ لدى أصحاب الثروات الكبيرة من جميع أنحاء العالم.
أقام مطورون عقاريون، مثل بن غاطي (بوجاتي ريزيدنسز)، وأرادا (أرماني بيتش ريزيدنسز)، وسيليكت جروب (سيكس سينسز ريزيدنسز)، شراكات استراتيجية مع علامات تجارية عالمية مرموقة، مما عزز بشكل كبير من مكانة مشاريعهم وقابليتها للتسويق. في الوقت نفسه، أنشأ مطورون عقاريون رئيسيون، مثل إعمار ومراس ونخيل، مجمعات سكنية مميزة تركز على العلامات التجارية، والتي أصبحت تُعرف بقطاع العقارات الفاخرة في دبي. وصرحت بيترهومز: "إن المزيج الفريد من المزايا التنظيمية، والتعاونات المبتكرة مع العلامات التجارية، والمواقع العقارية الاستثنائية التي تتمتع بها المدينة، قد عزز مكانتها بقوة في صدارة المنافسين العالميين مثل ميامي ونيويورك وفوكيت".
بالمقارنة مع أسواق رئيسية أخرى مثل ميامي ولندن وإسبانيا وتايلاند، يُقدم سوق العقارات الفاخرة في دبي فرصًا استثمارية أكثر جاذبية. فبينما تُحقق ميامي أسعارًا فائقة، حيث يصل سعر القدم المربع في شقق أستون مارتن إلى 25,000 درهم إماراتي، بزيادة قدرها 525%، تظل أسعار الشقق ذات العلامات التجارية في دبي أكثر تنافسية. على سبيل المثال، يبلغ سعر شقق بولغاري ريزيدنسز، أحد أشهر المشاريع العقارية في دبي، 10,500 درهم إماراتي للقدم المربع، مع زيادة قدرها 166%، بينما تتصدر شقق بوجاتي ريزيدنسز القائمة بنسبة زيادة قدرها 237%. أما في لندن، فيبلغ سعر شقق أو أو ريزيدنسز 20,000 درهم إماراتي للقدم المربع، إلا أن الضرائب المرتفعة واللوائح التنظيمية المعقدة تُضعف جاذبية المستثمرين.
وعلى نحو مماثل، في حين توفر لامبورجيني تييرا فيفا في إسبانيا وبانيان تري ريزيدنسز في تايلاند مزايا حصرية، فإنها تفتقر إلى البيئة الملائمة للمستثمرين، والسيولة، وإمكانات النمو على المدى الطويل التي تجعل من دبي الوجهة الأكثر جاذبية للاستثمار في العقارات الفاخرة اليوم.