نخلة جبل علي تقود طفرة عقارية على الواجهة البحرية

تمثل التطورات الساحلية حصة كبيرة من قيم المعاملات في عام 2024 والأشهر الأربعة الأولى من العام الحالي
نخلة جبل علي تقود طفرة عقارية على الواجهة البحرية
تاريخ النشر

يشهد سوق العقارات الشاطئية في دبي ارتفاعاً ملحوظاً بحلول عام 2025، مما يعزز مكانتها كوجهة استثمارية عالمية رائدة.

وتكشف البيانات الأخيرة الصادرة عن شركة ويلينجتون للتطوير العقاري أن التطورات الساحلية شكلت حصة كبيرة من قيم المعاملات في عام 2024 والأشهر الأربعة الأولى من هذا العام، مدفوعة بعوائد الإيجار المرتفعة، وتقدير رأس المال القوي، والطلب المتزايد من المستثمرين الدوليين الذين يسعون إلى حياةٍ فاخرةٍ على الواجهة البحرية.

برزت نخلة جبل علي كوجهة استثمارية رائدة، حيث تجاوز إجمالي قيمة التداولات فيها 11.3 مليار درهم إماراتي بين يناير وأبريل. تلتها نخلة جميرا بـ 5.87 مليار درهم إماراتي، بينما استقطبت مدينة دبي الملاحية، ومرسى دبي، وجزر دبي 5.2 مليار درهم إماراتي، و4.93 مليار درهم إماراتي، و4.86 مليار درهم إماراتي على التوالي. كما ساهمت وجهات ساحلية أخرى، مثل قناة دبي المائية وميناء دبي، بشكل ملحوظ، حيث تجاوزت قيمة التداولات فيها 1.3 مليار درهم إماراتي.

وتؤكد هذه الأرقام على اتجاه أوسع في السوق حيث تغذي العقارات الفاخرة المطلة على الواجهة البحرية النشاط، كما أشار تقرير نايت فرانك الذي أشار إلى زيادة بنسبة 21.3% على أساس سنوي في قيم العقارات السكنية في دبي في الربع الثاني من عام 2024. وشهدت المناطق الرئيسية مثل نخلة جميرا وحدها نمواً سنوياً بلغ نحو 7.0%.

يؤكد سيد رضا، المدير العام لشركة ويلينغتون للتطوير، على الجاذبية المربحة للاستثمارات على الواجهة البحرية: "أصبحت نخلة جبل علي وجهةً رئيسيةً للمستثمرين، حيث تجاوزت المبيعات 11 مليار درهم إماراتي في أوائل عام 2025. تجذب هذه المشاريع الأفراد ذوي الثروات الكبيرة من أوروبا وروسيا وآسيا، وجميعهم يبحثون عن نمط حياة فاخر مقترناً بعوائد مرتفعة".

وتبدو جاذبية السوق للأفراد ذوي الثروات العالية واضحة، حيث أفادت شركة بيتر هومز أن 948 عقاراً فاخراً بقيمة 15 مليون درهم أو أكثر تم بيعها في الأشهر الخمسة الأولى من عام 2024، معظمها في نخلة جميرا ومدينة دبي الملاحية.

تتجاوز جاذبية المشروع أسعار الشراء، إذ تتميز العقارات الشاطئية أيضاً بعوائد إيجارية جذابة. وتُشير شركة ويلينغتون للتطوير إلى أن جزر دبي تُقدم عقود إيجار طويلة الأجل بعوائد تتراوح بين 5% و7% سنوياً، بينما تُحقق عقود الإيجار قصيرة الأجل عوائد تتراوح بين 7% و10%.

تشير تقارير إنجل وفولكرز إلى أن متوسط عائد الإيجار في دبي يبلغ حوالي 7%، متجاوزاً بذلك مدناً عالمية مثل لندن ونيويورك. وفي الأحياء الراقية مثل مرسى دبي ونخلة جميرا، يمكن أن يصل عائد الشقق متوسطة المستوى والفاخرة إلى 9%، مدفوعةً بطلب الوافدين والسياح. وتعزز ازدهار سوق الإيجارات قصيرة الأجل، المتوقع أن ينمو بنسبة 18% في عام 2025، وفقاً لشركة داماك العقارية، جاذبية القطاع، لا سيما في المناطق السياحية.

يواصل قطاع العقارات الفاخرة في دبي ازدهاره، حيث ارتفعت الأسعار في نخلة جميرا بنحو 20% على أساس سنوي. وتشير شركة نايت فرانك إلى أنه خلال النصف الأول من عام 2024، تم بيع 190 منزلاً بسعر يزيد عن 36 مليون درهم، مما يجعل دبي السوق الأكثر نشاطاً للعقارات الفاخرة في العالم. ولا تزال بيئة دبي المُعفاة من الضرائب، وبرنامج التأشيرة الذهبية، وموقعها الجغرافي الاستراتيجي عوامل رئيسية تجذب الأفراد ذوي الامكانات المالية العالية والمستثمرين المؤسسيين على حد سواء.

في حين تُحقق العقارات المطلة على الشاطئ أسعاراً مرتفعةً، تظهر خيارات أكثر بأسعار معقولة في المناطق غير المطلة على الشاطئ، مُلبيةً احتياجات المشترين من ذوي الدخل المتوسط. تُشير شركة ويلينغتون للتطوير العقاري إلى أن متوسط سعر العقار في دبي يبلغ حوالي 2.5 مليون درهم، مع توقعات بنمو يُقارب 8% في عام 2025. وتُوفر مناطق مثل قرية جميرا الدائرية شققاً بمتوسط سعر 689,000 درهم، مما يجعلها في متناول المستثمرين ذوي الميزانية المحدودة. وتُشير شركة ساندز أوف ويلث إلى أن العوائد في قرية جميرا الدائرية وواحة دبي للسيليكون يُمكن أن تصل إلى 8% أو 9%، مما يجذب المهنيين الشباب والعائلات التي تبحث عن استثمارات بأسعار معقولة ومربحة.

تتقلص الفجوة بين أسواق العقارات الفاخرة وأسواق العقارات ذات الأسعار المعقولة، حيث تشير شركة إعمار العقارية إلى ارتفاع الطلب على العقارات متوسطة الحجم في المناطق الناشئة مثل دبي الجنوب ووادي دبي، والتي تستفيد من البنية التحتية الحديثة والأسعار التنافسية. ومع ذلك، يحذر خبراء القطاع من أن العرض المتوقع لحوالي 182,000 وحدة جديدة بحلول عام 2026 قد يؤدي إلى استقرار الأسعار أو انخفاضها بشكل طفيف في القطاعات غير الرئيسية، مما قد يؤثر على نمو الإيجارات.

تُعدّ مشاريع التطوير العقاري على الواجهة البحرية في دبي جزءاً لا يتجزأ من منظومتها الاقتصادية، إذ تُحفّز النمو في قطاعات الضيافة والتجزئة والترفيه. ويشير رضا إلى أن هذه المشاريع تُوفّر فرص عمل في قطاعات البناء والخدمات والضيافة، مما يُعزز إنفاق المستهلكين. وتهدف استراتيجية دبي العقارية 2033 إلى زيادة قيمة المعاملات إلى 20 مليار درهم، مما يُعزز مساهمة القطاع في الاقتصاد. وتتجلى مرونة السوق في زيادة سنوية في حجم المعاملات بنسبة 30% في عام 2024، وفقاً لما أوردته شركة "بروبرتي مونيتور".

بالنظر إلى المستقبل، من المتوقع أن يشهد سوق العقارات الشاطئية في دبي توسعاً مستمراً حتى عام 2025، مدفوعاً بالطلب المستدام على العقارات الفاخرة، وعوائد الإيجار المرتفعة، والمبادرات الحكومية الداعمة، مثل خطة دبي الحضرية الشاملة 2040. مع ذلك، ينبغي على المستثمرين توخي الحذر من المخاطر المحتملة، بما في ذلك فائض العرض في بعض القطاعات، وعدم اليقين الجيوسياسي الذي أبرزته ستاندرد آند بورز جلوبال. في الوقت الحالي، لا تزال مناطق مثل نخلة جبل علي ونخلة جميرا بارزة، حيث تقدم مزيجاً جذاباً من المكانة المرموقة والربحية والجاذبية العالمية.

موصى به

No stories found.
Khaleej Times - Arabic Edition
www.khaleejtimes.com