

وقع ميناء الفجيرة اتفاقية استراتيجية مع شركة "إندافا" لقيادة مبادرة التحول الرقمي الشاملة التي تهدف إلى توحيد وتحديث المشهد التشغيلي للميناء.
وتمتد هذه المبادرة لخمس سنوات، وتنقسم إلى ست وحدات تدريجية، وستقدم حلولاً رقمية متطورة لتحسين إدارة حجوزات السفن، وعمليات البضائع السائبة الجافة والسائلة، وتأمين تصاريح الدخول، والتحليلات الفورية، مما يضمن كفاءة وشفافية عالميتين في جميع عمليات الموانئ. ويرتكز هذا المشروع على نظام مجتمع ميناء جديد يحمل اسم "مارهب" (MarHub)، مما يوفر بوابة شاملة ومتصلة لجميع الجهات المعنية.
وعلى مدى العقود الأربعة الماضية، رسخ ميناء الفجيرة مكانته كمركز محوري للشحن والخدمات البحرية لدولة الإمارات العربية المتحدة والمنطقة ككل، مقدمًا مجموعة متنوعة من الخدمات، بما في ذلك عمليات الحاويات، ومناولة البضائع العامة والمشاريع، والخدمات اللوجستية للبضائع السائبة الجافة والسائلة. ومع إنتاجية سنوية تقترب من 120 مليون طن متري من البضائع، و5000 زيارة للميناء، وأكثر من 12000 زيارة للرسو، تساهم التكنولوجيا في ضمان سلاسة العمليات. ويمثل هذا المسعى الأخير للتحول الرقمي خطوة مهمة نحو تعزيز البنية التحتية للميناء وقدراته المستقبلية.
وقال "خليل إبراهيم"، نائب المدير العام لميناء الفجيرة: "الكفاءة هي حجر الزاوية في عملياتنا، فكل لحظة نوفرها تُترجم مباشرةً إلى تحسين جودة الخدمة وتحقيق مكاسب اقتصادية. مع هذا التحول، لا نكتفي بتحسين عملياتنا فحسب، بل نعزز أيضاً الشفافية الكاملة، مما يضمن الأمن والثقة وتبسيط سير العمل. تعكس هذه المبادرة التزامنا الراسخ بتزويد شركائنا التجاريين ببنية تحتية وخدمات عالمية المستوى، بما يتماشى تماماً ]]]]] موقعنا الجغرافي الاستراتيجي.
"وسعياً منا لمواكبة المعايير العالمية، اخترنا شريكاً يتمتع بخبرة عالمية. وقد أبهرتنا "إندافا" بشكل خاص بنهجها التكنولوجي المُركّز على الإنسان، ومجموعة مُسرّعاتها الرقمية المُجرّبة، وقدرتها المُثبتة على إنجاز مشاريع تحويلية حقيقية بمرونة ودقة ونطاق واسع".
شركة رائدة عالمياً في تصميم وتنفيذ مشاريع التحول الرقمي واسعة النطاق للقطاعين العام والخاص، ستقدم "إندافا" "مارهاب" كمنصة متطورة تُعزز إمكانية وصول جميع الجهات المعنية إلى البيانات، وتُبسط سير العمل، وتُرسي أسساً متينة للأتمتة والتحسين المستمر للعمليات. والأهم من ذلك، أن بنية النظام المعيارية، التي تُركز على واجهة برمجة التطبيقات أولاً، والمبنية على السحابة، ستُسهّل الابتكار المستمر، مما يُمكّن الميناء من تقديم خدمات إلكترونية جديدة بسلاسة، ومن المقرر أن يبدأ تشغيل المرحلة الأولى في الربع الأخير من عام 2025.
تماشياً مع أهداف الاستدامة لميناء الفجيرة، سيتم استضافة "مارهاب" في مناطق "مايكروسوفت آزور" في دولة الإمارات العربية المتحدة، مما يضمن توطين البيانات والامتثال الكامل لها. سيستفيد هذا النشر من تقنيات الحاويات، وتوسيع نطاق الموارد آلياً، والتسجيل المركزي لتقليل هدر البنية التحتية ودعم ممارسات تكنولوجيا المعلومات المستدامة. من الناحية الأمنية، صُمم النظام ليتوافق مع معايير (ISO 27001)، ويتضمن تشفيراً شاملاً وضوابط متعددة المستويات للهوية والوصول لضمان أعلى مستويات الحماية.
وقال "ديفيد بوست"، المدير العام لشركة "إندافا" في الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية: "يشرفنا اختيارنا شريكاً لميناء الفجيرة في عملية التحول الرقمي، ونحن متحمسون لتجسيد هذه الرؤية الطموحة. تتطلب التحولات الرقمية واسعة النطاق تنفيذاً دقيقاً لضمان استمرارية العمليات، وستتيح خبرتنا انتقالاً سلساً، مع الاستمرار في تقديم ميزات جديدة فعّالة. لا شك لديّ في أن هذا المشروع سيُمثل معياراً للخدمات اللوجستية الرقمية في المنطقة، وسيُرسي معايير جديدة في الكفاءة والابتكار."