منطقة الخليج التجاري تقود طفرة مبيعات العقارات على الخارطة في دبي بنمو غير مسبوق

سجلت وحدها أكثر من 4.5 مليار درهم في معاملات البيع على الخريطة، وهو ما يمثل أكثر من 1900 صفقة
صورة الملف

صورة الملف

تاريخ النشر

يشهد سوق العقارات في دبي ارتفاعاً غير مسبوق في مبيعات العقارات على الخريطة، حيث برزت منطقة الخليج التجاري كمنطقة ذات أداء عالٍ مدفوعة بموجة جديدة من ثقة المستثمرين والتطورات الفاخرة ومفاهيم المعيشة التي تركز على نمط الحياة.

وفي الربع الثاني من عام 2025، سجلت منطقة الخليج التجاري وحدها أكثر من 4.5 مليار درهم في معاملات البيع على الخريطة، وهو ما يمثل أكثر من 1900 صفقة، مما عزز سمعتها كواحدة من أكثر مراكز الاستثمار المرغوبة في المدينة.

يواصل سوق العقارات في دبي عمومًا نموه المتسارع. ففي مايو 2025 وحده، سجلت الإمارة مبيعات عقارية إجمالية بقيمة 66.8 مليار درهم، موزعة على 18,700 صفقة، ما يمثل زيادة في القيمة بنسبة 44% وحجم معاملات بنسبة 6% مقارنةً بالشهر نفسه من عام 2024، وفقًا لبيانات دائرة الأراضي والأملاك في دبي. وساهمت منطقة الخليج التجاري بنسبة 5% من إجمالي قيمة المبيعات، على الرغم من أنها لا تمثل سوى 3% من حجم المعاملات، مما يؤكد على جودة العقارات في المنطقة.

يقع الخليج التجاري في موقع استراتيجي بين وسط مدينة دبي وقناة دبي المائية، ويوفر سهولة وصول وترابط لا مثيل لها، بفضل قربه من شارع الشيخ زايد، ومترو دبي، ومركز دبي المالي العالمي، وأهم مراكز الترفيه والأعمال. وقد جعله موقعه المركزي، وإطلالته على أفق دبي، ومشاريعه متعددة الاستخدامات المزدهرة، وجهةً جذابةً للمشترين المحليين والمستثمرين العالميين على حد سواء.

قال ف. سيفابراساد، رئيس مجلس إدارة شركة كوندور للتطوير العقاري، إن ما يلفت الانتباه بشكل خاص هو تزايد الإقبال على العقارات قيد الإنشاء، لا سيما في الأحياء الرئيسية مثل الخليج التجاري، ووسط المدينة، وقرية جميرا الدائرية، ودبي مارينا. وأضاف: "هناك عوامل مترابطة تدفع هذا التوجه: أسعار جذابة مقارنة بالعقارات الجاهزة، وخطط سداد ممتدة بعد التسليم، وعروض سكنية مميزة، وتوقعات متفائلة لاقتصاد دبي على المدى الطويل".

وفقًا لتقرير "لمحة سريعة عن سوق العقارات السكنية في دبي" الصادر عن شركة "سي بي آر إي"، ارتفعت مبيعات الوحدات السكنية على المخطط في دبي بأكثر من 46% على أساس سنوي خلال الأشهر الخمسة الأولى من عام 2025، مما يعكس تفضيل المشترين للمشاريع الأحدث والأكثر تطورًا في التصميم. ويعزى هذا الارتفاع أيضًا إلى تزايد شعبية المساكن ذات العلامات التجارية، وهي شريحة متخصصة تجمع بين معايير الضيافة العالمية والاستثمار العقاري. لا تقتصر هذه المشاريع على توفير وسائل راحة وخدمات متميزة فحسب، بل تحقق أيضًا قيم إعادة بيع وعوائد إيجار أعلى.

أصبح الخليج التجاري مركزًا لهذا التوجه. ومن أبرز العروض الجديدة المرتقبة مشروع سكني فاخر يحمل علامة QUBE للتطوير العقاري، بالتعاون مع The Lux Collective، وهي مجموعة ضيافة عالمية تشتهر بعلامتها التجارية الرائدة LUX. ويُعد هذا المشروع مزيجًا مثاليًا من الفخامة الحضرية والخصوصية وخدمات الفنادق من فئة الخمس نجوم، ومن المتوقع أن يُعيد تعريف مفهوم الحياة العصرية في قلب المدينة.

وقال جاياكريشنان بهسكار، الرئيس التنفيذي لشركة أوزون للتسويق، وهي شركة استشارات عقارية، إن اقتصاد دبي المرن، والرغبة القوية للمستثمرين، والقيادة الحكيمة، تواصل دفع مفاهيم العقارات التطلعية التي تلبي الأذواق المتطورة للمشترين المعاصرين.

قال إن قدرة الخليج التجاري على استقطاب كلٍّ من الباحثين عن نمو رأس المال ومستثمري دخل الإيجار مرتبطة ببنيته التحتية المتطورة وإطلاق مشاريع فاخرة باستمرار. ومع تجاوز متوسط العائدات السنوية 7% في بعض المشاريع، تُصنّف المنطقة باستمرار بين أفضل وجهات الاستثمار أداءً في دبي.

يشير أحدث تقرير من نايت فرانك لسوق العقارات في الإمارات العربية المتحدة إلى أن منطقة الخليج التجاري شهدت زيادة سنوية بنسبة 22% في أسعار العقارات على المخطط في الربع الثاني من عام 2025، مقارنةً بارتفاع بنسبة 15% في دبي. ويُرجع التقرير هذا النمو إلى إطلاق مشاريع عقارية تحمل علامات تجارية مرموقة، وتطوير مشاريع الواجهة البحرية، وتدفق مستمر من أصحاب الثروات العالمية الكبيرة، مستفيدين من إعفاء دبي من الضرائب وإصلاحات تأشيراتها التي تُسهّل على المستثمرين.

وفقاً لخبراء العقارات، شكّل برنامج التأشيرة الذهبية، الذي يمنح إقامة طويلة الأمد للمستثمرين ورواد الأعمال والمهنيين المهرة، عاملاً رئيسياً في تعزيز الطلب على قطاع العقارات على الخارطة. ويعمل العديد من المطورين حالياً على مواءمة مشاريعهم مع معايير الأهلية، مما يوفر للمشترين مساراً مبسطاً للحصول على إقامة طويلة الأمد إلى جانب استثماراتهم.

بينما تستمر المخاوف بشأن التضخم العالمي وأسعار الفائدة والرياح الجيوسياسية المعاكسة في الأسواق العالمية، تبدو دبي أكثر تحصينًا بفضل سياساتها المالية القوية، واستقرار عملتها، وتدفق السياحة والاستثمار الأجنبي المباشر المستمر. ويظل سوق العقارات حجر الزاوية في هذه المرونة الاقتصادية، حيث تُشكل المبيعات على الخارطة محرك النمو المستقبلي.

مع بداية النصف الثاني من عام ٢٠٢٥، يتوقع خبراء القطاع استمرار طفرة البيع على الخارطة، لا سيما في المناطق ذات الطلب المرتفع مثل الخليج التجاري، وميناء خور دبي، ومدينة محمد بن راشد. ويكثف المطورون عمليات إطلاق المشاريع لتلبية الطلب، بينما يُظهر المشترون استعدادًا أكبر للالتزام في بداية دورة التطوير، مدفوعين بشروط مرنة ووعد بحياة فاخرة.

موصى به

No stories found.
Khaleej Times - Arabic Edition
www.khaleejtimes.com