
حسب البيانات، من المتوقع أن ترتفع أسعار العقارات في دبي الجنوب بنسبة 15-20 في المائة أخرى في الأمد القريب، حيث تُغذي توسعة مطار آل مكتوم الدولي في دبي الجنوب بقيمة 128 مليار درهم (35 مليار دولار) طفرة عقارية كبيرة في المنطقة.
وبحسب بيانات شركة "بيتر هومز"، فإن معاملات العقارات في المنطقة تجاوزت 15 مليار درهم في الأشهر الخمسة الأولى من عام 2025.
يتزايد اهتمام المستثمرين بمنطقة دبي الجنوب، مدفوعاً بالأسعار التنافسية، وعائدات الإيجار القوية، والتطوير المستمر للبنية التحتية.
وارتفعت أسعار الإيجارات بنسبة 20% منذ بداية العام، مع زيادة حادة في مبيعات العقارات الجاهزة والجارية على الخارطة. كما سجلت شركة "بيتر هومز" نمواً شهرياً تجاوز 20% في استفسارات المشترين والمستأجرين، في حين يتجه رأس المال المؤسسي نحو السوق، وأبرزها شراكة استثمارية بقيمة مليار دولار بين شركة إدارة أصول كبرى مقرها أبوظبي وشركة "بروكفيلد".
من المتوقع أن يوفر مشروع توسعة مبنى المسافرين الجديد في دبي الجنوب، والذي تبلغ تكلفته 35 مليار دولار أمريكي، فرص عمل وإسكان لأكثر من مليون شخص، مع تأثيرات واسعة النطاق في قطاعات متعددة. ومع ازدياد فرص العمل، من المتوقع أن يتبع ذلك نمو سكاني، مما يؤدي إلى زيادة الطلب على السكن ودعم التنمية الاقتصادية على نطاق أوسع.
وتشهد المناطق المحيطة ارتفاعاً في المعاملات وأسعار العقارات ومعدلات الإيجار والعوائد. ومن المتوقع أن يساهم قطاع الطيران وحده بأكثر من 30% في الناتج المحلي الإجمالي لدبي بحلول عام 2030. وفي عام 2023، دعمت مطارات دبي ومجموعة الإمارات ما يقرب من 329,000 وظيفة مباشرة وغير مباشرة. وقد بدأت الحكومة في منح عقود رئيسية، بما في ذلك عقد حديث بقيمة مليار درهم إماراتي للمدرج الثاني للمطار، مما يدل على التزام قوي وتقدم مطّرد في المشروع.
مع ارتفاع الطلب وخط التطوير الطويل الأجل قيد التنفيذ، تبرز منطقة دبي الجنوب كواحدة من أكثر ممرات النمو العقاري الواعدة في دولة الإمارات العربية المتحدة.
وقال "لويس هاردينغ"، الرئيس التنفيذي لشركة "بيترهومز": "لا يُعدّ تطوير مطار آل مكتوم إنجازاً بارزاً في قطاع الطيران فحسب، بل يُمثّل حافزاً للمرحلة التالية من نموّ قطاع العقارات في دبي. نشهد تداعيات هذا التطور في دبي الجنوب. هذه هي المرحلة الأولى من دورة نموّ طويلة الأمد، وتتمتّع "بيترهومز" بمكانةٍ فعّالة تُمكّنها من توجيه كلّ من المستثمرين والمستخدمين النهائيين خلال هذه الفترة".
ستعزز تحسينات البنية التحتية، بما في ذلك الخط الأزرق لمترو دبي وقطار الاتحاد، الطلب بشكل أكبر، كما أن ترسية عقد بقيمة مليار درهم إماراتي للمدرج الثاني للمطار تُشير إلى استمرار الزخم. ولا يزال متوسط الأسعار في المناطق المحيطة أقل بنسبة تصل إلى 60% من متوسط الأسعار في المناطق الرئيسية مثل وسط مدينة دبي، مما يوفر قيمة جذابة.
"لقد شهدنا نمط نمو مماثل عقب افتتاح المبنى رقم 3 في مطار دبي الدولي عام 2005، حيث شهدت المناطق المحيطة، مثل مرسى دبي والبرشاء، ارتفاعاً ملحوظاً في أسعارها. وبين الافتتاح وأوائل عام 2008، تضاعف متوسط أسعار البيع تقريباً."
لا تزال التوقعات لدبي الجنوب إيجابية. يبلغ متوسط سعر البيع حالياً في مدينة دبي الصناعية 750 درهماً إماراتياً للقدم المربع، بينما يبلغ 850 درهماً إماراتياً للقدم المربع في مجمع دبي للاستثمار. هذه الأرقام أقل بنحو 60% من أسعار المناطق الرئيسية مثل "داون تاون" دبي والخليج التجاري، حيث تتراوح الأسعار عادةً بين 2000 و2500 درهم إماراتي للقدم المربع. ويشير المحللون إلى أن العديد من المناطق المحيطة تشهد اتجاهات مماثلة.
هذه الفجوة الكبيرة في الأسعار تجعل دبي الجنوب فرصةً جذابةً للمستثمرين والمستخدمين النهائيين على حدٍ سواء، وفقاً للمحللين. كما تعزز جاذبية المنطقة مشاريع البنية التحتية القادمة، بما في ذلك الخط الأزرق لمترو دبي، الذي سيتصل بمطار آل مكتوم، وشبكة الاتحاد للقطارات، التي تُدرج المطار كمحطة توقف محددة. وصرح أحد المحللين قائلاً: "من المتوقع أن تُحسّن هذه المشاريع الربط الإقليمي بشكل كبير، مما يؤدي إلى زيادة الطلب ودعم نمو رأس المال".