
أكدت قائمة "هورون" العالمية للأثرياء لعام 2025 قبضة وادي السيليكون على الثروة العالمية، حيث احتل أقطاب التكنولوجيا الأميركيون تسعة مراكز في المراكز العشرة الأولى.
وعلى الرغم من ذلك، سلط التقرير الضوء أيضاً على النفوذ المتزايد لقادة الأعمال في دول مجلس التعاون الخليجي، الذين ارتفعت ثرواتهم وسط التنوع الاقتصادي الإقليمي، والاستثمارات الاستراتيجية في قطاعات تتراوح من البناء إلى الذكاء الاصطناعي.
واحتفظ "إيلون ماسك"، الرئيس التنفيذي لشركة تيسلا، بلقب أغنى رجل في العالم، حيث ارتفعت ثروته الصافية بنسبة 82% لتصل إلى 420 مليار دولار، مدفوعةً بهيمنة تيسلا على السوق والرياح السياسية المواتية في عهد إدارة ترامب. وتبعه جيف بيزوس، مؤسس أمازون (266 مليار دولار)، ومارك زوكربيرج، مؤسس ميتا (242 مليار دولار)، بينما ظلّ برنار أرنو، عملاق السلع الفاخرة الفرنسي (LVMH)، الشخص الوحيد غير الأمريكي ضمن قائمة العشرة الأوائل، محتلاً المركز السابع بثروة بلغت 157 مليار دولار.
وأكمل "لاري إليسون"، مؤسس شركة أوراكل (203 مليارات دولار)، و"وارن بافيت"، مؤسس شركة "بيركشاير هاثاواي" (167 مليار دولار)، قائمة الخمسة الأوائل، مما يؤكد استمرار هيمنة قطاعي التكنولوجيا والاستثمار. وأكمل مؤسسا شركة ألفابت، "لاري بيج" (164 مليار دولار)، و"سيرجي برين" (148 مليار دولار)، إلى جانب "ستيف بالمر"، مؤسسي مايكروسوفت المخضرمين (156 مليار دولار)، و"بيل جيتس" (143 مليار دولار)، قائمة النخبة.
وفي حين كان وادي السيليكون المهيمن، نجح مليارديرات الخليج في تحقيق مناصب مرموقة، مدفوعين برؤى وطنية طموحة وتوسع عبر القطاعات:
وشهد خلف الحبتور (الإمارات العربية المتحدة)، قطب قطاع البناء والضيافة، ارتفاع ثروته إلى 28 مليار دولار (المرتبة 78 عالمياً) بفضل ازدهار السياحة في دبي والذي عزز إمبراطوريته. كما ارتفعت ثروته الصافية إلى 19 مليار دولار بفضل مشاريع محمد العبار (الإمارات العربية المتحدة)، مؤسس شركة إعمار العقارية، في مجال التجارة الإلكترونية (نون) والخدمات اللوجستية (142). وارتفعت ثروته إلى 21 مليار دولار بفضل استثمارات الأمير الوليد بن طلال (المملكة العربية السعودية) في ليفت وسيتي جروب ومشروع نيوم المستقبلي في الرياض (115). وارتفعت ثروته إلى 15 مليار دولار بفضل صفقات البنية التحتية التي أبرمتها قطر بعد كأس العالم.
وتعكس هذه المكاسب سعي دول مجلس التعاون الخليجي إلى تقليل الاعتماد على النفط، مع ارتباط الثروة بشكل متزايد بشركات التكنولوجيا الناشئة، ومشاريع الطاقة المتجددة، والمشاريع الضخمة مثل مشروع نيوم في المملكة العربية السعودية الذي تبلغ تكلفته 500 مليار دولار.
برز الهندي "غوتام أداني" كأكبر غانم للثروة في البلاد، حيث أضاف 12 مليار دولار ليصل إلى 122 مليار دولار (المرتبة 18 عالمياً)، مدعوماً بتوجهه نحو الطاقة الخضراء. في الوقت نفسه، احتفظ "موكيش أمباني" بلقب أغنى شخص في آسيا (98 مليار دولار، المرتبة 24) على الرغم من تراجع سهم ريلاينس إندستريز، حيث دعم المستثمرون بحذر تحوله نحو الطاقة الرقمية والمتجددة.
وفي قائمة عام 2025هناك 3442 مليارديراً (بزيادة قدرها 5٪ عن عام 2025)، وارتفع إجمالي ثرواتهم بنسبة 13٪ ليصل إلى 15.8 تريليون دولار. وبينما شكلت الولايات المتحدة والصين 55٪ من المشاركين، زاد تمثيل دول مجلس التعاون الخليجي بنسبة 8٪، مما يشير إلى تنامي نفوذ المنطقة.
قال كبير المحللين في تقرير "هورون": "إن الاستثمارات الاستراتيجية لدول الخليج في الذكاء الاصطناعي والسياحة والاستدامة تُعيد صياغة روايتها الاقتصادية. نشهد جيلاً جديداً من كبار رجال الأعمال الذين يُرجّح أن يستثمروا في شركات وادي السيليكون الناشئة بقدر ما يُرجّح أن يستثمروا في المدن الذكية الصحراوية".
مع استمرار تحول القوة الجيوسياسية والاقتصادية، تسلط قائمة "هورون" لعام 2025 الضوء على عالم تستمر فيه سلالة وادي السيليكون التكنولوجية، لكن رواد الرؤية الخليجية والصناعيين الآسيويين يعيدون كتابة قواعد خلق الثروة بشكل مطردٍ.