
لنعد إلى عام 2022.
أصدرت دولة الإمارات العربية المتحدة أول قانون اتحادي لضريبة الشركات على الإطلاق. كان موجزاً في 60 صفحة. نعم، 60 صفحة فقط. بسيط، أنيق، وسهل القراءة (خاصةً وفقاً للمعايير الضريبية). كان أشبه بقوانين الضرائب، قوي، ومختصر، وسلس.
بالانتقال بسرعة إلى عام 2025.
يضم القانون الآن أكثر من 3000 صفحة من اللوائح والقرارات والتوضيحات والأدلة. وقد تطور من جرعة "إسبريسو" إلى "فرابوتشينو" بعشر طبقات مع رغوة حليب الشوفان ورذاذ الكراميل.
ولكن هنا تكمن المفاجأة: فرغم النمو، يظل النظام الضريبي في دولة الإمارات العربية المتحدة واحداً من أكثر الأنظمة الضريبية وضوحاً واستراتيجية على مستوى العالم.
في حين تتجادل البلدان حول ما إذا كان يمكن تسمية البسكويت كعكةً أم "كوكيز" (نعم، هذا نزاع حقيقي حول ضريبة القيمة المضافة في المملكة المتحدة)، ففي الإمارات العربية المتحدة، البسكويت أم الكعكة،ـ كلها حلويات، ولهما نفس المعاملة الضريبية.
لعبة الضرائب العالمية: التعقيد مقابل الوضوح
في جميع أنحاء العالم، تُعاني الأنظمة الضريبية من تعقيدات، مثل نظام (BEPS 2.0)، والركيزة الثانية، واختبارات المواد، وقواعد "سي أف سي" (CFC)، والضرائب الوهمية على الهياكل الضريبية. يُجبر مستشارو الضرائب على ممارسة لعبة الشطرنج رباعية الأبعاد بقواعد متغيرة باستمرار. ولكن ماذا عن الإمارات العربية المتحدة؟ قررت الإمارات العربية المتحدة ممارسة كرة الطائرة الشاطئية بدلاً من كل ذلك.
قواعد بسيطة، أساس قوي، وهياكل واضحة وضوح الشمس.
منطقة جذب للملياردير: منعشة مثل مشروب جوز الهند
من مؤسسي وادي السيليكون إلى مديري صناديق التحوط في "مايفير"، ينقل الأثرياء أعمالهم (وأنفسهم) إلى الإمارات العربية المتحدة. لماذا؟ لأنها ليست معفاة من الضرائب فحسب، بل هي منعشة ضريبياً كمشروب جوز الهند، مع ميزة الملكية الكاملة، والإعفاء الضريبي على أرباح رأس المال، والمؤسسات المتينة، وتجنب كوابيس ضرائب التركات.
لستَ بحاجةٍ لإنشاء ثلاث طبقاتٍ من الشركات القابضة في "لوكسمبورغ" فقط لتحظى بنوم هانئ. في الإمارات العربية المتحدة، يكفي تأسيسٌ راسخٌ وشركةٌ قابضةٌ ونصائح هيكليةٌ فعّالةٌ لحمايةِ الإرثِ وراحةِ البال.
التطور، ولكن في الاتجاه الصحيح
نعم، قانون الضرائب في الإمارات العربية المتحدة يتوسع. نعم، 3000 صفحة ليست مزحة.
ولكن كل صفحة مصممة للتوضيح لا للتعقيد. للتمكين لا للتشابك. إنه نظام ضريبي ينضج، ويدعم الاقتصاد الشركات الناشئة، ويمكّن المكاتب العائلية، ويجذب رأس المال العالمي بأذرع مفتوحة وقوانين واضحة. في عالمٍ أصبحت فيه القواعد الضريبية متاهات، تقدم الإمارات العربية المتحدة مساراً مباشراً ومنعشاً، خالياً من "فخاخ الضرائب".
الخاتمة
إذا كانت لعبة الضرائب العالمية تشوبها الحيرة، فإن الإمارات العربية المتحدة تقدم قائمة طعام مركزة حسب الطلب. فأنت تعرف ما تطلبه، وتعرف ما ستدفعه. ولا يزال بإمكانك الاستمتاع بمنظر برج خليفة وأنت ترتشف مشروب جوز الهند.
الكاتب شريك في "ميكس" (MICS)