من المتوقع أن يصل إجمالي سوق الطيران في دولة الإمارات العربية المتحدة إلى 5.4 مليار دولار بحلول عام 2028، أي بمعدل نمو سنوي مركب قدره 6.9 في المائة من 4.2 مليار دولار في عام 2024، مما يعكس زيادة بنسبة 32 في المائة عن عام 2019، حسبما أظهرت الأبحاث يوم الأربعاء.
وكشفت شركة "اقتصاديات السياحة"، التابعة لـ"أكسفورد إيكونوميكس"، عن بيانات من "تقرير اتجاهات سوق السفر العربي: الترفيه والرفاهية وسياحة الاجتماعات والحوافز والمؤتمرات والمعارض - الاتجاهات الرائدة في الشرق الأوسط". واستكشف التقرير العوامل الرئيسية التي ترسم ملامح قطاع السفر في الشرق الأوسط والخليج العربي، مُقدماً تحليلاً مُعمّقاً لاتجاهات السفر الناشئة، وتفضيلات السفر المُتغيرة، والآثار الاقتصادية في المنطقة.
وفقاً لشركة "فيديك" (VIDEC)، المتخصصة في أبحاث واستشارات اندماج واستحواذات السفر، تُقدر القيمة الإجمالية لتذاكر الطيران المحجوزة عبر الإنترنت من خلال وكالات السفر الإلكترونية في الإمارات بنحو 679 مليون دولار أمريكي في عام 2024، بزيادة قدرها 20% عن العام السابق. في الوقت نفسه، شكلت القيمة الإجمالية للحجوزات عبر مواقع أو تطبيقات شركات الطيران 56% من إجمالي قيمة حجوزات الطيران عبر الإنترنت في عام 2024، وخُمس إجمالي قيمة حجوزات السفر عبر الإنترنت في الإمارات، ما يمثل سوقاً بقيمة 851 مليون دولار أمريكي.
وشاركت "فيديك" نتائج دراستها "تحديد حجم سوق السفر ومعايير وكالات السفر عبر الإنترنت"، والتي تحدد الفرص المتاحة لوكالات السفر عبر الإنترنت في الأسواق الرئيسية.
ووفقاً لـ"فيديك"، يُعزى هذا النمو إلى واجهات الحجز المتينة لشركات الطيران وبرامج الولاء الجذابة. تُولي شركات الطيران الكبرى، مثل طيران الإمارات والاتحاد، أولوية متزايدة لقنوات الحجز المباشر عبر الإنترنت، مُعززةً بذلك تفاعل عملائها من خلال تجارب سفر مُخصصة، بينما عززت "فلاي دبي" تجربة عملائها من خلال دمجها مع برنامج "سكاي واردز" من طيران الإمارات.
يشير التقرير إلى أن دولة الإمارات العربية المتحدة تُمثل بيئةً ديناميكيةً لوكالات السفر عبر الإنترنت، نظراً لتنوع خيارات شركات الطيران ووجود عدد كبير من المغتربين. وتشير شركة "فيديك" إلى أنه رغم التحديات التي يُمثلها هذا الأمر من حيث الحفاظ على قاعدة عملاء مخلصين، إلا أنه ساهم في خلق واحدة من أكثر أسواق وكالات السفر عبر الإنترنت تنافسيةً وربحيةً في العالم.
ومع التزايد المطرد في الاعتماد على التقنيات الرقمية، أصبحت القنوات الإلكترونية الوسيلة المفضلة لحجوزات السفر في دولة الإمارات العربية المتحدة. ووفقاً لـ"فيديك"، فقد برزت وكالات السفر الإلكترونية كعوامل تمكين رئيسية، مستفيدةً من التكنولوجيا المتقدمة والميزات التي تركز على المستهلك وحلول التكنولوجيا المالية لتقديم تجارب سفر سلسة.
في التقرير، قال "ديف جودجر"، المدير العام لمنطقة أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا في شركة "توريزم إيكونوميكس" (إحدى الشركات التابعة لـ"أكسفورد إيكونوميكس"): "سيسجل السفر العالمي مستويات قياسية جديدة هذا العام، مستعيداً بذلك اتجاهه الذي كان سائداً قبل الجائحة، مع انتعاش الطلب الدولي والمحلي في جميع مناطق العالم. نشهد الآن إقبالاً متزايداً على السفر على حساب جوانب الإنفاق الأخرى، حيث تُعدّ منطقة الشرق الأوسط وجهة سياحية شهيرة. في دول مجلس التعاون الخليجي، يتجاوز النمو المتوسط العالمي، ويعتمد قطاع السفر في المنطقة بشكل كبير على الطلب الدولي، حيث يأتي أكثر من 85% من النمو المتوقع في الطلب على الإقامة في الشرق الأوسط من السفر الدولي".
قال "فيريندرا جاين"، المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة "فيديك للمستشارين" (VIDEC Consultants): "تتميز الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية والهند بأغلبية سكانية شابة ومتصلة رقمياً، تتمتع بقوة شرائية تُسهم في النمو السريع لقطاع السفر عبر الإنترنت. تُعتبر الإمارات العربية المتحدة بمثابة قرية عالمية بامتياز، وبفضل طبيعتها العالمية وشهرتها كمركز تسوق عالمي، تُصبح وجهة مفضلة للسعوديين والهنود على حد سواء. تتمتع الأسواق الثلاثة بتقارب ثقافي وديني، وشبكة جوية ممتازة. وتُعد الجوانب الدينية، والرفاهية، ورحلات الطيران المرئي، والعافية من أهم العوامل التي ستُسهم في استمرار النمو المرتفع لهذا الممر السياحي".
ويختتم معرض سوق السفر العربي 2025 غداً في مركز دبي التجاري العالمي. وقد استقبل هذا الحدث هذا الأسبوع أكثر من 55,000 زائر من 166 دولة، وشارك فيه أكثر من 2,800 عارض. ركزت الدورة الثانية والثلاثون من المعرض على موضوع "السفر العالمي: تطوير سياحة الغد من خلال تعزيز التواصل"، بهدف استكشاف كيف سيُشكل التواصل عبر الحدود والقطاعات والمجتمعات مستقبلَ السياحة.