زيادة اعتماد البيتكوين والعملات المستقرة في تحويلات الإمارات
يختار المزيد من الأشخاص في الإمارات العربية المتحدة إرسال الأموال إلى بلدانهم باستخدام البيتكوين والعملات المستقرة. ورغم أن نسب استخدامها لا تزال قليلة مقارنة بالطرق التقليدية، إلا أنه من المتوقع أن تشهد زيادة في السنوات المقبلة.
وقال "إيان ديلون"، المؤسس المشارك لشركة "ناو موني" (NOW Money) في عام 2017، وهي شركة ساعدت العمال الوافدين من ذوي الدخل المنخفض على تحويل الأموال إلى أوطانهم: "بدأ المزيد من المستهلكين في اعتماد عملة البيتكوين والعملات المستقرة ببطء لتحويل الأموال". وأضاف: "إن معدل ذلك هو 2% فقط، لكنه لا يزال أعلى من المعدل قبل بضع سنوات عندما كان 0.5% فقط. وفي السنوات الخمس المقبلة أو نحو ذلك، سيرتفع إلى 10%".
وكان إيان يتحدث إلى صحيفة خليج تايمز على هامش مؤتمر بيتكوين مينا الذي انطلق في أبوظبي يوم الاثنين. سيشهد الحدث، الذي يجمع مجتمع بيتكوين العالمي، مناقشات حول الفرص والتحديات والابتكارات التي يواجهها هذا المجال في المنطقة على مدار يومين.
"أوضح "خورام شروف"، أحد أوائل مستخدمي عملة البيتكوين وأحد رواد الفكر في مجتمع العملات الرقمية، والمعروف بلقب "الحوت العربي"، سبب اكتساب التحويلات عبر عملة البيتكوين والعملات المستقرة شعبية كبيرة. وقال: "إذا خرج شخص ما من جهة تبادل/صرف أموال ومعه نقود، يصبح هدفاً. لذا فإن تحويل الأموال رقمياً أكثر أماناً للشخص الذي يتلقاها وللشخص الذي يرسلها، من منظور أمني. ولذلك، هناك الكثير من تحويلات الأموال التي تتم بعملة USDT (Tether)."
العملات المستقرة هي عملات رقمية ترتبط قيمتها بعملة أخرى أو سلعة أو أداة مالية. واستقرارها يجعلها خياراً شائعاً للمؤسسات والأفراد لتحويل الأموال عبر الحدود. (USDT أو Tether)، هي عملة مستقرة مرتبطة بالدولار الأمريكي.
خلال إحدى الجلسات النقاشية، استعرض "مايكل بيترسون"، مؤسس "بيتكوين بيتش" (Bitcoin Beach)، مثال السلفادور حيث أثرت التحويلات بالعملة الرقمية على المؤسسات المالية. وقال: "في السلفادور، ما رأيناه هو أن هذا دفع شركات مثل ويسترن يونيون وموني جرام إلى خفض رسومها بنسبة تصل إلى 50 في المائة، لأنهما يدركان أنه على المدى البعيد، لن يكون بمقدورهما المنافسة مع البيتكوين. وعلى المدى القريب، يبدو أن استخدام البيتكوين للتحويلات المالية يواجه صعوبة. ولكن على المدى البعيد، لا أعتقد أن أي جهة ستكون قادرة على المنافسة."
وبحسب إيان، فإن أحد أكبر التحديات التي تمنع اعتماد العملات المستقرة والبيتكوين للتحويلات المالية هو "عامل الثقة"، ويعتقد أن الأمر قد يستغرق وقتاً طويلاً حتى يتقبل الناس الفكرة.
وأوضح قائلاً: "يرى العمال الوافدون في الإمارات أنه عندما يرسلون الأموال عبر البنك، يمكنهم بسهولة التوجه إلى المؤسسة أو التواصل مع شخص ما إذا حدثت مشكلة. ولكن في حالة التحويلات الرقمية، ما يثير القلق هو كيفية استرجاع هذه الأموال إذا حدث خطأ. هذه المخاوف تمثل أحد العوامل الرئيسية التي تعيق تبني العملات الرقمية."
في عام 2021، أصبحت السلفادور أول دولة في العالم تستخدم البيتكوين كعملة قانونية. وعلى الرغم من ذلك، قال مايكل إن 26% من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد يأتي من التحويلات المالية. "نحن نبالغ في تقدير قدرة الناس على تغيير عاداتهم الشخصية، خصوصاً عندما يتعلق الأمر بكيفية إدارة أموالهم. لذا، حتى وإن كانت العملية أسهل والرسوم أقل، في كثير من الأحيان، سيستمر الناس في استخدام ما يعرفونه".