

لطالما وجدت الاستثمار في العملات المشفرة تجربة مرهقة ومربكة للغاية، بل إن الأمر يتخطى الإزعاج ليصل إلى درجة من الخوف والتردد. لا شيء بسيط في هذا المجال، ورغم مرور سنوات على تجربتي، لم ينته شعور التيه وعدم اليقين. استغرقني الأمر وقتًا طويلًا قبل أن أغامر بالانتقال من منصة التداول المركزية إلى اللامركزية، وما زال كل تفاعل مع العالم الرقمي يُشعرني بأنني خارج نطاق راحتي.
لا مجال للتهاون هنا، حتى لو كان الأمر مجرد "قيلولة" قصيرة! أتذكر بوضوح عندما قررت شراء عملة ميم باسم "ترامب"، رغم أنني عادةً أتجنب هذا النوع من الاستثمارات بسبب التقلبات الكبيرة. بدا الوضع مثاليًا في البداية، وعندما ارتفعت قيمة العملة، حاولت البيع عبر شبكة سولانا، لكن الصفقة لم تكتمل. ذهبت للنوم آملاً أن أحل المشكلة في الصباح، لكني استيقظت لأجد نفسي خسرت 8000 دولار في لحظة نوم واحدة.
أحد المستثمرين الذين أسترشد بهم هو مايك ديلارد، خبير التسويق في أوستن، والذي يدير مجتمعًا إلكترونيًا للعملات المشفرة والتمويل. عندما سألته عن شعوره حيال التعقيدات اليومية، بدا غير مبالٍ تمامًا، ورد قائلًا: "الأمر بسيط ولا ينبغي أن يشكل مشكلة". بينما كنت أشعر بالحرج أمام الكاميرا، لأنني لم أستوعب الأمر بنفس السهولة. هو يستخدم مدير كلمات مرور وبرامج لمتابعة محفظته، وأنا أجد هذا الجزء سهلًا أيضًا، لكن كل ما بعده هو ما يربكني.
لا أستطيع إنكار أن استخدام المنصات اللامركزية يضعك ضمن نخبة المستخدمين، لكنني أظن أنني لست منهم. قبل فترة، حاولت نقل عملات رقمية بين محفظتين، لكن العملية فشلت. اضطررت للتواصل مع ثلاثة ممثلين للدعم الفني، واكتشفت لاحقًا أنني بحاجة لإرسال مبلغ بسيط أولًا حتى تتعرّف المنصة على المحفظة الجديدة. استغرقت هذه العملية أسبوعًا كاملًا، وخلالها قرأت تعليقًا في إحدى المجموعات: "لا أعرف كيف يمكنك النوم ليلًا وتترك عملاتك على منصة تداول"، فلم أستطع إلا أن أقول لنفسي: "ليس لدي خيار!"
تزداد الأمور تعقيدًا مع كل طبقة من الحماية، رغم أنني أدرك أهميتها. كل خطوة تتحول إلى تحدٍ جديد: بيانات "اعرف عميلك" منتهية، الحساب البنكي غير مفعل، أو صورة بطاقة الهوية غير واضحة. كل مرة أرسل فيها عملات، أفكر: "هل ضاعت مني؟"
منذ يناير وأنا أحاول حل مشكلة شحن حسابي في منصة إماراتية، واكتشفت أخيرًا أنني سجلت الحساب في جزر الباهاما. ربما المشكلة مني، لكنني أتمنى لو كانت الأمور أكثر بساطة ووضوحًا.
التعامل مع التحديات:
في كل مرة أواجه فيها مشكلة كهذه، أشعر بالرغبة في الغضب، وأحيانًا لا أمنع نفسي. لكنني في النهاية أتنفس بعمق وأعيد ترتيب أفكاري، وأعود بقبعة النضج لأحل المشكلة خطوة بخطوة. رغم التذمر، فإن كل تحدٍّ يزيدني قوة وذكاءً.
هذه هي الميزة غير المتوقعة للعملات المشفرة: الذكاء الذي تكتسبه من خوض تجربة تعلم مجال مختلف تمامًا، والإحساس العميق بالمسؤولية الشخصية في كل خطوة. حتى عندما أكره المجال، وحتى عندما أقول لن أعود إليه مرة أخرى، فإنني لا أستطيع إلا أن أعود من جديد.