رام بوكساني: رحلة من 5 روبيات إلى مليار درهم
توفي الدكتور رام بوكساني، رئيس مجموعة "آي تي إل كوزموس" (ITL Cosmos)، في دبي يوم الأحد عن عمر يناهز 83 عاماً.
وصل إلى شواطئ الإمارات العربية المتحدة على متن سفينة في سن 18 عاماً في نوفمبر 1959، ولم يكن لديه سوى خمس روبيات في جيبه، لكنه شرع في تأسيس إمبراطوريته بنجاح لتصبح شركة بقيمة مليار درهم من خلال التفاني والعمل الجاد.
لم يكن الدكتور بوكساني مجرد رجل أعمال ناجح أسس إمبراطوريته التجارية من الصفر، بل كان أيضاً يعرف بأنه محب للخير وقائد للمجتمع حيث كرّس وقته وجهوده وأمواله للأعمال الخيرية في جميع أنحاء الإمارات وخارجها.
وكان من بين أوائل رجال الأعمال القلائل في الإمارات الذين حصلوا على الإقامة الذهبية في عام 2019.
وكان أيضاً عضواً في نادي الهند، ورئيس المدرسة الثانوية الهندية، ومؤسس المجلس التجاري والمهني الهندي.
بدأ الدكتور بوكساني مسيرته المهنية من منصب متوسط في مجموعة "آي تي إل كوزموس"، ثم تطور في الشركة وأصبح رئيساً للمجموعة. وبعد توليه زمام الأمور في المجموعة، عمل على توسيعها بشكل كبير في قطاعات مختلفة مثل الضيافة وتكنولوجيا المعلومات والأغذية والمشروبات وغيرها من الإمارات.
قال لصحيفة خليج تايمز في مقابلة سابقة: "كنت شاباً لديه أحلام كبيرة وأنا قادم من الهند إلى هذه الأمة الديناميكية التي رحبت بي ومنحتني كل ما يمكن أن أطلبه. في مكان مثل دبي، إن الفرص وفيرة للجميع، وبالتفاني الصادق والعمل الجاد يمكن للجميع تحقيق النجاح".
ومع رحلة رائعة امتدت لأكثر من ستة عقود، اكتسب الدكتور بوكساني معرفة هائلة عن النمو الذي تشهده دبي.
وقال خلال المقابلة: "لقد كانت هذه السنوات بمثابة رحلة مليئة بالتقلبات والتحولات التي شهدتها دبي. لقد تطورت المدينة، التي كانت تُعرف سابقاً بالكثبان الرملية إلى مركز تكنولوجي وبوتقة تنصهر فيها الثقافات. لقد كان هذا البلد سخياً معي بشكل لا يصدق."
وباعتباره رجل أعمال ناجح، كان له أيضاً دوراً فعالاً في ربط وتأطير وتعزيز العلاقات التجارية والاقتصادية الثنائية بين دولة الإمارات والهند.
بعض أعماله ومساهماته الخيرية
مساهمة بقيمة 6 ملايين روبية لضحايا زلزال جوجرات في عام 2011
عضو مجلس إدارة مركز النور لتدريب وتأهيل الأشخاص ذوي الإعاقة
رئيس نادي روتاري جميرا (دبي)
الوصي الدائم للمعهد الهندي لعلوم السندولوجي، أديبور
مدير مدرسة تشينمايا الدولية السكنية، كويمباتور
الرئيس المؤسس للمنتدى الاقتصادي للهنود في الخارج (الإمارات العربية المتحدة)
عضو نادي الهند
مؤسس المجلس التجاري والمهني الهندي
مؤسس ورئيس المدرسة الثانوية الهندية
رجل كامل
"سوريش كومار"، الرئيس الفخري لـ IBPC دبي، هو صديق جيد للدكتور بوكساني منذ أربعة عقود. وقال إن بوكساني "كان شخصاً كاملاً".
وقال كومار "كان حنوناً جداً تجاه أفراد أسرته والمجتمع المهني ومجتمع الأعمال. كان قائداً أسس العديد من المؤسسات لصالح المجتمع إلى جانب إدارة أعماله".
ترك الدكتور بوكساني وراءه ثلاث بنات وزوجة. أضاف كومار: "لقد كان رجل عائلة واحتضن عائلة أوسع من الأصدقاء المؤسسيين والمجتمعات الإماراتية والهندية".
وقال "باراس شهدادبوري"، رئيس مجموعة "نيكاي" (Nikai Group): "إن وفاة الدكتور رام بوكساني هي خسارة مفاجئة لا يمكن تعويضها للمجتمع بأكمله والمغتربين."
"لقد وصلت إلى دبي في عام 1987، وكان من حسن حظي أن التقيت به بعد وصولي بفترة وجيزة. وتحدثنا عن إنشاء هيئة تمثيلية لرجال الأعمال والمهنيين الهنود. وهكذا وُلد المنتدى الاقتصادي للهنود في الخارج وأصبح هو رئيسه."
وأضاف شهدادبوري: "بعد بضع سنوات، أصبحت رئيساً من بعده وعملنا بصورة وثيقة لتحقيق النمو الاقتصادي في الهند والإمارات العربية المتحدة. كان لديه أفكار كثيرة وكان إنساناً متعدد المواهب وقائداً ورجل أعمال ماهر. لعب دوراً رئيسياً في العديد من الأعمال الدرامية والمسرحيات. لقد فقدنا صديقاً عظيماً وفخراً للمجتمع".
"كن طائراً - حلق واستكشف"
وفي سيرته الذاتية "السير على الطريق السريع"، كرّم الدكتور بوكساني تراثه، معترفاً بنضال والدته كأرملة في سن السادسة والثلاثين، وحاول إلهام الأجيال الشابة برحلته الرائعة.
بفضل خبرته الواسعة ومهاراته القيادية، كان يهدف إلى تقديم المشورة لرواد الأعمال الطموحين، وخاصة أولئك الذين يسعون إلى اجتياز تعقيدات عالم الأعمال الحديث.
في سيرته الذاتية، قال الدكتور بوكساي: "أؤكد غالباً أنه من الأفضل ألا يكون هدفك أن تكون فيلاً. بل كن طائراً - حلّق واستكشف. في حين أن لدينا تطلعات وأهدافاً، فإن القدر يلعب أيضاً دوراً مهماً ولا يمكننا التحكم في كل شيء. باختصار، لدي اعتقاد راسخ أن المصير مرتبط بالحظ، لكن هذا لا يعني أنه لا ينبغي لنا بذل الجهد".