

كان معرض سوق السفر العربي منذ فترة طويلة حجر الزاوية في منظومة السياحة والضيافة في المنطقة، ولكن نسخة هذا العام أكدت على شيء أكثر عمقاً: فلم يعد الشرق الأوسط مجرد مشارك في فعاليات السفر العالمية، بل أصبح الآن يرسم حدودها.
ومنذ لحظة افتتاح المعرض، شهدنا تحوّلاً ملموساً في كل جوانب المعرض، وهو تحول يعكس تطوراً سريعاً في القطاع، يتجاوز مرحلة التعافي إلى مرحلة إعادة الابتكار. بالنسبة لنا في فنادق "آي اتش جيه" (IHG) في دبي "فستيفال سيتي"، يُعدّ معرض سوق السفر العربي أكثر من مجرد معرض تجاري؛ فهو بمثابة بوصلة سنوية تساعدنا على إعادة تقييم أعمالنا، والابتكار، والتعاون مع أقراننا وشركائنا.
شهدنا هذا العام التخصيص القائم على البيانات، ومتطلبات الاستدامة، وتجارب الضيوف الغامرة، لتصبح الأساس الجديد لعالم السفر، لا مجرد ميزة إضافية. تجاوزت المناقشات معدلات الإشغال لتشمل الضيافة الموجهة نحو تحقيق الأهداف، حيث لم تعد توقعات الضيوف تُقاس بجودة الخدمة فحسب، بل بتأثير خيارات سفرهم.
لطالما احتضنت فنادق "آي اتش جي" في دبي "فستيفال سيتي" مستقبل الضيافة، وقد ألهمنا معرض سوق السفر العربي 2025 لتسريع وتيرة جهودنا. سواءً تعلق الأمر بتعزيز نقاط التواصل الرقمية في جميع فنادقنا أو بترسيخ أهداف الحوكمة البيئية والاجتماعية والمؤسسية في عملياتنا، فإننا نرى فرصاً واعدة في كل تحدٍّ.
والأهم من ذلك، هو أن معرض سوق السفر العربي عزز أيضاً طموح المنطقة في الريادة في مجال السفر التجريبي. ومع بروز دبي كمركز للسياحة الرياضية، واكتشاف فنون الطهي، ورحلات العافية، أصبح على الفنادق الآن أن تكون بمثابة قيّم على التجربة، لا مجرد موفر إقامة.
ما برز هذا العام هو روح التعاون في جميع أنحاء القطاع. تشير أوجه التآزر التي لاحظناها بين هيئات السياحة الحكومية، ومجموعات الضيافة، ومبتكري التكنولوجيا إلى أن العقد المقبل لن يكون محكوماً بالمنافسة، بل بالتعاون الوثيق.
في فنادق "آي اتش جي" في دبي "فستيفال سيتي"، نفخر بكوننا جزءاً من هذه الرحلة التحوّلية. لقد أثبت معرض سوق السفر العربي مجدداً أن قطاع الضيافة في الشرق الأوسط لا يشهد انتعاشاً فحسب، بل يُعيد تعريف المعايير العالمية.
مع ازدياد الاهتمام بمنطقتنا، تتزايد مسؤوليتنا. فهنا، نرسم ملامح مستقبل السفر، ونحن على أهبة الاستعداد لقيادة هذا المستقبل.
الكاتب هو المدير التجاري لمجموعة فنادق "آي اتش جي" في دبي "فستيفال سيتي".