دبي: كلية "تيتر" تعيد تعريف مستقبل إدارة الأعمال

كلية "تيتر" لإدارة الأعمال تؤسس مقراً لها في الإمارات وتعلن عن منحة دراسية بقيمة مليوني دولار
دبي: كلية "تيتر" تعيد تعريف مستقبل إدارة الأعمال
تاريخ النشر

برزت دبي كواحدة من أسرع مراكز الأعمال نمواً وديناميكية في العالم. وأصبحت المدينة منصة انطلاق لرواد الأعمال الساعين إلى التوسع إقليمياً وعالمياً.

ونتيجةً لهذا التوسع، يُعدّ تعليم إدارة الأعمال أحد القطاعات الرئيسية التي تشهد نمواً ملحوظاً. وقد أنشأت كلية "تيتر" لإدارة الأعمال مؤخراً أحد مراكزها الرئيسية في المدينة. وصرح "براثام ميتال"، مؤسس كلية "تيتر" لإدارة الأعمال، قائلاً: "إن الموقع الاستراتيجي لدولة الإمارات العربية المتحدة، وسهولة ممارسة الأعمال، وشبكة الاتصالات العالمية، جعلتها الخيار الأمثل لإنشاء أحد مراكز "تيتر" الرئيسية".

مقتطفات من المقابلة:

ما الذي ألهمك لإنشاء كلية "تيتر" للأعمال، ولماذا اخترت دبي كواحدة من مراكزك الرئيسية؟

وُلدت فكرة كلية "تيتر" لإدارة الأعمال من تجربتي في "وارتون" ورغبتي في بناء نموذج تعليمي لا يركز فقط على النظرية، بل على التعلم العملي والواقعي. كان "آدم غرانت" يقدم المحاضرات التي حضرتها هناك، وقد لامس تركيزه على أهمية التعلم وجداني. وقد أدى هذا النهج في النهاية إلى إنشاء اتحاد الماجستير، ثم كلية "تيتر" لاحقاً.

رؤيتنا بسيطة: بناء رواد أعمال بجعلهم رواد أعمال حقيقيين. لقد أدركتُ أن التعليم التقليدي غالباً لا يُهيئ الطلاب لواقع عالم الأعمال، وخاصةً فيما يتعلق بريادة الأعمال. أردنا خلق بيئة تُمكّن الطلاب من تطوير مشاريع حقيقية، والنجاح، والتعلم، وبناء شيء ذي قيمة، كل ذلك في بيئة متنوعة للغاية ورائدة في ريادة الأعمال.

والأمر الأكثر أهمية هو أن تركيز دبي على أن تصبح مركزاً عالمياً للابتكار يتماشى تماماً مع مهمتنا المتمثلة في تمكين الطلاب من جميع أنحاء العالم لبناء أعمال تجارية قابلة للتطوير ومؤثرة.

لماذا تعتقد أن الطلاب يختارون دبي بدلاً من دول أخرى مثل الولايات المتحدة وكندا؟

هناك العديد من الأسباب التي تدفع الطلاب بشكل متزايد لاختيار دبي كوجهة للتعليم العالي وريادة الأعمال. فالمدينة توفر مزيجاً فريداً من العوامل التي تجذب الطلاب الشباب الطموحين.

أولاً، موقع دبي العالمي عاملُ جذبٍ كبير. فهي تُمثّل بوابةً بين الشرق والغرب، مما يجعلها موقعاً مثالياً للطلاب الساعين إلى الاستفادة من الأسواق الناشئة في الشرق الأوسط وأفريقيا وآسيا. كما أن الحوافز الضريبية التي تُقدّمها المدينة، وبيئة الأعمال المفتوحة، والسياسات الحكومية المُصمّمة لجذب روّاد الأعمال، تجعلها جذابةً للغاية للشركات الناشئة.

ثانياً، تُعدّ دبي بوتقةً ثقافيةً ومُلتقىً للثقافات، إذ يقصدها الطلاب من جميع أنحاء العالم، مُهيئين بيئةً مُتنوعةً تُعزز تجربة التعلم. فعلى عكس الولايات المتحدة الأمريكية أو كندا، اللتين تُعتبران تقليديتين أكاديمياً، تُوفّر دبي بيئةً واقعيةً تُحفّز الشركات الناشئة. وهذا يجعلها مكاناً فريداً لرواد الأعمال الطموحين للتواصل واختبار أفكارهم وبناء مشاريعهم في بيئةٍ داعمةٍ وسريعة التطور.

وأخيراً، تُقدّم دبي أسلوب حياة يجذب المهنيين الشباب والطلاب على حد سواء. فالأمر لا يقتصر على التعليم الأكاديمي فحسب، بل يشمل أيضاً العيش والازدهار في مدينة تُعزّز الإبداع والابتكار والطموح.

أنتم بصدد إطلاق صندوق للمِنح الدراسية بقيمة مليوني دولار أمريكي لطلاب الإمارات العربية المتحدة. ما هي معايير هذا الصندوق، وما الأثر الذي تأملون أن يُحدثه على البيئة الشبابية المحلية؟

صندوق المنح الدراسية بقيمة مليوني دولار أمريكي هو جزء من التزامنا بتمكين الجيل القادم من رواد الأعمال في دولة الإمارات العربية المتحدة. صُممت هذه المنحة لمنح أصحاب العقول الشابة الواعدة فرصة لتحقيق أحلامهم، بغض النظر عن وضعهم المالي.

تركز معايير هذه المنحة على اختيار الطلاب الذين أظهروا روحاً ريادية استثنائية، وتفوقاً أكاديمياً، ورغبة قوية في إحداث تأثير إيجابي في مجتمعهم. نحن نبحث عن أفراد لا يمتلكون رؤية فحسب، بل لديهم أيضاً الرغبة في تحويلها إلى واقع ملموس.

نأمل أن تُحدث هذه المبادرة تأثيراً إيجابياً في بيئة الشباب المحلية من خلال توفير فرص تعليمية وفرص ريادة أعمال متميزة لطلاب الإمارات. ومن خلال تمكين هؤلاء الطلاب من بناء مشاريعهم وشبكاتهم، نهدف إلى تنشئة جيل من القادة الشباب الذين سيصبحون مؤثرين كبار في المشهد التجاري العالمي. ونأمل أن نشهد هذا الأثر الإيجابي في بناء بيئة ريادية مستدامة، تُمكّن شباب الإمارات من الابتكار والقيادة والإلهام.

ما هي أنواع المشاريع التي ينشئها الطلاب خلال فترة وجودهم في دبي؟ هل يمكنك مشاركة بعض قصص النجاح؟

في "تيتر"، يُتاح للطلاب فرصة بناء مجموعة واسعة من المشاريع، من الشركات التقنية الناشئة إلى مشاريع التأثير الاجتماعي، وكل المجالات. المثير للاهتمام هو تنوع الأفكار والقطاعات التي يعملون عليها. إليكم بعض الأمثلة على ما يعملون عليه:

• نادي "سيرف"، وهو علامة تجارية متخصصة في أسلوب حياة رياضة "البيكلبول"، يستفيد من ثقافة الرياضة المزدهرة في دولة الإمارات العربية المتحدة، وسيجلب رياضة ناشئة إلى الصدارة ويلبي احتياجات فئة سكانية شابة نشطة.

• "سيكسوباس" (Sixoppas) أيضاً علامة تجارية كورية للأزياء المطرزة تجمع بين الجماليات الحديثة والحرفية التقليدية، وقد حققت نجاحاً مبكراً في الهند وتخطط للتوسع في أوروبا وآسيا.

"مشروع 8 مليارات"، أول علامة تجارية عالمية لملابس "السلام"، تستخدم الموضة كقوة للتواصل والثقافة والتمكين. صُممت كل قطعة للاحتفاء بالهويات المشتركة، وسد الفجوات الثقافية، وجمع الناس. تُسلّط المجموعة الأولى للعلامة التجارية الضوءَ على الثقافة الهندية الباكستانية، وتروي قصصاً من خلال الملابس، سواءً كان ذلك كشك شاي تُبنى فيه الصداقات، أو قمم جبال الهيمالايا التي تتشاركها دولتان، أو الأنهار التي تُغذي ملايين البشر على الحدود.

من أبرز قصص النجاح التي حققناها خلال الفصل الدراسي في دبي مشروع "دروبشيبينغ" الذي طورته إحدى فرقنا، والذي حقق إيرادات تجاوزت 20,000 دولار أمريكي في غضون بضعة أشهر. كما حظيت شركة ناشئة أخرى، تهدف إلى تحسين كفاءة الخدمات اللوجستية من خلال الحلول التقنية، باهتمام المستثمرين، مما يجعلها مشروعاً واعداً في مجال التكنولوجيا.

ولا توفر هذه الشركات الخبرة العملية للطلاب فحسب، بل تساهم أيضاً في الاقتصاد المحلي من خلال خلق فرص العمل وتعزيز الابتكار في مختلف القطاعات.

تتعاون "تيتر" مع مؤسسات مثل "كورنيل"، والجامعة الوطنية في سنغافورة، والمعهد الهندي للتكنولوجيا، ومع شركات مثل طيران الإمارات، و"إعمار"، و"طلبات". ما دور هذه التجارب في تشكيل مسيرة الطالب؟

إن التعاون مع مؤسسات مرموقة مثل "كورنيل"، والجامعة الوطنية في سنغافورة، والمعهد الهندي للتكنولوجيا، بالإضافة إلى شركات عملاقة في القطاع مثل طيران الإمارات، و"إعمار"، و"طلبات"، سيكون محورياً في رسم ملامح مسيرة طلابنا. فهذه الشراكات تتيح لطلابنا الوصول المباشر إلى نخبة من ألمع العقول في الأوساط الأكاديمية والقطاع الصناعي.

على سبيل المثال، أتاحت تجربة الانغماس في "إمارات إبداع" للطلاب فرصةً للعمل مع إحدى شركات الطيران الرائدة عالمياً، حيث تعرّفوا عن كثب على التغيير الذي أحدثه الذكاء الاصطناعي والطيران الفاخر والتقنيات المتطورة والتحولات في هذه الصناعة. وبالمثل، أتاحت تجربة دخول شركة "إعمار" للطلاب فرصةً للاطلاع مباشرةً على قطاعي العقارات والإنشاءات، حيث أتيحت لهم فرصة التفاعل مع 11 من كبار المسؤولين التنفيذيين ومناقشة التحديات والفرص المتاحة في هذا القطاع.

وقد أتاحت لقاءات "سفين هيرزينج"، الرئيس التنفيذي للتكنولوجيا في طلبات، للطلاب فرصة التعمق في عالم التكنولوجيا وتوصيل الطعام، وفهم كيفية استفادة إحدى أكبر الشركات في الإمارات العربية المتحدة من الابتكار للبقاء في الطليعة. هذه التجارب والتفاعلات لا تُقدر بثمن، فهي لا تُقدم للطلاب المعرفة النظرية فحسب، بل تُتيح لهم فهماً عميقاً للتحديات والفرص العملية التي سيواجهونها كرواد أعمال.

وبالمثل، في جامعة سنغافورة الوطنية، والمعهد الهندي للتكنولوجيا، وجامعة "كورنيل"، لا يتعلم الطلاب من نخبة أعضاء هيئة التدريس في العالم فحسب، بل تتاح لهم أيضاً فرصة تطبيق هذه المقررات الدراسية المتطورة مباشرةً في مشاريعهم الريادية. من خلال دمج المعرفة النظرية بالخبرة العملية، يتمكن طلابنا من دمج أساسيات إدارة الأعمال مع التطبيقات العملية في العالم الحقيقي. وهذا يضمن أننا في تيتر نقدم نهجاً تعليمياً شاملاً يجمع بين التعلَم الأكاديمي الدقيق والمهارات والخبرات اللازمة للنجاح في عالم ريادة الأعمال التنافسي.

كيف ترى مساهمة "تيتر" في النظام التعليمي الأوسع في دولة الإمارات العربية المتحدة على مدى السنوات الخمس المقبلة؟

خلال السنوات الخمس المقبلة، أتوقع أن تصبح كلية تيتر ركيزةً أساسيةً في منظومة التعليم في دولة الإمارات العربية المتحدة. هذا لأن تركيزنا على ريادة الأعمال والابتكار والتعاون العالمي يتماشى تماماً مع رؤية دولة الإمارات العربية المتحدة في أن تصبح مركزاً للمواهب والتنويع الاقتصادي.

ونحن نهدف إلى توسيع نطاق حضور "تيتر" في المنطقة، واستقطاب نخبة المواهب من جميع أنحاء العالم، وتزويدهم بتعليم قائم على التعلم التجريبي. وستواصل شراكاتنا مع المؤسسات والشركات العالمية الرائدة تطورها، لنتيح للطلاب الوصول إلى أحدث الأدوات والأفكار والشبكات التي تدفعهم نحو النجاح.

علاوةً على ذلك، سيساهم تركيزنا على الشركات الناشئة ذات التأثير الإيجابي في دعم الاقتصاد المحلي، مما يُسهم في خلق فرص عمل، ودعم التقدم التكنولوجي، والابتكارات الاجتماعية التي ستعود بالنفع على دولة الإمارات العربية المتحدة على المدى الطويل. ستواصل "تيتر" دورها كمحفز للتغيير، وستنتج قادة المستقبل الذين لن يتفوقوا في مسيرتهم المهنية فحسب، بل سيقودون أيضاً التغيير الإيجابي في مجتمعاتهم.

موصى به

No stories found.
Khaleej Times - Arabic Edition
www.khaleejtimes.com