دبي على أعتاب سوق روبوتات بـ 35 مليار درهم بفضل التكنولوجيا المتقدمة

أكثر من 20 مليار روبوت سيخدمون 10 مليارات إنسان بحلول عام 2050
دبي على أعتاب سوق روبوتات بـ 35 مليار درهم بفضل التكنولوجيا المتقدمة
تاريخ النشر

تتطور صناعة الطائرات بدون طيار والروبوتات في جميع أنحاء العالم بما في ذلك الشرق الأوسط، حيث تولت دولة الإمارات العربية المتحدة دوراً قيادياً في نشرها تدريجياً في الدوائر الحكومية والمرافق العامة - بالإضافة إلى إدخال المركبات بدون سائق وسيارات الأجرة الطائرة - لتحويل بنيتها التحتية الحضرية إلى مدن ذكية حيث ستلعب الطائرات بدون طيار والآلات والروبوتات والذكاء الاصطناعي دوراً حاسماً.

في عام 2023، أعلنت حكومة دبي عن هدفها لزيادة مساهمة قطاع الروبوتات في الناتج المحلي الإجمالي لدبي إلى 9% بحلول عام 2032. وتسعى الإمارة إلى تحويل الروبوتات إلى صناعة بقيمة 35 مليار درهم إماراتي (9.5 مليار دولار أمريكي). وفي إطار برنامج دبي للروبوتات والأتمتة، سيتم توفير 200 ألف روبوت على مدى السنوات العشر القادمة حتى عام 2032، لزيادة الكفاءة والإنتاجية في مختلف القطاعات، بما في ذلك الخدمات واللوجستيات والقطاع الصناعي، وتعزيز القدرة التنافسية لاقتصاد دبي.

سجلت الهيئة العامة للطيران المدني في دولة الإمارات العربية المتحدة، التي تنظم صناعة الطائرات بدون طيار، ما يقرب من 24 ألف طائرة بدون طيار صناعية وتجارية، بالإضافة إلى أكثر من 100 ترخيص تجاري مرتبط بإدارة استخدام الطائرات بدون طيار، بما في ذلك تأجير وتقديم خدمات عرض الطائرات بدون طيار.

قال محمد عبد الله القرقاوي، وزير شؤون مجلس الوزراء الإماراتي، للوفود المشاركة في القمة العالمية للحكومات في فبراير من هذا العام: "سيخدم أكثر من 20 مليار روبوت 10 مليارات إنسان بحلول عام 2050، مما سيُعيد تشكيل أنماط الحياة وأسواق العمل والمجتمعات". وفي معرض حديثه عن التغيرات الجذرية التي شهدها العالم خلال السنوات الخمس والعشرين الماضية منذ عام 2000، قال القرقاوي: "زاد سكان العالم إلى 8.2 مليار نسمة اليوم، وتضاعف حجم الاقتصاد من 34 تريليون دولار إلى 115 تريليون دولار عام 2024، ونمت التجارة الدولية من 7 تريليونات إلى 33 تريليون دولار في عام 2024."

وأوضح أن عدد مستخدمي الإنترنت عام 2000 كان أقل من 7% من إجمالي سكان العالم، مقارنة بأكثر من 60 بالمئة اليوم، بينما كانت قيمة العملات الرقمية في العام ذاته تساوي صفراً، أما اليوم فتقدر قيمتها بـ 3 تريليونات دولار.

وقال: سيخدم البشر أكثر من 20 مليار روبوت مع توقع أن يصل اقتصاد الفضاء إلى 4 تريليونات دولار".

بدأت شركات القطاع الخاص باستقطاب أفضل التقنيات في مجالات الطائرات بدون طيار، والروبوتات، والذكاء الاصطناعي، وتعلم الآلة، وغيرها، مما يُسهم في تحقيق استراتيجية الإمارات للثورة الصناعية الرابعة، التي تهدف إلى تعزيز مكانة الإمارات كمركز عالمي للثورة الصناعية الرابعة، وزيادة مساهمتها في الاقتصاد الوطني من خلال تطوير الابتكار وتقنيات المستقبل. كما تهدف إلى ترسيخ مكانة الإمارات كنموذج عالمي في تبني أحدث التقنيات لخدمة المجتمع وتحقيق السعادة والاستدامة.

وفي الوقت الذي بدأت فيه شركات عالمية بفتح فروع لها لطرح سيارات بدون سائق وسيارات الأجرة الطائرة وأنظمة توصيل تعتمد على الطائرات بدون طيار، لجأت شركات أخرى إلى التعاون مع شركاء محليين يتولّون بيع ونشر هذه الخدمات وصيانتها وتشغيلها داخل دولة الإمارات وخارجها على مستوى المنطقة.

مع التحول السريع الذي تقوده الرؤية المستقبلية للحكومة، ستشهد الإمارات العربية المتحدة قريباً انتشاراً واسع النطاق للروبوتات في جميع الخدمات العامة، بدءاً من خدمات التوصيل ووصولاً إلى توصيل الطعام، مما سيزيد الطلب على الروبوتات والطائرات بدون طيار. وتجلب شركة سيجما إنتربرايزز الروبوتات والطائرات السويسرية إلى دول مجلس التعاون الخليجي لحماية البنى التحتية والأصول الحيوية، وزيادة تدفق البيانات، مما يعزز الكفاءة ويخفض التكاليف.

تولت شركة "Sigma Enterprises" (سيجما إنتربرايزز)، العضو في شركة مزروعي الدولية، دوراً قيادياً في جلب أحدث تكنولوجيا الروبوتات والطائرات بدون طيار السويسرية إلى دول مجلس التعاون الخليجي التي تشتهر بالبيانات الدقيقة والمراقبة المدعومة بالذكاء الاصطناعي والتي ستلعب دوراً حاسماً في حماية البنية التحتية الحيوية بما في ذلك النفط والغاز والمرافق ومحطات الطاقة النووية والصناعات التحويلية والمطارات وأصول الطيران وغيرها.

استعرضت شركة "سيجما إنتربرايزز" حلول الروبوتات والطائرات بدون طيار السويسرية الدقيقة من "Anybotics" (أنيبوتيكس) و "Flyability" (فلايبيليتي) و "Wingtra" (وينغترا)، خلال أول فعالية سويسرية لتقنيات المستقبل التي عُقدت في أبوظبي مؤخراً. وقد حصلت سيجما، التي تُمثل عدداً من منتجات التكنولوجيا والهندسة العالمية في الخليج، على حقوق التوزيع الحصرية لشركات أنيبوتيكس، وفلايبيليتي، ووينغترا السويسرية في الإمارات العربية المتحدة. وتعمل الشركة حالياً على توفير هذه الحلول لعملائها، مقدمةً حلولاً شاملة، تضمن التدريب وخدمات ما بعد البيع.

من المتوقع أن يُسهم إدخال شركة سيجما إنتربرايزز لأفضل تقنيات الروبوتات في العالم من شركة "أنيبوتيكس" السويسرية الدقيقة إلى المنطقة، في رفع إيرادات سوق الروبوتات في دولة الإمارات إلى 241.95 مليون دولار هذا العام، حيث ستستحوذ الروبوتات الخدمية على الحصة الأكبر بقيمة متوقعة تبلغ 223.75 مليون دولار. وتشير التوقعات إلى أن هذا السوق سينمو بمعدل نمو سنوي مركب يبلغ 10.45% ليصل إلى 360.12 مليون دولار بحلول عام 2029.

تجاوز حجم التبادل التجاري الثنائي بين دولة الإمارات وسويسرا حاجز 2.5 مليار دولار، وفقاً لما أعلنه الدكتور آرثر ماتلي، سفير سويسرا لدى الدولة.

وقال الدكتور ماتلي: "في عالم يشهد تغيرات متسارعة، نعيش ثورة هادئة يقودها تطور الذكاء الاصطناعي، وتعلم الآلة، والروبوتات، وعلوم البيانات، والتقنيات الدقيقة، والابتكار، إلى جانب تطور تكنولوجيا الطائرات بدون طيار". وأضاف: "بفضل قيمنا المشتركة في الدقة والابتكار، يمكننا التأكيد أن الآلات لن تحل محل الإنسان، بل ستحميه، فدقة بياناتها ستحدد فعالية المدن الذكية الجديدة التي يتم إنشاؤها حول العالم".

"تُمثل شراكة سيجما إنتربرايزز مع شركات التكنولوجيا السويسرية الرائدة تعاوناً هاماً بين البلدين اللذين يتشاركان أيديولوجيات متشابهة في الابتكار والتكنولوجيا. كما تُمثل هذه الشراكة إنجازاً تاريخياً في علاقتنا، وتُمثل بداية تعاون إماراتي سويسري من شأنه تعزيز العلاقات بين البلدين."

وأضاف الدكتور آرثر ماتلي في ختام كلمته: "نحن اليوم لا نحتفي بالتكنولوجيا فقط، بل نحتفي أيضًا بالرسالة والتعاون وروح الريادة التي تدفع الابتكار نحو الأمام. إن شركات "أنيبوتيكس" و "فلايبيليتي" و "وينغترا" لا تصنع آلات فحسب، بل تُعد رواداً في رسم ملامح المستقبل. فهي تدمج بين الابتكار والذكاء الاصطناعي والدقة السويسرية لتطوير أدوات أكثر ذكاءً تخدم مختلف القطاعات".

شركة "أنيبوتيكس" شركة سريعة النمو، تضم أكثر من 100 موظف، تُركز على تلبية احتياجات التفتيش للعاملين في قطاعات النفط والغاز، والطاقة والتعدين والمعالجة والكيماويات والنقل والبناء. في عام 2023، وقّعت شركة سيجما إنتربرايزز اتفاقيةً لتوفير أحدث حلول الروبوتات من "أنيبوتيكس"، إحدى أشهر شركات تصنيع الروبوتات الصناعية والتجارية في العالم، والتي تؤدي دوراً محورياً في حماية البنى التحتية الحيوية.

منذ عام 2016، تعمل شركة "أنيبوتيكس" السويسرية المتخصصة في الروبوتات على تطوير حلول روبوتية مبتكرة وذكية ومتكاملة تهدف إلى تحسين حياة العاملين، وزيادة الإنتاجية، ودعم منشآت صناعية أكثر استدامة. ومن خلال شراكاتها مع رواد التكنولوجيا العالميين، تقدم لمشغلي الأصول الصناعية الكبرى حلول تفتيش روبوتية مستقلة وآلية ومتكاملة، مخصصة للبيئات الصناعية المعقدة والخطرة والقابلة للانفجار.

كما وقعت شركة سيجما إنتربرايزز عقوداً مع "فلايبيليتي" و "وينغترا" لنشر أحدث تقنيات الطائرات بدون طيار التي ستلعب دوراً هاماً في المراقبة وتحليل البيانات والصيانة الوقائية والمساعدة في دعم دورة حياة البنية التحتية الحيوية والأصول المادية.

قال شربل خوري، الرئيس التنفيذي لمجموعة مزروعي العالمية: "مجموعة مزروعي هي مجموعة من الأعمال المتنوعة ويمتد نشاطها في مجالات التجارة والبناء والخدمات والعقارات وقطاع النفط والغاز، ويعود تاريخها لأكثر من خمسين عاماً. نحرص دائماً على تقديم أحدث الحلول الصناعية لدعم اقتصادنا من خلال أفضل الخدمات والحلول المتقدمة".

"يسعدنا التعاون مع أنيبوتيكس و فلايبيليتي و وينغترا لتقديم أحدث التقنيات المُحسّنة في ظلّ التحديات التي تواجه قطاعات مثل النفط والغاز والبناء والكيماويات والطاقة والمرافق والمعادن في دولة الإمارات العربية المتحدة ودول مجلس التعاون الخليجي. وستساعدنا شراكتنا مع هؤلاء المُزوّدين السويسريين لحلول تكنولوجيا الروبوتات والطائرات المُسيّرة على تعزيز دورة حياة البنية التحتية الحيوية في المنطقة، وخفض تكاليف الصيانة، وإطالة عمر الأصول، وزيادة ربحية الشركات."

تُعد شركة فلايبيليتي رائدة في تطوير الطائرات المُسيّرة المخصصة للاستخدام الداخلي، والمصممة للوصول إلى البيئات الخطرة وصعبة الوصول، مما يُغني عن الحاجة لإرسال البشر إلى أماكن عالية الخطورة. تأسست الشركة في عام 2014 وتتخذ من سويسرا مقراً لها، وهي تتصدر سوق الطائرات المُسيّرة الداخلية التجارية، بفضل الابتكار المستمر وتركيزها القوي على البحث والتطوير. وتُحدث Flyability تحولاً في أساليب الفحص التقليدية من خلال تمكين جمع بيانات بصرية آمنة وفعالة من حيث الوقت والتكلفة في مختلف القطاعات.

وتُعد شركة وينغترا، التي تتخذ من زيورخ في سويسرا مقراً لها، رائدة عالمياً في مجال الطائرات بدون طيار ذات الإقلاع والهبوط العمودي (VTOL) المخصصة للمسح الاحترافي. ومنذ انطلاقها في عام 2017، نجحت في بناء حضور عالمي قوي، من خلال شراكات مع أكثر من 80 موزعاً رئيسياً لمعدات المسح في أكثر من 50 دولة. ويضم فريقها أكثر من 100 موظف، منهم أكثر من 40 متخصصاً في مجالات البحث والتطوير، والعديد منهم من خريجي المعهد الفيدرالي السويسري للتكنولوجيا في زيورخ. تُصمّم وينغترا وتُصنّع وتُدعم منتجاتها داخلياً. وتُوفّر طائرة وينغترا ون المُسيّرة، المُزوّدة بأفضل أجهزة الاستشعار وتقنية "المعالجة الحركية اللاحقة" (PPK)، بيانات جوية عالية الجودة بدقة وكفاءة استثنائيتين، مُقدّمةً خدماتها لقطاعات متنوعة، من البناء والتعدين إلى الرصد البيئي.

بلغ عدد الطائرات بدون طيار النشطة عالمياً 8.2 مليون طائرة في عام 2024، ومن المتوقع أن يرتفع هذا العدد إلى 9.5 مليون طائرة بحلول عام 2029. وتشير بيانات "ستاتيستا"، وهي شركة عالمية متخصصة في تحليل بيانات السوق، إلى أن إيرادات سوق الطائرات بدون طيار العالمية ستصل إلى 4.4 مليار دولار أمريكي في عام 2025. ومن المتوقع أن ينمو السوق العالمي لهذه الطائرات التجارية المتصلة من 18.6 مليار دولار أمريكي في عام 2024 بمعدل نمو سنوي مركب قدره 15% ليصل إلى 37.3 مليار دولار أمريكي في عام 2029، وفقاً لتقرير بحثي.

موصى به

No stories found.
Khaleej Times - Arabic Edition
www.khaleejtimes.com