دبي تتحدى المدن الغربية وتصعد كنموذج عالمي للرفاه الشخصي والابتكار

ارتقت إلى المرتبة 25 في مؤشر المدن العالمية المرموق لعام 2025، متقدمةً خمسة مراكز عن العام السابق.
دبي تتحدى المدن الغربية وتصعد كنموذج عالمي للرفاه الشخصي والابتكار
تاريخ النشر

في عالمٍ يعاني من عدم الاستقرار الجيوسياسي والتحولات التكنولوجية المتسارعة، تبرز مدن مجلس التعاون الخليجي كقادة عالميين في مجال التحول الحضري. وفي طليعتها دبي، التي ارتقت إلى المرتبة 25 في مؤشر المدن العالمية المرموق لعام 2025، متقدمةً خمسة مراكز عن العام السابق.

يُقيّم تقرير المدن العالمية، الذي نشرته شركة كيرني بالتعاون مع معهد التحولات الوطنية، 158 مدينة حول العالم بناءً على أدائها الحالي وإمكاناتها المستقبلية. ويعكس صعود دبي استثماراتها الاستراتيجية في رأس المال البشري والابتكار والبنية التحتية، مما يجعلها المدينة الأعلى تصنيفًا في دول مجلس التعاون الخليجي، ومنارةً للتنمية الحضرية المستعدة للمستقبل.

يعود الفضل في تحسّن مكانة دبي إلى حد كبير إلى نهجها الاستباقي في استقطاب المواهب العالمية. وقد أدى توسيع برنامج التأشيرة الذهبية ليشمل متخصصي الذكاء الاصطناعي والبلوك تشين وعلوم البيانات إلى جعل المدينة وجهةً جاذبةً للعمالة عالية المهارات. وإلى جانب الحوافز الضريبية وإنشاء مراكز أبحاث الذكاء الاصطناعي، تُدمج دبي نفسها في المنظومة التكنولوجية العالمية.

يُسلّط التقرير الضوء أيضًا على ريادة دبي في سهولة دخول سوق العمل، مما يضعها بين أفضل المدن عالميًا في هذا المجال. لا تقتصر هذه السياسات على جذب المواهب فحسب، بل تُسهم أيضًا في بناء قوى عاملة مرنة وجاهزة للمستقبل.

تعزز بيئة الابتكار في دبي زخمها، مما ساعدها على التقدم 19 مركزًا في تقرير "توقعات المدن العالمية" (GCO)، وهو مقياس استشرافي للإمكانات الحضرية. وتؤتي استثمارات المدينة في البنية التحتية الذكية، والاتصال الرقمي، وتحسينات جودة المعيشة ثمارها، لا سيما مع تزايد أهمية الذكاء الاصطناعي في التنافسية الحضرية.

تشهد مدن أخرى في مجلس التعاون الخليجي تقدمًا ملحوظًا. فقد حققت أبوظبي تقدمًا ملحوظًا في تصنيفات رأس المال البشري، بينما سجلت الرياض والدمام والمنامة تحسنًا بنسبة مئوية من رقمين في تقرير التنافسية العالمي، مما يعكس موجة تحول إقليمية.

بينما تشهد العديد من المدن الغربية تراجعًا في مستوى الرفاه الشخصي بسبب عدم المساواة وضغوط الرعاية الصحية، تسير دبي في الاتجاه المعاكس. فالاستثمارات الاستراتيجية في تحسين جودة المعيشة - مثل البنية التحتية الخضراء، وتطوير وسائل النقل، والسلامة الحضرية - تعزز جاذبيتها لدى السكان والمستثمرين العالميين على حد سواء.

يؤكد التقرير على ضرورة مواءمة المدن الرائدة في عصر الذكاء الاصطناعي بين كفاءة الطاقة والمرونة البيئية وتنمية المواهب. ويساهم نهج دبي المتكامل في هذه الركائز في ترسيخ مكانتها ليس فقط كقائد إقليمي، بل كنموذج عالمي للابتكار الحضري.

بينما تحافظ مدنٌ عريقةٌ مثل نيويورك ولندن على هيمنتها بفضل قدرتها على التكيف، تُثبت دبي أن الرؤية الجريئة والتنفيذ المُنسّق يُمكنهما إعادة تعريف الريادة الحضرية العالمية. في عصرٍ مُتقلّب، تُحوّل المراكز الحضرية في دول مجلس التعاون الخليجي التغيّرات إلى فرص - ودبي تقود هذا التوجّه.

موصى به

No stories found.
Khaleej Times - Arabic Edition
www.khaleejtimes.com