دافوس: الذكاء الاصطناعي كمحرك للتغيير الاجتماعي المستدام
اجتمع قادة عالميون من مختلف أنحاء قطاع الأعمال والعمل الخيري والسياسة خلال الاجتماع السنوي للمنتدى الاقتصادي العالمي في "دافوس" لحضور جلسة رفيعة المستوى بعنوان "الذكاء الاصطناعي والقطاع الاجتماعي: بناء استمرارية التأثير الذكي". واستكشفت المائدة المستديرة، التي استضافها مكتب شؤون التنمية في ديوان الرئاسة بدولة الإمارات العربية المتحدة، و"بدر جعفر"، المبعوث الخاص للأعمال والعمل الخيري والرئيس التنفيذي لشركة "الهلال للمشاريع"، كيف يمكن للذكاء الاصطناعي أن يحوّل الطريقة التي تتعامل بها المؤسسات الخيرية والقطاع الاجتماعي الأوسع مع التحديات العالمية المعقدة، فضلاً عن مناقشة التفاوتات الكبيرة في تطوير الذكاء الاصطناعي وتطبيقه في جميع أنحاء العالم.
وشارك في المناقشة أكثر من 75 من القادة المؤثرين، بما في ذلك وزير الخارجية "جون كيري"، وزير الخارجية الأمريكي الثامن والستين؛ وﻣﻌﺎﻟﻲ اﻟﺪﻛﺘﻮر "ثاني أحمد الزيودي"، وزير الدولة للتجارة الخارجية، الإمارات العربية المتحدة؛ وسعادة "هدى الهاشمي"، نائبة وزير شؤون مجلس الوزراء للشؤون الاستراتيجية، الإمارات العربية المتحدة؛ ومعالي "منصور المنصوري"، رئيس دائرة الصحة، أبوظبي؛ والأستاذة "نجيري وودز"، عميدة كلية "بلافاتنيك" للإدارة الحكومية؛ و"ديفيد ميليباند"، رئيس ومدير تنفيذي للجنة الإنقاذ الدولية. و"أنجيلا ويليامز"، رئيسة ومديرة تنفيذية لـ"يونايتد واي وورلد وايد"؛ و"كاثرين راسل"، المديرة التنفيذية لمنظمة اليونيسف؛ و"شيري بلير"، مؤسسة مشاركة ورئيسة مجلس إدارة "أومنيا ستراتيجي"؛ والدكتور "فلاديمير كليتشكو"، مؤسس مؤسسة "كليتشكو"؛ و"هناء الرستماني"، الرئيسة التنفيذية لمجموعة بنك أبوظبي الأول؛ و"جاغان تشاباغين"، الأمين العام والرئيس التنفيذي للاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر؛ و"فرانسوا بونيتشي" مدير مؤسسة "شواب" لريادة الأعمال الاجتماعية ومدير المؤسسات؛ المنتدى الاقتصادي العالمي؛ البروفيسور "ديب سايني"، رئيس جامعة "ماكجيل"؛ البروفيسور "موسى موشابيلا"، نائب العميد ومدير جامعة كيب تاون؛ "يان ليكون" نائب الرئيس ورئيس قسم الذكاء الاصطناعي في الشرق الأوسط وأفريقيا؛ و"يوسف علي م. أ"، رئيس مجلس الإدارة والمدير الإداري لمجموعة "لولو" العالمية.
وفي كلمته الافتتاحية، سلّط "بدر جعفر" الضوء على الإمكانات التحويلية للذكاء الاصطناعي، وحث على ضرورة توزيع فوائده بشكل أكثر عدالة. وقال: "ستخلق ثورة الذكاء الاصطناعي، مثل الثورة الصناعية، رابحين وخاسرين. واليوم، يتدفق 90٪ من استثمارات الذكاء الاصطناعي إلى الشمال العالمي. وفي الوقت نفسه، يعاني العديد من المبتكرين الاجتماعيين في الجنوب العالمي - حيث يقيم 85٪ من سكان العالم - من نقص الموارد والدعم غير الكافي. يجب علينا معالجة هذه التفاوتات، ويتطلب القيام بذلك نهجاً يشمل المجتمع بأكمله، ويوحد الحكومات والمحسنين وقادة الأعمال من جميع أنحاء العالم ".
وتناولت المناقشة كيف يعمل الذكاء الاصطناعي على تحويل حياة الناس. ففي الإمارات العربية المتحدة، تستخدم منصات مثل "عنايتي" الذكاء الاصطناعي للتنبؤ بالأزمات الصحية والوقاية منها. ومع ذلك، ورغم استثمار 540 مليار دولار أمريكي عالمياً في الذكاء الاصطناعي منذ عام 2016، فقد تم تخصيص أقل من 0.5٪ للمبادرات الاجتماعية.
وعند التفكير في هذه التحديات، أكّد "بدر جعفر" على الحاجة إلى استجابة جماعية، قائلاً: "تقدم دولة الإمارات العربية المتحدة مثالاً يحتذى به - ليس بالضرورة كنموذج يمكن تكراره ولكن كشريك في التقدم. وباعتبارها واحدة من أوائل الدول التي تبنت استراتيجية وطنية للذكاء الاصطناعي، تستفيد دولة الإمارات العربية المتحدة من الذكاء الاصطناعي لتحقيق التقدم الاقتصادي والاجتماعي من خلال الاستثمار في المواهب، وتعزيز البحث، وبناء البنية الأساسية. والشراكات العالمية ضرورية لتمكين المبدعين الاجتماعيين في كل مكان بالأدوات، والمعرفة، والبيانات التي يحتاجون إليها لإحداث تغيير دائم".
وناقشت الجلسة الإمكانات التحويلية للذكاء الاصطناعي للتأثير الاجتماعي، مع التركيز على الحلول القابلة للتطوير في مجالات الصحة والتعليم والاستدامة، والدور القيادي للمنظمات الخيرية والاجتماعية في دفع عجلة تطوير الذكاء الاصطناعي الشامل والأخلاقي، وأهمية الشراكات متعددة القطاعات لتسريع الذكاء الاصطناعي من أجل الصالح الاجتماعي.
ويواصل الاجتماع السنوي للمنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس العمل كمنصة حيوية لمعالجة التحديات العالمية وتعزيز حل المشكلات بشكل تعاوني. ويؤكد الإدراج الواسع النطاق للذكاء الاصطناعي في مداولات هذا العام على التزام المنتدى بتشكيل مستقبل حيث تخدم التكنولوجيا الإنسانية وتعزز المساواة.