أعلنت XRG، الذراع الاستثماري الدولي لشركة أدنوك، يوم الاثنين أن اتحاداً بقيادة XRG قدم عرضاً غير ملزم للاستحواذ على شركة سانتوس، وهي شركة طاقة دولية رائدة توفر طاقة موثوقة وبأسعار معقولة ونظيفة للعملاء في أستراليا ومنطقة آسيا والمحيط الهادئ.
ويتوقع الاتحاد الذي تقوده XRG أن يقوم بإجراء العناية الواجبة التأكيدية، ويظل الاقتراح غير الملزم خاضعاً لعدد من الشروط قبل تقديم أي عرض ملزم أو المضي قدماً في أي معاملة.
وذكرت وكالة رويترز أن شركة XRG، إلى جانب شركة أبوظبي التنموية القابضة (ADQ) وشركة الأسهم الخاصة كارلايل، اقترحت تقديم 5.76 دولار (8.89 دولار أسترالي) لكل سهم من أسهم سانتوس، مما يجعل العرض النقدي بالكامل بقيمة 18.7 مليار دولار.
يقع المقر الرئيسي لشركة سانتوس في أديلايد، أستراليا، وتمتد عملياتها التشغيلية إلى أستراليا وبابوا غينيا الجديدة والولايات المتحدة، مع محفظة متنوعة من أصول الغاز الطبيعي والغاز الطبيعي المسال والنفط. كما تستثمر الشركة بنشاط في تقنيات احتجاز الكربون وتخزينه (CCS)، بالإضافة إلى تقنيات الهيدروجين، وتعمل على تطوير أنواع وقود منخفضة الكربون لدعم أهداف إزالة الكربون.
استجاب مجلس إدارة سانتوس للعرض بإيجابية، حيث أعلنت الشركة عن نيتها التوصية بالإجماع على مقترح التحالف الذي تقوده XRG للمساهمين. ويظل المقترح رهنًا بدخول الطرفين في اتفاقية ملزمة بعد استكمال إجراءات العناية الواجبة التي أجراها التحالف، بالإضافة إلى الموافقات التنظيمية والمؤسسية ذات الصلة.
تتماشى الصفقة المقترحة مع استراتيجية XRG لتوسيع نطاق حلول الغاز والكيماويات والطاقة الدولية لتلبية الطلب المتزايد وتحقيق قيمة كبيرة لجميع أصحاب المصلحة. يتمتع التحالف الذي تقوده XRG بقدرات استثمارية طويلة الأجل وخبرة استراتيجية تُمكّن من توفير إمدادات غاز إضافية لعملاء سانتوس، مما يعزز أمن الطاقة محلياً ودولياً. علاوة على ذلك، ستعزز قدرات أدنوك العالمية في مجال التجارة والشحن عمليات سانتوس، مما يوفر خدمة أكثر شمولية للعملاء مع تعظيم القيمة.
يشير عرض أدنوك للاستحواذ على سانتوس إلى طموح الإمارات المتنامي لتوسيع حضورها العالمي في قطاع الطاقة، لا سيما في مجال الغاز الطبيعي المسال، وفقًا لمحللين. ويُبرز هذا العرض القيمة الاستراتيجية لأصول الغاز الأسترالية في وقتٍ يتصدر فيه أمن الطاقة على المدى الطويل قائمة الأولويات.
قال جوش جيلبرت، محلل السوق في eToro، في تعليقٍ لصحيفة خليج تايمز: "إن زيادة سعر سهم سانتوس 28% أشبه بتصويتِ ثقة قوي في سانتوس. والأهم من ذلك، بالنسبة لأدنوك، تُمثّل سانتوس فرصة نمو قوية كشركة موثوقة في مجال الغاز الطبيعي المسال، وتتمتع بروابط تصدير قوية".
تدخل سانتوس أيضاً مرحلةً حاسمةً لتوليد السيولة النقدية، حيث تقترب مشاريعها الكبرى من الاكتمال، ومن المتوقع أن تُحفّز نمو الإنتاج بشكلٍ كبير. وفي سوق طاقة متقلب، يرى المحللون أن تأمين الإمدادات من دولة مستقرة وغنية بالموارد مثل أستراليا يُعدّ خياراً استراتيجياً.
قد تُسهّل اتفاقية التجارة الحرة القائمة بين الإمارات العربية المتحدة وأستراليا عملية الموافقة، ولكن لا تزال هناك حاجة إلى معالجة المخاوف التنظيمية المحلية المتعلقة بإمدادات الغاز. ولعل هذا هو السبب في عدم ارتفاع أسهم سانتوس إلى سعر العرض الكامل حتى الآن. وبالنسبة لمساهمي سانتوس، تُعدّ هذه لحظةً مُرحبٌ بها بعد سنوات من تكهنات الاندماج والاستحواذ. وحتى لو لم تُبرم هذه الصفقة، فقد تُعيد سانتوس إلى طاولة المفاوضات جهاتٍ أخرى أو تُعيد فتح مفاوضات الاندماج، وهذا وضعٌ مُواتٍ لها، كما قال جيلبرت.