

حذّر المستشار الرئاسي للتحول الرقمي في كينيا الحكومات من الإسراع في تنظيم الذكاء الاصطناعي، مشيراً إلى أن القوانين المبكرة قد تعيق الابتكار الذي بات بالفعل محركاً لتحول الاقتصادات الإفريقية. وقال فيليب ثيغو، المستشار الرئاسي للتحول الرقمي في مكتب رئيس جمهورية كينيا: "الفكرة هي ألا تتسرع في التشريع، عليك أن تتيح للناس فرصة الإبداع، فأنت لا تصل إلى النجاح دون تجربة".
وخلال كلمته في القمة العالمية للذكاء الاصطناعي في أبوظبي، أوضح ثيغو أن تجربة كينيا تُظهر أن السياسة يجب أن تتبع الابتكار لا أن تسبقه. وأضاف: "نحن قادرون تماماً على الاستفادة من البنية التحتية القائمة، حتى عندما نبني بنيتنا الخاصة. نحن لا ننتظر البنية التحتية بل نبني عليها".
ووصف ثيغو كينيا بأنها "بلد إثبات القدرة على التوسع"، حيث يقوم المطورون المحليون بتصميم حلول تصل إلى المستخدمين الحقيقيين، وليس مجرد مشاريع تجريبية. وقال: "الغالبية من هؤلاء الشباب ليست لديهم حتى شهادة جامعية، ومع ذلك يبنون تطبيقات يستخدمها مئات الآلاف." وأضاف: "هناك ثقافة قوية من التعاون والعطاء".
وأشار ثيغو إلى أن كينيا تعمل أيضاً على ترسيخ مكانتها كمركز للبنية التحتية المستدامة للذكاء الاصطناعي، إذ تعتمد في نمو اقتصادها الرقمي على الطاقة النظيفة. وقال: "كينيا اليوم تعتمد بنسبة 92 في المائة على الطاقة الخضراء." وأضاف: "جميع مراكز البيانات التي تُبنى في كينيا تعمل بالطاقة النظيفة."
وأوضح أن هذا التفوق في مجال الطاقة سيساعد الدول الإفريقية على "تخطّي" نماذج التنمية القديمة من خلال الجمع بين الموارد المتجددة والبيانات المجتمعية المفتوحة والابتكار التعاوني. وتابع: "نحن بارعون في البناء على البنية التحتية القائمة، لا حاجة لإعادة اختراع العجلة — بل نطوّع البنى التحتية العالمية بما يخدم مجتمعاتنا."
قال توماس لماناوسكاس، نائب الأمين العام للاتحاد الدولي للاتصالات (ITU)، إن الدول النامية تشارك كينيا تفاؤلها بشأن قدرة الذكاء الاصطناعي على سد الفجوات التنموية القديمة. وأضاف: "لقد رأينا كيف ساعدت التكنولوجيا المحمولة والمدفوعات الرقمية في سد فجوات كبيرة — والسؤال الآن هو هل يمكن للذكاء الاصطناعي أن يحقق الشيء نفسه؟"
وتابع: "هناك حتى فجوة في النظرة التفاؤلية، فبينما يسود الشك في الدول المتقدمة، يعتقد نحو 70 في المائة من الناس في الدول النامية أن الذكاء الاصطناعي سيُحسّن حياتهم."
وأشار إلى أن الاتحاد الدولي للاتصالات يعمل مع الحكومات على بناء استراتيجيات وطنية للذكاء الاصطناعي وتعزيز الخبرات التقنية، مشيراً إلى أن 55 في المائة من الدول لا تزال تفتقر إلى أُطر تنظيمية رسمية. وقال: "نحن لا نبني الذكاء الاصطناعي من أجل الذكاء الاصطناعي نفسه، بل لتحسين نتائج التعليم والزراعة وإدارة الكوارث."
وقالت ناتاشا كرامبتون، رئيسة الذكاء الاصطناعي المسؤول في شركة مايكروسوفت، إن نهج إفريقيا القائم على الابتكار يجب أن يترافق مع آليات عملية لضمان النشر المسؤول. وأضافت: "لا يمكن فصل السياسات عن التكنولوجيا أو المهارات، فهي مترابطة بشكل وثيق."
وأكدت: "الأمر لا يتعلق بكتابة كلمات على الورق، بل بتحويل المبادئ إلى أدوات وممارسات تطبيقية." وأوضحت أن الهدف ليس إيقاف الابتكار، بل إدماج المسؤولية في كل مستوى من مراحل التصميم والهندسة.