الذكاء الاصطناعي يقتحم مقابلات العمل: تجربة بلا وجوه ولا مشاعر

مرحبًا بك في مقابلة العمل الخاصة بك... المقابل هو الذكاء الاصطناعي
جينيفر دان

جينيفر دان

تاريخ النشر
تود كورول
تود كورول

بدأ الباحثون عن عمل في الولايات المتحدة وكندا يواجهون مقابلات توظيف مع أصوات وأفاتارات افتراضية مدعومة بالذكاء الاصطناعي، بدلاً من التفاعل مع أشخاص حقيقيين. جينيفر دان، محترفة في التسويق من سان أنطونيو، تكساس، روت تجربتها مع "أليكس" — مُقابِل افتراضي أرسل لها رسالة نصية لتحديد موعد المقابلة، ثم أجرى معها مقابلة هاتفية. رغم أن "أليكس" كان ودود النبرة، إلا أن دان شعرت أن المحادثة "فارغة" وانسحبت قبل نهاية المقابلة، مشيرة إلى أن الذكاء الاصطناعي لم يستطع الإجابة عن معظم أسئلتها حول الوظيفة.

هذا التحول يعكس موجة جديدة من الذكاء الاصطناعي تُعرف بـ"الذكاء العامل" (agentic AI)، حيث تُوكل للروبوتات مهام إجراء محادثات حقيقية مع المتقدمين وتخصيص الأسئلة بناءً على إجاباتهم. ورغم أن أتمتة عمليات مثل تصفية السير الذاتية وتحديد المواعيد أصبحت شائعة، إلا أن المقابلات الشخصية ظلت حتى وقت قريب آخر مراحل التوظيف التي تحتاج إلى "لمسة بشرية". الآن، حتى هذه المرحلة باتت مهددة بفقدان الطابع الإنساني.

تجربة تشارلز ويتلي، خريج علوم الحاسوب والرياضيات، كانت "مجرّدة من الإنسانية" — إذ حاول الذكاء الاصطناعي تقليد البشر بإضافة عبارات ترددية مثل "آه" و"مم"، ما جعله يشعر وكأنه في "فيلم رعب". شركات ناشئة مثل Ribbon AI وTalently وApriora تقود هذا التوجه، حيث تتيح لجهات التوظيف إجراء مقابلات مع عدد أكبر من المرشحين وتخفيف العبء عن فرق الموارد البشرية، خصوصًا مع انتشار استخدام الذكاء الاصطناعي في كتابة السير الذاتية ورسائل التقديم.

يقول أرشام غهرماني، الرئيس التنفيذي لشركة Ribbon AI، إن المقابلات المدعومة بالذكاء الاصطناعي قد تكون أكثر تخصيصًا للمرشح، إذ تُطرح أسئلة مصممة خصيصًا للدور الوظيفي وتُبنى على إجابات المتقدم. مؤسسة Propel Impact غير الربحية في كندا استخدمت هذه التقنية لمقابلة 500 متقدم لبرنامج زمالة، مقارنة بـ150 فقط العام الماضي، ما أتاح توسيع نطاق التوظيف بشكل كبير.

مع ذلك، يؤكد خبراء التوظيف أن العنصر البشري لا يمكن الاستغناء عنه نهائيًا في اتخاذ قرارات التوظيف، إذ لا يزال الذكاء الاصطناعي عرضة للتحيز وغير قادر على تقييم الخبرات والمهارات بشكل شامل. لكن من المتوقع أن تزداد مقابلات الذكاء الاصطناعي مع سعي الشركات لزيادة الكفاءة وسرعة التوظيف.

البعض يرى في هذه التجربة جانبًا إيجابيًا، مثل جيمس غو، طالب إدارة الأعمال في كالغاري، الذي شعر براحة أكبر في الحديث مع الذكاء الاصطناعي مقارنة بمقابلة شخص حقيقي، وتمكن من التعبير عن نفسه بحرية أكبر، بل وحصل على الوظيفة.

أما دان، التي خضعت لتسع مقابلات عمل في شهرين، فتقول إنها ممتنة لأن مقابلة واحدة فقط كانت مع الذكاء الاصطناعي، مؤكدة: "لا أشعر أن الأمر حقيقي... ولا أرغب في تكرار التجربة."

موصى به

No stories found.
Khaleej Times - Arabic Edition
www.khaleejtimes.com