ابتكار جديد
ابتكار جديد

الخرسانة الراتنجية البوليمرية: حل مستدام لمشاكل البنية التحتية

تقدم المادة حلولاً جذرية للتحديات الأساسية من خلال مستويات غير مسبوقة من الاستدامة والمتانة والكفاءة
تاريخ النشر

أعلنت شركة "داو للإنشاءات" (DAW Construction)، بالتعاون مع الشركة القطرية الألمانية للبوليمرات، عن ابتكار جديد يُبشّر بثورة في عالم البنية التحتية، ألا وهو "الخرسانة الراتنجية البوليمرية". تقدم هذه المادة حلولاً جذرية للتحديات الأساسية في قطاع البنية التحتية، وذلك من خلال مستويات غير مسبوقة من الاستدامة والمتانة والكفاءة، ما يرفع معايير المرونة الحضرية.

وعلى عكس الخرسانة المسلحة التقليدية، تُلغي الخرسانة الراتنجية البوليمرية استخدام الماء أثناء عملية تصنيعها، وهي ميزة في غاية الأهمية في ظلّ تفاقم مشكلة ندرة المياه عالمياً. وتواجه الحكومات اليوم ضغوطاً متزايدة لتقليل التأثير البيئي، وتقدّم الخرسانة الراتنجية البوليمرية حلاً يجمع بين الابتكار والمسؤولية البيئية. إلى جانب عملية التصنيع الموفرة للمياه، تتميز هذه الخرسانة بعمر افتراضي يزيد عن 100 عام، مما يتجاوز بكثير الخرسانة التقليدية التي غالباً ما تتطلب إصلاحات وصيانة مكلفة بعد بضعة عقود فقط.

وتسلّط تحليلات تكلفة دورة الحياة الضوء على الفوائد المالية الكبيرة للخرسانة الراتنجية البوليمرية. فعلى مدى 60 عاماً، تشير التقديرات إلى أن تكلفة هذه الخرسانة تستقر عند حوالي 5000 ريال قطري فقط، بينما تتجاوز تكلفة الهياكل الخرسانية التقليدية 24000 ريال قطري خلال الفترة نفسها، وذلك بسبب الحاجة المستمرة للصيانة والتصليح. وهذا ما يجعل الخرسانة الراتنجية البوليمرية خياراً اقتصادياً مثالياً للحكومات التي تتطلع إلى القيام باستثمارات بنية تحتية مستدامة وعالية الكفاءة.

وأكّد طارق مصباح عبد الرحمن، المدير العام لشركة "داو للإنشاءات"، على الإمكانات التحويلية لهذه المادة، قائلاً: "اليوم، لم نعد نشيّد المباني فحسب، بل نبني مستقبلاً مستداماً. فالخرسانة الراتنجية البوليمرية تجسد مفهوماً جديداً للإنشاءات، حيث تتضافر فيه السرعة والقيمة مع الالتزام البيئي. إنها مادة تتخطّى عيوب الخرسانة التقليدية، كالتآكل وصعوبة الصيانة، وتقلّص فترات الإنشاء بشكل ملفت. وبهذا، فهي تساهم في ترسيخ مكانة الإمارات كدولة رائدة عالمياً في التنمية الحضرية المستدامة."

أما عن الخصائص التقنية لهذه الخرسانة، فتتميز بقوة تحمّل هائلة تصل إلى 120 ميجا باسكال، مع معدل امتصاص للمياه يكاد يكون منعدماً. وبفضل وزنها الخفيف، تسهّل الخرسانة الراتنجية البوليمرية عمليات النقل والتركيب، مما يوفر في تكاليف العمالة والمعدات. كما أن مقاومتها الفائقة للتآكل تُغني عن الحاجة إلى التدعيم، مما يجعلها مثالية في تطبيقات كثيرة، لا سيما في شبكات الصرف الصحي، وقنوات تصريف المياه، وأغطية البالوعات.

ولا تقتصر مميزات الخرسانة الراتنجية البوليمرية على قوتها ومتانتها، بل تتعدّاها إلى مرونتها التي تتيح استخدامها في تطبيقات متنوعة، من أنظمة الصرف الصحي المتطورة، إلى مشاريع الحماية من الفيضانات، وصولاً إلى شبكات النقل الحضري. ويزيد من جاذبيتها قدرتها على التكيف مع التصاميم المعقدة، مما يفتح آفاقاً جديدة أمام مصممي البنية التحتية. وبفضل سرعة الإنشاء التي تتيحها، وتقليل هدر المواد، ومتانتها الفائقة، تُعدّ الخرسانة الراتنجية البوليمرية الحل الأمثل لمواجهة تحديات التغير المناخي والنمو السكاني المتسارع في المدن.

وتعليقاً على المتطلبات المتغيرة للسوق، أضاف طارق: "نشهد اليوم تغيّراً جذرياً في قطاع الإنشاءات، حيث تتطلّع الحكومات والمطوّرون إلى حلول بنية تحتية متكاملة وليست مجرد مواد بناء. وتُلبّي الخرسانة الراتنجية البوليمرية هذه الحاجة بكفاءة، فهي تواجه تحديات كبرى مثل الفيضانات والتوسع العمراني السريع، مع الحفاظ على البيئة. إنّ شراكتنا مع الشركة القطرية الألمانية للبوليمرات تتيح لنا طرح هذا المنتج الرائد في الأسواق، وهو ما يضمن للإمارات مواصلة ريادتها في ابتكار وتطوير البنية التحتية عالمياً."

وقد تجسد هذا التوجه بوضوح في معرض "الخمسة الكبار العالمي 2024"، حيث أثبتت شركتا "داو للإنشاءات" و"الشركة القطرية الألمانية للبوليمرات" ريادتهما في بناء مدن المستقبل الذكية والمستدامة. فالخرسانة الراتنجية البوليمرية لا تحقق الكفاءة المالية فحسب، بل تمهد الطريق نحو غد أكثر صموداً واستدامة للحكومات والمطورين العمرانيين.

Khaleej Times - Arabic Edition
www.khaleejtimes.com