التطورالاقتصادي أوسطياً يفرض تحديات على صعيد الأمن السيبراني

تسعى "أوبسوات" إلى تعزيز الدفاعات للبنية التحتية الحيوية في المنطقة
التطورالاقتصادي أوسطياً يفرض تحديات على صعيد الأمن السيبراني
تاريخ النشر

شهد الشرق الأوسط تحوّلاً كبيراً خلال العقدين الماضيين، إذ لم يعد اقتصاده معتمداً على قطاعي النفط والغاز، بل توسّع ليشمل مجالات متنوعة مثل الصناعات المصرفية والتصنيع والشحن وغيرها من الصناعات الحيوية اليوم.

وبات لكل من هذه الصناعات احتياجات فريدة من نوعها على صعيد البنية التحتية والأمن السيبراني، خصوصاً في ظل صعود تقنيات الذكاء الاصطناعي وتوسّع استخدامها.

وتسعى شركة أوبسوات (OPSWAT)، الرائدة في مجال الأمن السيبراني للبنية التحتية الحيوية، إلى سد الفجوة في هذا المجال من خلال أنظمة متعددة الطبقات. وقال بيني تشارني، الرئيس التنفيذي ومؤسس ورئيس مجلس الإدارة، على هامش مشاركته في معرض "جيسيك جلوبال" (Gisec Global): "تعتمد العديد من أدوات الذكاء الاصطناعي اليوم على تحليل حركة البيانات في الشبكات لاكتشاف الأنماط ونقاط الضعف. ومن خلال منصتنا، نوفر طبقة إضافية من الحماية ضد هذه التهديدات المتطورة".

مقتطفات من المقابلة.

غالباً ما يُوصف الذكاء الاصطناعي بأنه سلاح ذو حدين في مجال الأمن السيبراني. كيف ترى تأثير الذكاء الاصطناعي على هذا القطاع، وكيف يتم دمجه في حلولك؟

أنت محق تماماً - الذكاء الاصطناعي سلاح ذو حدين. فبينما يوفر فرصاً هائلة للتطور، فهو أيضاً أداة فعّالة للمخترقين. نهجنا في استخدام الذكاء الاصطناعي في مجال الأمن السيبراني متعدد الجوانب.

أولاً، نركز على تجديد البيانات. من خلال إنشاء ملفات جديدة تستخرج فقط مسارات البيانات النظيفة من الملفات الأصلية (ملفات JPEG، والشعارات، وغيرها)، نُصعّب على البرمجيات الخبيثة القائمة على الذكاء الاصطناعي تجاوز دفاعاتنا.

نعمل أيضاً مع وزارة الأمن الداخلي الأمريكية، وقد طورنا حلولاً فريدة مثل نظام نقل الملفات الضوئي. يستخدم هذا النظام نظاماً أحادي الاتجاه ومتعدد الكابلات، مما يضمن فعلياً عدم اختراق البيانات، ويوفر عزلاً موثوقاً.

هذا أمر بالغ الأهمية، لأن العديد من أدوات الذكاء الاصطناعي اليوم تُحلل حركة مرور الشبكة لاكتشاف الأنماط والثغرات الأمنية. تُوفر منصتنا مستوىً إضافياً من الحماية ضد هذه التهديدات المتطورة.

كانت أدوات الأمن السيبراني معروفةً سابقاً بإبطاء أداء النظام. كيف تتعاملون مع هذه المخاوف اليوم؟

هذه نقطة مهمة. جدران الحماية التقليدية، على سبيل المثال، أصبحت غير فعّالة. طُوّرت في زمن كان الناس يستخدمون فيه خدمات مثل ياهو، وكانوا لا يصلون إلى الشبكات إلا من المكاتب، وكان التشفير محدوداً للغاية. أما اليوم، فالشبكات موزعة على نطاق واسع، ومعظمها مشفّر.

أصبحت جدران الحماية مثقلة بالمعلومات والثغرات الأمنية. تستخدم بعض الشركات الكبيرة أكثر من 3000 جدار حماية، وتحافظ على قواعد معقدة للغاية، مما يجعل اختراق الشبكة أسهل من إدارة إعدادات جدران الحماية بفعالية.

لذا، مع أننا لا ندعو إلى استبدال جدران الحماية بالكامل، إلا أننا نوصي بحلول المسار الضوئي كبديل أكثر أماناً وكفاءة في بعض الحالات. فهي توفر أداءً أفضل وأماناً أقوى للأنظمة الحديثة والموزعة.

ما هي توقعاتكم لسوق الأمن السيبراني في الشرق الأوسط؟

شهد الشرق الأوسط تحوّلاً لافتاً خلال العقدين الماضيين؛ فبعد أن كان يعتمد بشكل شبه كامل على قطاعي النفط والغاز، بات اليوم يشمل مجالات متعددة مثل البنوك، والتصنيع، والشحن، وغيرها من الصناعات، ولكلٍ منها احتياجات خاصة من حيث البنية التحتية ومتطلبات الأمن السيبراني.

تتخذ المملكة العربية السعودية، على وجه الخصوص، خطوات جريئة في مجال الذكاء الاصطناعي، وهذا سيُحدث تغييراً جذرياً في مشهد الأمن السيبراني خلال السنوات القليلة القادمة. كما تُعدّ الحوسبة الكمومية مجالاً قيد التطوير هنا، مما قد يُحدث نقلة نوعية في تقنيات التشفير.

مع ازدياد تعقيد الشبكات وتنوّع تدفقات البيانات، فإن الحاجة إلى حلول أمن سيبراني عالية الموثوقية لم تعد تقتصر على قطاع النفط والغاز فقط، بل تشمل النظام الاقتصادي بأكمله. ونحن فخورون بتواجدنا في المنطقة، ونسعى بنشاط إلى بناء شراكات مع الجهات المحلية للمساهمة في حماية البنية التحتية الحيوية في مختلف القطاعات.

ما هي المنتجات والخدمات الرئيسية التي تركزون عليها؟

نركز على حماية البنية التحتية الحيوية، وهو مجالٌ صعبٌ ومعقد، خاصةً فيما يتعلق بالشبكات. تتصل منصتنا مباشرةً بأنظمة المؤسسات لالتقاط تدفق البيانات وتدفق الشبكة داخل الشبكات المادية وخارجها. من الناحية التقنية، نعرض مجموعةً متكاملةً من التقنيات تشمل CDR (نزع سلاح المحتوى وإعادة بنائه)، والمسح المتعدد، ومنع فقدان البيانات (DLP)، بالإضافة إلى 10 تقنيات أخرى صممناها خصيصاً لحماية البنية التحتية الحيوية.

ندير أيضاً أكاديمية تدريب "أوبسوات"، حيث درّبنا مئات الآلاف من المحترفين حول العالم، منهم العديد من الشرق الأوسط. إنه لأمر نفخر به للغاية لأننا نعتبر الأمن السيبراني للبنية التحتية الحيوية مهمة شاملة، وقد تلقينا إشادات واسعة على جهودنا.

موصى به

No stories found.
Khaleej Times - Arabic Edition
www.khaleejtimes.com