البلاتين: ملاذ جديد للمستثمرين مع تراجع جاذبية الذهب

التفاؤل في الأسواق يتزايد مدعوماً بتقرير يشير إلى ازدياد حدة العجز في السوق.
البلاتين: ملاذ جديد للمستثمرين مع تراجع جاذبية الذهب
تاريخ النشر

بينما يواصل الذهب التقدّم نحو مستوياته القياسية بعد فترة من التراجع الأسبوع الماضي، قد يرى المستثمرون فرصة واعدة في معدن ثمين آخر، ألا وهو البلاتين.

بعد سنوات من الأداء الضعيف، يبدو أن البلاتين – المعدن شبه الصناعي الذي نُسي إلى حد كبير – ينحصر حالياً في نطاق تداول ضيق، الأمر الذي قد يُفضي قريباً إلى تحرك حاد وفقاً لما يتوقعه المحللون.

يستخرج البلاتين بشكل رئيسي من جنوب إفريقيا، ويتركز استخدامه في المحوّلات الحفّازة ومعدات المختبرات العلمية. إلا أنه لا يزال يُتداول بسعر منخفض نسبياً على مرّ التاريخ، خصوصاً بالمقارنة مع الذهب الذي تضاعف الطلب عليه من البنوك المركزية منذ 2022، ليبلغ الفارق ذروته قبل شهر حيث أصبح سعر أونصة واحدة من الذهب يعادل 3.6 أونصات من البلاتين.

ومنذ ذلك الحين، انخفضت نسبة السعر بين الذهب والبلاتين إلى نحو 3.2، حيث كسب البلاتين 5% من قيمته، في حين تراجع الذهب بنسبة تقترب من 6%، وسط تفاؤل اقتصادي ناتج عن الهدنة التجارية بين الصين والولايات المتحدة لمدة 90 يوماً. وقد تسببت هذه التطورات في تراجع جاذبية الذهب كملاذ آمن، مما أدى إلى عمليات بيع لجني الأرباح. وقال أولي هانسن، رئيس استراتيجية السلع في ساكسو بنك، في تقرير له: "عند اختراق نطاق التداول الضيّق الحالي — والذي يميل حالياً للصعود — سنتمكن من معرفة ما إذا كان المتداولون المعتمدون على التحليل الفني سيدفعون الأسعار نحو الأعلى، أو أن هيمنة الذهب كملاذ آمن ستبقيه في موقع الصدارة".

وبعد عقد من التداول العرضي بمتوسط قدره 955 دولاراً للأونصة، فإن أي تغير فعلي في مسار البلاتين يتطلب اختراقاً سعرياً واضحاً. ولتحقيق ذلك، يركز المحللون حالياً على مستوى المقاومة عند 1,012 دولاراً، الذي يخضع للاختبار اليوم، بالإضافة إلى خط الاتجاه الهابط الممتد منذ عام 2008، والذي يقع في إغلاق شهر مايو الحالي عند نحو 1,025 دولارًا.

يحظى التفاؤل في السوق بدعم من معطيات أساسية، أبرزها ما كشفه مجلس الاستثمار في البلاتين في تقريره الفصلي الأخير، حيث توقّع اتساع العجز بين العرض والطلب ليصل إلى نحو مليون أونصة. وهذه هي السنة الثالثة على التوالي التي يجري فيها الاعتماد على المخزونات فوق الأرض لتلبية الطلب، خاصة من قطاع السيارات، إضافة إلى تعافي الطلب في الصين على المجوهرات والسبائك والعملات. وبلغ هذا التعافي ذروته في الشهر الماضي، حين استوردت الصين أكبر كمية من البلاتين خلال عام، مستفيدة من استقراره وسعره المنخفض مقارنة بالذهب، بحسب تصريح هانسن.

في الوقت الحالي، لا يزال المضاربون في سوق العقود الآجلة لبورصة كومكس — والذين يشملهم التعريف الأوسع للجنة تداول السلع الآجلة (CTFC) كمستثمري الأموال المُدارة وصناديق التحوط وجهات أخرى — تداول البلاتين من موقع حيادي أو مع ميل طفيف للشراء، وهو ما يُعزى إلى غياب اتجاه واضح في السوق. أما المستثمرون الذين يركّزون على المدى الطويل ويعتمدون على صناديق استثمار المتداولة المدعومة بالبلاتين والمسجلة في الغرب، فيمتلكون حالياً 3.18 مليون أونصة، بحسب بيانات بلومبرغ، مرتفعة من أدنى مستوى لها في أبريل 2024 عند 2.89 مليون، لكنها لا تزال أقل بكثير من ذروتها المسجلة في عام 2021 التي اقتربت من 4 ملايين أونصة.

انطلق هذا الأسبوع "أسبوع البلاتين في لندن 2025"، بتنظيم من سوق لندن للبلاتين والبلاديوم (LPPM)، وقد يسهم في تسليط الضوء على السوق مجدداً، إذ يجمع الحدث بين شركات التعدين والمصافي والتجار والمحللين ومزوّدي الخدمات، بهدف مناقشة تطورات القطاع والاستراتيجيات المستقبلية.

موصى به

No stories found.
Khaleej Times - Arabic Edition
www.khaleejtimes.com