

الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي والشيخة بدور بنت سلطان القاسمي والدكتور ثاني بن أحمد الزيودي وعدد من كبار المسؤولين في صندوق الشارقة للاستثمار اليوم الأربعاء.
برزت دولة الإمارات كمغناطيس عالمي للاستثمار الأجنبي المباشر (FDI)، حيث اجتذبت رقماً قياسياً بلغ 45.6 مليار دولار في عام 2024، وهو ما يمثل 55.6% من إجمالي التدفقات الوافدة إلى منطقة الشرق الأوسط، وفقاً لمعالي الدكتور ثاني بن أحمد الزيودي، وزير دولة الإمارات للتجارة الخارجية
وقد شكّل هذا الارتفاع في الاستثمارات خلفية افتتاح المنتدى المشترك الثامن للاستثمار في الشارقة (SIF) والمؤتمر العالمي التاسع والعشرين للاستثمار (WIC)، المنعقد تحت شعار "تحويل عالمنا: الاستثمار من أجل مستقبل مرن ومستدام".
افتتح سمو الشيخ سلطان بن أحمد القاسمي، نائب حاكم الشارقة، رئيس مجلس الشارقة للإعلام، والشيخة بدور بنت سلطان القاسمي، رئيسة هيئة الشارقة للاستثمار والتطوير (شروق)، المنتدى الذي استمر يومين، وحضره أكثر من 10 آلاف مشارك من 142 دولة. ومثّل هذا الحدث إنجازًا بارزًا للشارقة ودولة الإمارات العربية المتحدة في صياغة حوار الاستثمار العالمي، لا سيما فيما يتعلق بالاستدامة والتحول الرقمي والمرونة الاقتصادية.
وقالت الشيخة بدور بنت سلطان القاسمي رئيسة هيئة الشارقة للاستثمار والتطوير "شروق" في كلمتها الرئيسية:"على مدى عشر سنوات، عكس هذا المنتدى فلسفة الشارقة القائمة ليس على النمو لمجرد النمو، بل على النمو الذي يمكّن المجتمع، ويقوّي المؤسسات، ويضمن استدامة الأجيال القادمة. ويُظهر لنا التاريخ أن الحكومات عندما تستثمر في شعوبها ومؤسساتها وبنيتها التحتية، فإن رؤوس الأموال الأجنبية تتبعها. في الشارقة، أخذنا هذا المبدأ على محمل الجد. وبدلاً من الاعتماد على الحوافز، قمنا ببناء منظومة قوية، وعزّزنا المؤسسات، وحسّنا البنية التحتية، وضَمِنا اليقين والمرونة التنظيمية."
ومن جانبه قال معالي أحمد الزيودي وزير التجارة الخارجية: "تدرك دولة الإمارات احتياجات الاقتصادات الناشئة، وقد وضعت مخططاً للنجاح محلياً ودولياً. نحن نعرف أن جذب وتوظيف الاستثمارات يتطلب تفكيراً تعاونياً، ومن خلال هذا المنتدى يمكن لمناقشاتنا أن ترسم اتجاهاً جديداً للاستثمار العالمي، يُسهم في إطلاق الإمكانات في كل دولة."
نُظم المنتدى من قبل مكتب الاستثمار الأجنبي في الشارقة (استثمر في الشارقة)، بالشراكة مع الرابطة العالمية لوكالات ترويج الاستثمار (WAIPA) ووزارة الاستثمار الإماراتية. ويركز جدول أعماله على التحولات الرئيسية في الجغرافيا السياسية والمناخ والتكنولوجيا، وعلى كيفية إعادة تشكيل الاستثمار المستدام والتمويل الأخضر لأولويات الاقتصاد العالمي خلال العقد القادم.
وقد عبّر القادة العالميون عن إعجابهم بجاذبية الإمارات الاستثمارية خلال الجلسة الرفيعة المستوى المعنونة: "رؤى القادة العالميين: إعادة رسم استراتيجيات ترويج وتسهيل الاستثمار في ظل التحول الاقتصادي العالمي."
دعا وامكيلي مين، الأمين العام لمنطقة التجارة الحرة القارية الأفريقية (AfCFTA)، إلى "نموذج جديد من دبلوماسية الاستثمار، يربط رأس المال بالفرص عبر الجنوب العالمي"، بينما أكد محمد ملا يعقوب، الرئيس المنتخب حديثاً للرابطة العالمية لوكالات ترويج الاستثمار (WAIPA)، أن "الاستثمار الأجنبي المباشر ليس مجرد حركة لرؤوس الأموال، بل هو محرك قوي للتنمية والابتكار والفرص".
وأشاد الدكتور محمد العريان، المستشار الاقتصادي الأول في شركة "أليانز"، بالموقع الاستراتيجي للإمارات في عالم متعدد الأقطاب، قائلاً: "تُعد الإمارات واحدة من الدول القليلة القادرة على العمل بفعالية وحياد على محاور متعددة. إنها في موقع مثالي لتبقى بمنأى عن تقلبات سلاسل الإمداد العالمية ولتنشر الذكاء الاصطناعي بدقة لا مثيل لها."
كما سلط المنتدى الضوء على الأداء الاقتصادي لإمارة الشارقة، حيث ساهم اقتصادها غير النفطي بأكثر من 98% من الناتج المحلي الإجمالي للإمارة، وبلغت تدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر 1.5 مليار دولار في النصف الأول من عام 2025. ومع تحول تدفقات الاستثمار العالمية نحو الاستدامة والمرونة، تواصل الإمارات بسياستها الاستباقية وقيادتها التعاونية ترسيخ موقعها كمهندس رئيسي لمستقبل مشهد الاستثمار العالمي.