الإمارات: كيف تتعامل مع أول 90 يومًا في وظيفتك الجديدة

إليك كيفية بناء الثقة وتحقيق الأثر وترسيخ مكانتك
الإمارات: كيف تتعامل مع أول 90 يومًا في وظيفتك الجديدة
تاريخ النشر

بدء وظيفة جديدة أمر مثير ومُربك في آن واحد. لقد تم اختيارك من بين مجموعة من المرشحين، لكن الاختبار الحقيقي يبدأ بمجرد عبورك الباب. في دولة الإمارات العربية المتحدة، حيث معايير العمل عالية والمنافسة شديدة، تعتبر الأيام التسعون الأولى حاسمة. تحدد هذه الفترة غالبًا ما إذا كنت ستزدهر أو تتوقف أو تكافح. ولكن بالنهج الصحيح، يمكنك تحويل هذه الأشهر إلى أساس لحياة مهنية ناجحة.

لماذا تعتبر أول 90 يومًا مهمة؟

عادةً ما تتراوح فترات الاختبار في دولة الإمارات العربية المتحدة بين ثلاثة وستة أشهر. خلال هذا الوقت، يقيّم أصحاب العمل أكثر من مجرد مهاراتك التقنية. إنهم يقيمون مدى انسجامك مع الفريق، وتكيفك مع ثقافة الشركة، وإضافة القيمة. بالنسبة لك، هي فرصة لتأكيد أن الدور يتوافق مع توقعاتك وأهدافك. فكر في الأيام التسعين الأولى على أنها "مرحلة التعارف" في مسيرتك المهنية مع صاحب عمل جديد. يتعلم كلا الطرفين عن بعضهما البعض، ويبنيان الثقة، ويقرران ما إذا كان للعلاقة مستقبل. إن الطريقة التي تظهر بها لها تأثيرات دائمة.

بناء الثقة من اليوم الأول

تُكتسب الثقة من خلال الاتساق والاعتمادية. قد تبدو إجراءات مثل الوصول في الوقت المحدد، والالتزام بالمواعيد النهائية، وإظهار الاحترام للزملاء أساسية، لكنها تشكل حجر الزاوية للمصداقية المهنية.

كن استباقيًا في التواصل. إذا كنت غير متأكد من مهمة ما، اطرح الأسئلة. دوّن الملاحظات أثناء الاجتماعات، وتابع عند الضرورة، وأظهر المساءلة. يقدر المشرفون الموظفين الذين يتحملون المسؤولية ويظهرون اهتمامًا بالتفاصيل دون الحاجة إلى تذكيرات مستمرة.

تحقيق الأثر مبكرًا

يرغب أصحاب العمل في رؤية دليل على أنهم اتخذوا قرار التوظيف الصحيح. ابحث عن طرق صغيرة ولكن ذات مغزى للمساهمة - سواء كان ذلك من خلال تحسين عملية ما، أو دعم زميل مشغول، أو تقديم أفكار جديدة في جلسة عصف ذهني. فكر في الأمر كالانضمام إلى فريق رياضي. قد لا تسجل الهدف الفائز في يومك الأول، ولكن الحضور إلى التدريب، وتمرير الكرة بفاعلية، ودعم زملائك في الفريق يثبت أنك شخص يمكن الاعتماد عليه. وبالمثل، فإن المساهمات المبكرة في العمل تشير إلى أنك مستثمر في نجاح الفريق. لا تحاول إصلاح الأنظمة بين عشية وضحاها، ولكن حدد مكاسب سريعة تُظهر المبادرة والقدرة على حل المشكلات. وازن بين الثقة والتواضع من خلال مشاركة الأفكار باحترام مع فهم كيفية سير الأمور حاليًا.

تعلم الثقافة

كل شركة لديها قواعدها غير المكتوبة الخاصة، وفي دولة الإمارات العربية المتحدة، تُعد الحساسية الثقافية أمرًا ضروريًا. انتبه إلى كيفية تواصل الزملاء، وكيفية عقد الاجتماعات، وكيفية اتخاذ القرارات. راقب أولاً، ثم تكيّف. على سبيل المثال، تؤكد بعض أماكن العمل على التسلسل الهرمي، بينما يقدّر البعض الآخر التعاون المفتوح. إن احترام الممارسات الثقافية، مثل تحية الناس خلال شهر رمضان أو استخدام الألقاب الرسمية عند مخاطبة كبار الموظفين، يبرهن على الاحترافية.

بناء العلاقات، وليس مجرد المعارف

التواصل داخل شركتك لا يقل أهمية عن التواصل الخارجي. تواصل مع الزملاء عبر الأقسام بتقديم بسيط لنفسك، أو عرض المساعدة، أو إظهار التقدير لعملهم.

ولكن تذكر أن الزملاء ليسوا عائلة أو أصدقاء مدى الحياة. يجب أن تكون للعلاقات المهنية دائمًا حدود. فالمشاركة المفرطة في القضايا الشخصية، أو نشر محتوى غير لائق على وسائل التواصل الاجتماعي، أو التعامل مع علاقات العمل كصداقات عابرة يمكن أن يضر بسمعتك. في العصر الرقمي الحالي، كل ما تشاركه يكون مرئيًا وغالبًا ما تتم مراقبته. حافظ على تواصلك المهني وعلى مظهرك الرقمي مصقولاً. توفر لك علاقات العمل القوية حلفاء وموجهين ومتعاونين.

وجه تركيزك على العلم

تعلم قدر المستطاع عن دورك، وقسمك، وأهداف الشركة. ادرس سياسات الشركة، والأنظمة التقنية، واتجاهات الصناعة. اسأل مديرك عن مؤشرات الأداء الرئيسية حتى تعرف بالضبط كيف سيتم قياس نجاحك. من خلال إظهار الحماس للتعلم، فإنك تُظهر التواضع وإمكانات النمو، وهي صفات يقدّرها أصحاب العمل.

الخلاصة

تُعد أيامك التسعون الأولى في وظيفة جديدة نافذة فريدة للفرص. من خلال بناء الثقة، وتحقيق انتصارات صغيرة ولكن مرئية، والتكيف مع الثقافة، وتكوين علاقات مهنية ذات مغزى، فإنك تضع أساسًا قويًا للنجاح على المدى الطويل. لقد تم توظيفك لمهاراتك، ولكن سيتم الاحتفاظ بك لموقفك، وقدرتك على التكيف، والأثر الذي تخلقه. تعامل مع فترة الاختبار لا كمحنة، بل كمنصة انطلاق. في سوق العمل في دولة الإمارات العربية المتحدة، أولئك الذين يتقنون الأيام التسعين الأولى هم من يفتحون آفاق نمو وظيفي جديدة.

wknd@khaleejtimes.com

موصى به

No stories found.
Khaleej Times - Arabic Edition
www.khaleejtimes.com