الإمارات تقود موجة الفخامة الجديدة في العالم

الدولة تعيد تشكيل مفهوم الرفاهية عبر تجارب فريدة تمزج بين العافية والثقافة والاستدامة
متسوقون في مول الإمارات بدبي. في عام 2025، ستشكل المتاجر الفعلية 81% من مبيعات السلع الفاخرة الشخصية العالمية، مما يؤكد متانة تجارة التجزئة المباشرة في عصر رقمي متزايد.

متسوقون في مول الإمارات بدبي. في عام 2025، ستشكل المتاجر الفعلية 81% من مبيعات السلع الفاخرة الشخصية العالمية، مما يؤكد متانة تجارة التجزئة المباشرة في عصر رقمي متزايد.

تاريخ النشر

برزت الإمارات كواحدة من أسرع أسواق الفخامة نمواً في العالم، حيث يتوقع تقرير شركة "يورومونيتور إنترناشيونال" معدل نمو قوي يبلغ 9 في المائة بين عامي 2025 و2030.

تسهم زيادة عدد الأثرياء في الدولة، وتنامي الإقبال على الفخامة التجريبية، وتوسع قطاعات العافية ونمط الحياة في جعل الإمارات محركاً رئيسياً للطلب العالمي على الفخامة.

وفقاً لتقرير "السوق العالمية للسلع الفاخرة 2025" الصادر عن "يورومونيتور"، فإن صناعة الفخامة العالمية، التي تبلغ قيمتها الآن 1.5 تريليون دولار، لا تزال مرنة على الرغم من حالة عدم اليقين الاقتصادي والتوترات الجيوسياسية. وتقف الإمارات ومنطقة الشرق الأوسط الأوسع في طليعة هذا الزخم، لتنضم إلى صفوف جنوب إفريقيا والسويد والهند وإندونيسيا كأبرز محركات النمو العالمية.

يعكس تحول الإمارات من وجهة للتسوق الراقي إلى مركز للفخامة الغامرة تطوراً أوسع في سلوك المستهلكين – تطوراً يفضل الارتباط العاطفي والتميز والانخراط الثقافي على مجرد الامتلاك.

في عام 2025، شكلت المتاجر الفعلية 81% من مبيعات السلع الفاخرة الشخصية على مستوى العالم، مما يؤكد مرونة تجارة التجزئة التقليدية في عصر رقمي متنامٍ. ويعود المستهلكون الأثرياء، خصوصاً في الإمارات، إلى البوتيكات الفاخرة ليس للتسوق فقط، بل للتفاعل مع خدمات مصمّمة خصيصاً، وسرد قصصي غامر، وضيافة راقية المستوى.

وقالت فلور روبرتس، مديرة الرؤى العالمية للسلع الفاخرة في "يورومونيتور إنترناشيونال": "وسط حالة عدم اليقين في السوق، تتحول الصناعة من النماذج القائمة على المنتج إلى التفاعل القائم على التجربة. أصبحت العافية ونمط الحياة والانسجام العاطفي مؤشرات جديدة للمكانة".

في الواقع، أصبحت الفخامة في الإمارات اليوم مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بالعافية ونمط الحياة. إذ يشهد الطلب على الضيافة القائمة على المنتجعات الصحية، والمنتجعات الفاخرة، والعقارات المدفوعة بالعافية ارتفاعاً كبيراً مع سعي الأثرياء إلى مساحات تجمع بين الترف والصحة.

يتماشى ذلك مع الاتجاهات العالمية، إذ نما قطاع الفخامة التجريبية بنسبة 8 في المائة في عام 2025 ليصل إلى 103 مليارات دولار، مدفوعاً بالطلب المتزايد على السفر الفاخر، والوجهات العلاجية، والخدمات القائمة على أسلوب الحياة. وفي دبي وأبوظبي، تعيد المشاريع الكبرى مثل "أتلانتس ذا رويال"، و"منتجع بولغري"، و"ماندارين أورينتال" تعريف الضيافة الفاخرة عبر تجارب عافية مخصصة، وتنسيق فني، وشراكات طهي حصرية.

كما تعيد الفئة الثرية المتقدمة في العمر تشكيل مفهوم الفخامة. إذ أصبح المستهلكون فوق سن الستين من أسرع الفئات نمواً وأكثرها تأثيراً في الإنفاق على مستوى العالم.

ومع ازدياد متوسط العمر المتوقع والتركيز على الحيوية، تدفع هذه الفئة الطلب نحو فخامة راقية لكنها ذات معنى من منتجات العناية بالبشرة الشاملة للعمر، والسفر المنسق، إلى مجتمعات العافية ومساكن التقاعد الفاخرة.

وأضافت روبرتس: "إن هذا الجيل يعيد تعريف الترف من خلال البحث عن تجارب تعزز جودة الحياة. لم يعد الأمر يتمحور حول البذخ، بل حول الهدف والصحة والارتباط الإنساني".

يتجلى هذا التطور في الطريقة التي توطّن بها العلامات التجارية وجودها في الإمارات. فقد أطلقت دور مثل "ديور" و"لويس فويتون" و"شانيل" توسعات بوتيكية تمزج بين الحرفية والسرد الثقافي، بينما تمزج العلامات الإماراتية مثل "ذا غيفنغ موفمنت" و"أركاديا" بين الاستدامة والفخامة المحلية الصنع.

كما تتكيف العلامات التجارية للسيارات الفاخرة مع تفضيلات المستهلكين المتغيرة، حيث تزداد شعبية السيارات الكهربائية عالية الأداء من "بنتلي" و"رولز رويس" بين المشترين الشباب والمهتمين بالبيئة.

يبقى التفاعل الرقمي محورياً في تجربة الفخامة، حتى مع ازدهار تجارة التجزئة الفعلية. فقد كشف "استطلاع صوت المستهلك: التجزئة 2025" الصادر عن "يورومونيتور" أن 52 في المائة من المستهلكين ذوي الدخل المرتفع يفضلون الآن التسوق للموضة في المتاجر ارتفاعاً من 36 في المائة في عام 2023، إلا أن كثيرين منهم يتوقعون أيضاً دمجاً رقمياً سلساً.

توازن العلامات التجارية بين التقنية والتفاعل البشري من خلال تقديم استشارات افتراضية، وتنسيق عبر الذكاء الاصطناعي، وتجارب غامرة في الميتافيرس، مع الحفاظ على خصوصية التسوق التقليدي.

ومع استمرار الإمارات في ترسيخ مكانتها كعاصمة للفخامة في الشرق الأوسط، فإن مزيجها من الطموح الثقافي، والدخل المرتفع للفرد، والبيئة المواتية للابتكار يجذب كبار اللاعبين العالميين في قطاع الفخامة. ومع وجود أكثر من 200 جنسية مقيمة في الدولة وتجاوز أعداد السياح لمستويات ما قبل الجائحة، فإن الطلب على تجارب فاخرة مخصصة ومفعمة بالعافية ومستدامة لا يظهر أي بوادر للتباطؤ.

تعكس مسيرة الدولة الاتجاهات العالمية ولكن بلمسة إقليمية مميزة، حيث تصبح الفخامة تعبيراً عن أسلوب حياة بدلاً من كونها مجرد رمز للثراء.

واختتمت روبرتس بالقول: "بالنسبة للعلامات التجارية، تمثل هذه اللحظة فرصة حاسمة لإعادة التفكير في مفهوم الفخامة من منظور العمر الطويل والعافية والانغماس الواعي. سيكون مستقبل الفخامة مرسوماً عند تقاطع التجربة والعاطفة والابتكار، والإمارات تتصدر هذا المشهد بالفعل."

موصى به

No stories found.
Khaleej Times - Arabic Edition
www.khaleejtimes.com