تم تحذير الشركات الناشئة في مجال التكنولوجيا في الشرق الأوسط بضرورة رفع مستوى أدائها مع تصاعد المنافسة العالمية في جميع أنحاء المنطقة، وخاصة في الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية، حيث يعمل تدفق المؤسسين الدوليين على إعادة رسم المشهد.
ومع ترسيخ مكانة دبي كمركز جذب للمواهب التقنية العالمية وظهور أبوظبي كواحدة من أسرع مراكز الشركات الناشئة نمواً في المنطقة، حيث سجلت زيادة بنسبة 28% في قيمة النظام البيئي العام الماضي، فإن المؤسسين يتعرضون لضغوط متزايدة لإثبات جدارتهم في مناخ استثماري انتقائي وتنافسي.
وفي الوقت نفسه، تواصل المملكة العربية السعودية صعودها السريع كقوة ناشئة، بفضل رؤية 2030 والمبادرات الحكومية التي تجذب الشركات المحلية والأجنبية التي تهدف إلى الاستفادة من الاقتصاد الرقمي المتطور في المملكة.
يقول "رشيت ماخات" ، المدير والمؤسس المشارك لشركة "سكالو تكنولوجيز" ، شركة المشاريع التكنولوجية في الإمارات العربية المتحدة، إن هذه البيئة سريعة التغير تعني أن المؤسسين يجب ألا يُظهروا نماذج أعمال قوية وأفكار قابلة للتطوير فحسب، بل ويجب عليهم أيضاً إظهار المرونة والقدرة على التكيّف والفهم العميق للسوق.
يقول "ماخات": "لم يعد بإمكان رواد الأعمال الاعتماد على فكرة جيدة فحسب. فهم بحاجة إلى خطة واضحة لتوسيع نطاق أعمالهم. ويجب أن يُظهروا فهماً عميقاً لسوقهم، وأن يُثبتوا أن منتجهم أو خدمتهم لا يُمكنهما الصمود فحسب، بل والازدهار أيضاً، في ظل بيئة اقتصادية سريعة التغير. أصبح مستثمرو اليوم أكثر حذراً، إذ يُعطون الأولوية للشركات الناشئة ذات السجل الحافل بالإنجازات، ونماذج الأعمال القابلة للتطوير، ومسارات الربحية الواضحة. يجب على رواد الأعمال التركيز على بناء علامة تجارية قوية، وبناء قاعدة عملاء وفية، وإثبات قدرتهم على التكيف مع تغيرات السوق."
ويشير إلى نجاح الشركات الناشئة الإقليمية مثل "آيوا" (eyewa)، أكبر متجر إلكتروني للنظارات في الشرق الأوسط، كمثال على مستوى النضج والوضوح الذي يتوقعه المستثمرون الآن. وقد جمعت الشركة 100 مليون دولار أمريكي في جولة التمويل الثالثة (Series C) أواخر العام الماضي لتوسيع نطاق البحث والتطوير، واستقطاب الكفاءات، وتعزيز حضورها في قطاع التجزئة.
قال "ماخات": "هذا يُبرز مدى انتقاء المستثمرين. لا يمكن جذب تمويل كبير إلا من خلال الشركات الناشئة التي تتمتع بقيمة واضحة، ونموذج أعمال متين، وإمكانات نمو قوية". ولمساعدة الشركات الناشئة على النجاح والبقاء في الصدارة، يوصي بخمسة مبادئ رئيسية:
• الدافع: إن وجود سبب قوي لبدء شركتك يمكن أن يساعدك على البقاء متحفزاً.
الحدس: مع أهمية البيانات والأرقام، قد تحتاج أحياناً إلى الاعتماد على حدسك. فحدسك يساعدك على اتخاذ قرارات صائبة، خاصةً في الأوقات الصعبة.
• الشجاعة: عالم التكنولوجيا مليء بالمخاطر والشكوك. عليك أن تكون شجاعاً ومستعداً للمخاطرة لتحقيق النجاح.
• الاستشراف: من المهم التفكير في المستقبل والاستعداد لما هو آتٍ. وهذا يعني مواكبة أحدث التوجهات والتكنولوجيا.
الإلهام: بناء شركة ناجحة قد يكون مصدر إلهام، ولكن من المهم أيضاً أن تستلهم من الآخرين. ابحث عن قدوة ومرشدين لمساعدتك في رحلتك.