ارتفاع صفقات الدمج والاستحواذ في الشرق الأوسط بنسبة 7% رغم التراجع العالمي
كشف تقرير جديد صدر يوم الاثنين أن عمليات الدمج والاستحواذ في الشرق الأوسط تواصل التقدم بثبات مع مرونة الاستثمار والتركيز الواضح على التنويع الاقتصادي.
وبحسب تقرير الدمج والاستحواذ لعام 2024 الصادر عن مجموعة "بوسطن كونسلتينج جروب"، ارتفع حجم الصفقات في الشرق الأوسط بنسبة سبعة في المائة في الأشهر التسعة الأولى من عام 2024، حتى مع انخفاض حجم الصفقات العالمية بنسبة 13 في المائة. ويعكس هذا الاتجاه رغبة المستثمرين في التوسع في منطقة الشرق الأوسط في قطاعات حيوية مثل الخدمات اللوجستية والطاقة والتكنولوجيا المتقدمة، ويؤكد التزام المنطقة ببناء اقتصاد متنوع وجاهز للمستقبل.
ورغم الحذر بشأن التوقعات العالمية، تواصل شركات الطاقة والخدمات المالية والتكنولوجيا المضي قدماً في صفقات الدمج والاستحواذ الاستراتيجية التي من شأنها إعادة تشكيل الصناعات. وفي الوقت نفسه، تعكس المعاملات المتزايدة في قطاعات المستهلكين التوجه نحو الصفقات التحويلية. وبحسب بيان الشركة: "من المتوقع أن تقود قطاعات مثل الرعاية الصحية والتكنولوجيا والطاقة عمليات الدمج والاستحواذ خلال الشهور المقبلة".
النمو الاستراتيجي عبر القطاعات الرئيسية في عمليات الدمج والاستحواذ في الشرق الأوسط
يركز المسؤولون عن إنجاز الصفقات في الشرق الأوسط على عمليات الاستحواذ عالية القيمة عبر القطاعات الحيوية، بما يتماشى مع استراتيجيات التنويع الاقتصادي الإقليمية. وتشمل الاستثمارات القطاعية الجديرة بالملاحظة ما يلي:
• قطاع الصناعة والخدمات اللوجستية: يشهد قطاع الخدمات اللوجستية نمواً مستمراً، مع عملية استحواذ بقيمة مليار دولار من إحدى شركات الطاقة في الإمارات، مما أدى إلى تعزيز البنية التحتية لسلسلة التوريد. كما شهد قطاع الصناعات الهندسية عرضاً بقيمة 3.2 مليار دولار في الهندسة، ما يعكس اهتماماً مستمراً بتوسيع القدرات الصناعية.
• التكنولوجيا والاتصالات: أصبحت الأصول التكنولوجية تشكل أهمية متزايدة في عمليات الدمج والاستحواذ في الشرق الأوسط. ومن بين الصفقات البارزة استحواذ بقيمة 2.6 مليار دولار في مجال الاتصالات عبر الأقمار الصناعية واستثمار بقيمة 250 مليون دولار في مجال الاتصالات في أفريقيا. بالإضافة إلى ذلك، يوضح استثمار بقيمة 350 مليون دولار في الذكاء الاصطناعي المرتكز على الطاقة التزام المنطقة بالتحول الرقمي القائم على الذكاء الاصطناعي.
• الطاقة والطاقة المتجددة: تتطور المنطقة في مجال الطاقة لتشمل الطاقة المتجددة، حيث تعكس صفقة كبيرة في مجال الطاقة المتجددة بقيمة 2.7 مليار دولار هذا التحول. وتواصل شركات النفط في الشرق الأوسط، بما في ذلك شركات النفط الوطنية، منخرطة بنشاطها في تحسين الأصول، وتنويع محافظها في قطاع الطاقة.
وقال "سامويلي بيلاني"، المدير العام والشريك في بوسطن كونسلتينج جروب: "يعكس مشهد عمليات الدمج والاستحواذ في الشرق الأوسط النمو والمرونة اللافتين في هذا القطاع، حيث يستهدف المستثمرون في المنطقة قطاعات استراتيجية مثل التكنولوجيا والخدمات اللوجستية والطاقة المتجددة لتحقيق أهداف التنويع الاقتصادي. ومن خلال عمليات استحواذ استراتيجية ذات تأثير كبير تتمتع الشركات في منطقة الشرق الأوسط بموقع مثالي لدعم التحول الطويل الأمد لاقتصاد المنطقة".
التوقعات لعمليات الدمج والاستحواذ في الشرق الأوسط
يتشكل نشاط الدمج والاستحواذ في الشرق الأوسط من خلال التركيز الاستراتيجي على الاستثمار الخارجي والتنويع الاقتصادي والمرونة في مواجهة التغيرات العالمية. وبفضل الدعم من صناديق الثروة السيادية واحتياطيات رأس المال القوية، يستهدف المستثمرون في المنطقة عمليات الاستحواذ في قطاعات مثل الذكاء الاصطناعي والاتصالات والخدمات اللوجستية، ما يدعم التراجع في الاعتماد على النفط والغاز. وذكر البيان: "ومع تعقّد المشهد الجيوسياسي وزيادة التدقيق التنظيمي، تختار الشركات في منطقة الشرق الأوسط فرص الاندماج والاستحواذ بعناية لتتوافق مع أهدافها التنموية، مع تحقيق توازن بين التوسع والنهج المدروس لإدارة المخاطر".
تُعد الأدوات المدعومة بالذكاء الاصطناعي الآن جزءاً لا يتجزأ من عمليات الدمج والاستحواذ، حيث تعمل على تبسيط الصفقات بالكامل، بدايةً من تحديد أهداف الاستحواذ إلى عملية التحقق من جميع الجوانب وحتى التكامل، تعمل الحلول القائمة على الذكاء الاصطناعي على تحسين الإنتاجية والدقة، وتحليل البيانات المنظمة وغير المنظمة بسرعة لدعم اتخاذ القرارات بشكل أسرع في بيئة معقدة. وقالت بوسطن كونسلتينج جروب: "تعمل غرف البيانات الافتراضية التي تعمل بالذكاء الاصطناعي وهي مجهزة بقدرات صياغة العقود واستخراج المعلومات لتعزيز سير العمل على الوثائق، وهو عامل حاسم أثناء مفاوضات الدمج والاستحواذ المعقدة. تعد هذه التطورات التكنولوجية ضرورية حيث تعمل الشركات في الشرق الأوسط على إدارة عملياتها بشكل فعال وسط مشهد الدمج والاستحواذ المتطور الحالي ".
وأضاف بيلاني: "مع تزايد موجة عمليات الدمج والاستحواذ، يبدي المستثمرون في الشرق الأوسط استعدادهم من خلال الاستثمارات الاستراتيجية وفي التكنولوجيا والمواهب. ووسط هذه الفترة الذي تتسم بالهدوء نسبياً، سيفصل الاستعداد المسبق بين صناع الصفقات الناجحين ومن يقعون في فخ المفاجأة. وبفضل الأدوات التي تعمل بالذكاء الاصطناعي والتي تعمل على تحويل عملية الدمج والاستحواذ، ستشكل الشركات المستعدة مستقبل عمليات الدمج والاستحواذ من خلال الجمع بين الكفاءات الرقمية والاستحواذات الجريئة والمتقدمة".
ومن المتوقع أن تشهد عمليات الدمج والاستحواذ في الشرق الأوسط نمواً مطرداً، مدفوعاً بالاستثمارات الاستراتيجية وجهود التنويع التي تستجيب للتحركات العالمية المتطورة. ومع تغير قواعد اللعبة، سيحتاج العاملون على الصفقات إلى تعديل أساليبهم، بدءاً من الإعداد ووضع الخطط وحتى للتنفيذ لإدارة فترات الإغلاق الأطول والتدقيق المتزايد، بحسب ما ذكرته مجموعة بوسطن كونسلتينج جروب. وأضافت: "وسط هذه البيئة المتغيرة بسرعة، سيبرز صناع الصفقات الناجحون من خلال تقديم الصفقات بفعالية وإدارة العقبات وإبداء المرونة في مواجهة التحديات الجديدة".